حين تغضب (إسرائيل) من نوبل و" غونتر غراس"

غسان مصطفى الشامي

حين تغضب (إسرائيل)

من نوبل و" غونتر غراس"

غسان مصطفى الشامي

[email protected]

رحل عن الحياة الكاتب والأديب الألماني الشهير " غونتر غراس" (Günter Grass ) عن عمر يناهز (87 عاما ) وهو حاصل على جائزة نوبل للآداب للعام 1999م، ويعد من أشهر روائيي ألمانيا في القرن العشرين، وله اسهامات كبيرة في الحياة الأدبية في ألمانيا، ويطلق عليه " ضمير الشعب الألماني" ؛ هذا الشاعر من الشعراء والأدباء العالميين المغضوب عليهم من قبل الكيان الصهيوني وذلك لتصريحاته الخطيرة التي كان يطلقها ضد (إسرائيل)، وكتابته لقصيدة ضد النووي الصهيوني وتهديده للسلم العالمي.

 العدو الصهيوني لن يشفع للشاعر الألماني (غراس) أدبه الغزير وكتابته الحيوية الإنسانية وقوله الحقيقة عن الكيان العبري وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني والعالم، حيث اعتبره الصهاينة عدوا لـ ( إسرائيل)، وصدرت أوامر بمنعه من الدخول إلى الكيان الصهيوني، كما أن جائزة نوبل العالمية لن تشفع له لدى الكيان عند تجرأه في التحدث عن المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين.

 لقد حمل (غراس) مشاعر الغضب والحقن تجاه الكيان، وانتقد بصورة كبيرة الحكومة الصهيونية على جرائمها ومجازرها بحق شعبنا الفلسطيني؛ الأمر الذي أغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي " نتنياهو" عندما عبر الأديب (غراس) بصراحة أن (إسرائيل) بامتلاكها السلاح النووي تهدد دول أخرى؛ كما انتقد غراس دولته ألمانيا التي زودت الكيان بست غواصات  من نوع دولفين مصنعة خصيصا لحمل رؤوس نووية قادرة على إبادة عاصمة كاملة وقتل الملايين من المدنيين الآمنين.

إن الوزراء (الإسرائيليين) يعتبرون الشاعر (غراس) عدوا شرسا ضدهم، وخبر وفاته أفرح قلوبهم كثيرا، حيث قال وزير الخارجية الصهيوني (ليبرمان) إن الشاعر غراس (مستعد للتضحية مرة أخرى بالشعب اليهودي على مذبح المجانيين المعادين للسامية)، كما أعرب اتحاد الكتاب العبريين في الكيان عن حزنه لوفاة الكاتب (غراس)، إلا أن الاتحاد (الإسرائيلي) رأى أن غراس سيظل حتى بعد موته كاتبا مثيرا للجدل وأنه قام بحملة سياسة لنزع الشرعية" ضد(إسرائيل)، وأشار الاتحاد في بيانه أن (غراس) لم يبد حتى وفاته ندما إزاء تصريحاته المعادية لـ (إسرائيل) وأنه "قام قبل ثلاثة أعوام بحملة صليبية حديثة ضد الدولة اليهودية".

وفي الجانب الآخر يحمل الشاعر (غراس) التقدير لشعب فلسطين وتربطه مشاعر صداقة بالكثير من الأدباء والكتاب الفلسطينيين وكان متعطفا مع قضية اللاجئين الفلسطينيين وأوضاعهم المأساوية الصعبة.

لقد وجه الشاعر الألماني غراس في تصريحات صحفية انتقادات شديدة اللهجة للكيان الصهيوني عبر نشره قصيدة ضد القوة النووية الإسرائيلية مشددا على أن امتلاك (إسرائيل) للنووي يهدد السلام العالمي بأكمله، معلنا أنه سئم من نفاق الغرب فيما يتعلق بــــ (إسرائيل)، كما أشار أن ما دفعه لكتابة قصيدة حول الخطر النووي (الإسرائيلي) هو سلوك (نتنياهو) الذي يخلق المزيد من الأعداء للكيان ويزيد من عزلته .

إن الشاعر الألماني (غراس) ليس وحدة صاحب المواقف الغاضبة والحانقة ضد الكيان الصهيوني  بل هناك المئات من الكتاب والشعراء العالميين يحملون نفس المشاعر تجاه (إسرائيل)؛ وأذكر هنا ما قالته عميدة الصحفيين في البيت الأبيض هلين توماس (توفت في يوليو 2013م) في لقاء صحفي عندما سألها عن اليهود أجابت  "أخبِرْهم أن يخرجوا من فلسطين.. هؤلاء الناس محتلون وهذه ليست ألمانيا أو بولندا".

إن ما قالته هيلين توماس يمثل عين الحقيقة التي تؤكد على أن أرض فلسطين لأصحابها الأصليين وان على اليهود المشردين العودة إلى البلاد التي شردوا منها مثل بريطانيا وبولندا وألمانيا وفرنسا وغيرها .. فقد طردتهم شعوب العالم لفسادهم الكبير وضررهم الأكبر على البلدان التي يعيشون فيها..

ينظر الكيان الصهيوني بخطورة كبيرة لتصريحات الشعراء والروائيين والصحفيين العالميين لأنه يدرك تأثيرهم الكبير على شعوبهم وعلى محبيهم ومتابعيهم مما يزيد الكراهية ضد (إسرائيل)، ويزداد أعداء إسرائيل في العالم، كما أن الصهاينة يعتبرون الشعراء والفنانين من الطبقات الهامة التي أسست عليها ركائز الدعاية الصهيونية من أجل التأثير على شعوب العالم وجعلهم يتعاطفون مع  اليهود؛  لذلك تغضب (إسرائيل) من أي شاعر أو صحفي عالمي أو لاعب كرة قدم مشهور عندما يتعاطف مع الشعب الفلسطيني ويصف (إسرائيل) بالإرهابية وتسعى لتدمير العالم وتهديد السلم العالمي، كما أن الصهاينة لن يغفروا للشعراء العاملين حتى وإن حصلوا على أعرق جوائز الأدب العالمية، ويبقوا في وجهة نظر " إسرائيل" أعداء يجب إبادتهم ومحوهم عن التاريخ .

إلى الملتقى