جماعة الاخوان المسلمون بين الدعوة والسياسة

دندل جبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

تطرح بعض الجهات فكرة ان تقتصر جماعة الاخوان المسلمين في عملها على الدعوة فقط وتتخلى عن ممارسة العمل السياسي ، وهذا طرح غريب عن دعوة جماعة الاخوان المسلمين التي عرفت أنها دعوة للإسلام الذي يشمل كل جوانب الحياة الدنيويه والأخرويه ، وأنها دعوة للإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والمنزل من لدن عزيز حكيم .

وفي هذا يقول البنا – رحمه الله – في رسالة  ( دعوتنا في طور جديد  ) تحت عنوان : نهج الدعوة الاول : (( اننا نتحرى بدعوتنا نهج الدعوة الاولى ، ونحاول أن تكون هذه الدعوة الجديدة صدى حقيقياً لتلك الدعوة السابقة التي هتف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطحاء مكة قبل ألف ومئات من السنين ، فما أولانا بالرجوع باذهاننا وتصوراتنا الى ذلك العصر المشرق بنور النبوة ، الزاهي بجلال الوحي ، لنقف بين يدي الاستاذ الاول ، وهو سيد المربين وفخر المرسلين الهادين المهديين ، لنتلقى عنه درس الاصلاح من جديد ، وندرس خطوات الدعوة من جديد  )) ( مجموعه رسائل البنا – طبعة مزيدة – صــ 491 )

وكذلك غرابة هذا الطرح ممن عرف أن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والذي ندين به يشمل جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسيه والاداريه وما تحتاجه هذه الحياة وممارسة الانسان فيها ، وان الاسلام دين ودوله .

الاسلام دين ودوله

فالاسلام  الذي قامت عليه دعوة جماعه الاخوان المسلمين هو دين ودوله .

مقومات الدوله الاسلاميه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :

تتبين مقومات الدوله الاسلامية فيما يلي : شكلا ومضمونا

1-   اما المضمون من ناحية التشريع  :

لقد اصبح للدوله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دستور وتشريع يعرض لكل نواحي الحياة الدينية والدنيوية بنصوص من القرآن الكريم محكّمة

ثم تقوم السنة الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ببيان هذه النصوص وتوضيح تلك الاحكام .

ثم هناك مصادر تشريعية اخرى تستوعب شؤون الحياة وتفاصيلها ومستجداتها ومتغيراتها كالاجماع والقياس والعرف والاستحسان والمصالح المرسله والاستصحاب ونحوها .

2-   من ناحية الشكل :

لم تقتصر الدولة الإسلامية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم على المظهر الديني ، انما اتخذت الشكل السياسي من حيث التنظيم ، ويظهر هذا في ما يلي :

أ –  رئاسة الدولة :

فقد أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم الرسالة الرئيس الاعلى للدولة يمارس جميع الصلاحيات الممنوحة لرئيس الدولة ، بل ان الرسول كان يمارس من الناحية الفعليه جميع السلطات الدنيويه إلى جانب قيامه بامامة المسلمين وتعليمهم أمور دينهم .

ب – الفصل في المنازعات :

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس في المسجد للنظر في المنازعات بين المسلمين .... وكان حكمه نافذا على المتخاصمين لا يملك احد منهم ان يخالفه .

ج – إقامة الحدود :

والحدود هي العقوبات المفروضه على بعض الجرائم الكبيرة في المجتمع كالزنا والسرقه والقذف  وشرب الخمر بالاضافة الى تمكين المعتدى عليه من القصاص .

د – قيادة الجيش لدفع العدوان :

يقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة الجيش الاسلامي لدفع العدوان القائم على الدولة الاسلامية الجديدة أو على أحد رعاياها ، وكان عليه الصلاة والسلام يشرف على كل ما يتعلق بحروب الدولة من إعداد وتخطيط وتنظيم .

ومن أهم الأهداف التي حرص الرسول صلى الله عليه وسلم عليها ، نشر الاسلام ، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس  .

مفهوم الدولة في الاسلام

تتشكل الدولة الاسلامية من ثلاثة عناصر أو أركان وهي : الشعب ، والإقليم ، والسلطة السياسية

1-   الشعب :

ويعني ذلك وجود جماعة من الناس قد تقل وقد تكثر يسكنون في أرض معينة ، ويخضعون لتنظيم سياسي واحد ، والشعب في الدولة الاسلامية يشمل كل المواطنين بغض النظر عن دينهم ومعتقداتهم ولغاتهم وإثنياتهم  .

