حشود المصلين في المصليات وخطب العيد تقفز من بهم فز

تصفحت كالعادة بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية لتتبع أخبار عيد الفطر السعيد، فأثار انتباهي مقال أرفق بصور يتناول صلاة عيد الفطر في إحدى المصليات بإحدى مدن الوطن ، ويتضمن وصفا لما جرى في هذا المصلى، وقد تخلله ما يمكن اعتباره  قفزا سببه فز صاحبه ، حيث تناول هذا المقال إشارة إلى أن خطيب العيد كان مستظلا تحت  قبة  بيضاء ضربت له في حين كان المصلون تحت  وهج الشمس الحارقة والعرق يتصبب منهم، وقد أطال الخطابة فيهم . ومما جاء في هذا المقال نقد من النوع الصريح لا المبطن اتهم فيه الخطيب أنه عرض بالعلمانية من خلال تناوله لآفة الشذوذ الجنسي  الذي أصبح يعرف باسم قران المثليين . ولقد كانت هذه الإشارة كافية للكشف عن الفز الذي أقفز صاحب المقال والذي حاول التمويه على غايته من تناول موضوع خطبة العيد عن طريق وصف المتسولين والباعة وعمال النظافة  وغيرهم ... و عن طريقة نقل خبر إعلان بعض الأجانب إسلامهم أثناء الخطبة . ومما حاول صاحب المقال اتخاذه وسيلة للنيل من الخطيب وصف بعض ما جاء في خطبته  بأنه تقريع للمصلين  حين تمنى لو تستمر أسئلتهم عن أمور دينهم كما كان عليه الحال خلال شهر رمضان. وأنا أقرأ هذا المقال تذكرت كيف كان الافتخار الكبير بجمهور مهرجان موازين،  وكان القصد من وراء تكثير هذا الجمهور إعطاء الانطباع بأنه جمهور الأغلبية الغالبة علما بأن عادة أصحاب المهرجانات الحرص على تكثير جمهورهم من أجل إضفاء المشروعية على هذه المهرجانات التي هي موضوع انتقاد  واسع بين أوساط الشعب المغربي المتشبث بقيمه الدينية والأخلاقية . وعندما تعج المصليات بالمصلين في عيدي الفطر والأضحى  يخرس الذين يباهون بجمهور المهرجانات لأن كثرة جماهير المصليات تنقض ما يزعمون وما يدعون من  كثرة جمهورهم، الشيء الذي يفسرونه بأنه نجاح وإقبال مزعوم  على مهرجاناتهم العابثة . ويستغل أصحاب الفز مناسبة خطب العيد لانتقادها إما  في وقتها  أوفي مضامينها. ولقد قرأت مقالا سابقا في موقع آخر على الشبكة العنكبوتية  ذكر فيه  أن مصليات مدينة وجدة صارت أربعة، ولكنه أشار إلى أن وزارة الأوقاف عليها أن تنتقي خطباء العيد وألا تفسح المجال لمن يستغلون خطب العيد للنيل ممن سماهم  هذا المقال أهل خير وإحسان علما بأن الخطيب المعني كان قد انتقد الكسب الحرام في المخدرات إلا أن الفز أقفز صاحب المقال، وحمله على تأويل كلام الخطيب ليناسب هوى في نفسه، ويتخذ من تأويله مطية للنيل من شخصية دينية بارزة دأب على النيل منها باستمرار. ويشيع أصحاب الأهواء المغرضة الإشاعات حول خطب الجمعة والعيدين لأنها تفضح أهواءهم، ذلك أن الناس يثقون في هذه الخطب الشيء الذي يخشاه المغرضون من أصحاب الأهواء والمصالح  . وكمثال  حي على الخوف من المنابر والخطباء  ما فعله مؤخرا ديكتاتور مصر السيسي متزعم الانقلاب على الشرعية والديمقراطية والذي شن حملة شرسة على  علماء أجلاء ودعاة وخطباء حتى بلغ به الأمر حد تأويل دعاء القنوت حيث اعتبرنفسه مقصودا بالدعاء على الظالمين . وحال أصحاب الفز عندنا من علمانيين وتجار انتخابات ومرتزقين بالصحافة من المأجورين ... كحال ديكتاتور مصر مع المنابر والعلماء والخطباء يخشونهم لمجرد ثقة الناس فيهم لثقتهم في الدين البعيد عن الأهواء . ومن السخف مقارنة جمهور المصلين بجمهور المهرجانات ، كما أنه من التفاهة الحلم بمحاولة تأثير الأهواء الضالة في الخطب  المنبرية من خلال التشكيك في مصداقيتها عن طريق التشكيك في الخطباء وإلصاق التهم الباطلة بهم رغبة في استعداء السلطة أو الوزارة الوصية على الشأن الدين عليهم لتظل المنابر على هامش الواقع لا تتناول ما يقع فيه ولا تعالجه على ضوء تعاليم الدين.ولا شك أنه سيكثر قفز أصحاب الفز خصوصا الذين يقلقهم الدين ويحلمون بإقصائه من واقع الناس وهم يعلمون  علم اليقين أنهم يرومون بذلك المحال.

وسوم: العدد 625