2-   الاقليم :

ويشمل الأرض التي تقطن تلك الجماعه ( الشعب ) عليها ، وتمارس الدولة سلطتها فيها ..... وتعتبر الدولة مسؤولة عن حماية رعاياها داخل الأرض الخاضعة لها ، ويلحق بها البحار الإقليميه والأجواء الفضائية ، ويمثل هذا في بداية نشوء الدولة الاسلامية المدينه المنورة وما يسكنه المسلمون خارجها .

3-   السلطه السياسيه :

هي الهيئة التي تمارس السلطة على الشعب الذي يسكن هذا الإقليم ، والشريعه الاسلامية هي السلطه العليا ويقوم الرسول بتنفيذ أحكامها وشرح نصوصها ويعاونه في ذلك كبار الصحابة .

وقد اتضحت معالم الدوله الاسلاميه بشكل تدريجي حتى أصبحت قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم دولة كاملة الأركان قوية البنيان راسخه الدعائم ، ولقد تكامل هذا البناء وقويت أركانه في زمن الخلافة الراشده اذ تعد تلك الفترة امتداد للعهد النبوي غير انه لا وحي فيها وجاءت صورة صادقة ومعبرة عن عهد النبوة وتطبيقا عمليا عن ذلك الوحي لتعطي دليلا قاطعا على امكانية التطبيق على الارض .

جماعة الاخوان المسلمين ومفهوم الاسلام دين ودولة

جاء في مجموعة رسائل البنا – رسالة : مشكلاتنا في ضوء النظام الاسلامي –

الا  هل  بلغت اللهم فاشهد ، نظام الحكم :

(( قال تعالى :  ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) ( المائدة  - 49)

يفترض الاسلام الحنيف (( الحكومه )) قاعدة من قواعد النظام الاجتماعي الذي جاء به للناس ، فهو لا يقر الفوضى ، ولا يدع الجماعة المسلمة بغير إمام ، ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض اصحابه :  (( اذا كنتم ثلاثة فامروا عليكم رجلا )) (رواه الطبراني باسناد حسن عن ابن مسعود).

فمن ظن أن الدين – أو بعبارة أدق : الاسلام – لا يعرض للسياسة أو أن السياسة ليست من مباحثه فقد ظلم نفسه وظلم علمه بهذا الاسلام ، ولا أقول ظلم الاسلام فان الاسلام شريعة الله لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وجميل قول الامام الغزالي رضي الله عنه : ((  اعلم أن الشريعة أصل ، والملك حارس ، وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع )) ( احياء علوم الدين –  1 /  17 ) فلا تقوم الدولة  في الاسلام إلا على أساس الدعوة ، حتى تكون دولة رسالة لا تشكيل إدارة ولا حكومة مادة جامدة صماء لا روح فيها ، كما لا تقوم الدعوة إلا في حماية دولة تحفظها وتنشرها وتبلغها وتقويها .

والحكومه في الاسلام تقوم على قواعد معروفه مقررة هي الهيكل الاساسي لنظام الحكم الاسلامي ، فهي تقوم على مسؤولية الحاكم ووحدة الأمة واحترام إرادتها ، ولا عبرة بعد ذلك بالأسماء والأشكال ))

( صـ 653-654 ).

شمولية الاسلام

-         ورد في مجموعه رسائل البنا – رسالة مؤتمر طلبه الاخوان المسلمين – كلمة فضيلة المرشد العام للاخوان المسلمين –الاسلام الشامل :

-         (( أنا أعلن – أيها الاخوان – من فوق هذا المنبر بكل صراحه ووضوح وقوة أن الاسلام شيء غير هذا المعنى الذي أراد خصومه والأعداء من أبنائه ان يحصروه فيه ويقيدوه به وأن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ، وسماحة وقوة وخلق ومادة ، وثقافة وقانون ، وان المسلم مطالب بحكم إسلامه أن يعنى بكل شؤون أمته ، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .وأعتقد أن أسلافنا –رضوان الله عليهم – ما فهموا معنى الاسلام غير هذا ، فبه كانوا يحكمون ، وله كانوا يجاهدون ، وعلى قواعده كانوا يتعاملون ، وفي حدوده كانوا يسيرون في كل شان من شؤون الحياة الدنيا العملية قبل شؤون الآخرة الروحية ، ورحم الله الخليفة ( أبو بكر ) اذ يقول : (( لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله )) ( ص  232 – ص 233)  )) .

-         وجاء في رسالة المؤتمر الخامس – الاخوان المسلمون في عشر سنوات 1347- 1357 هـ

فكرة الاخوان المسلمين تضم كل المعاني الاسلامية :

(( وتستطيع أن تقول - ولا حرج عليك – إن الإخوان المسلمين :

1 -  دعوة سلفية  

2 – وطريقة سنيةا .

3 – وحقيقة صوفية .

4 – وهيئه سياسية .

5 – وجماعه رياضية .

6 – ورابطه علميه ثقافيه .

7 – وشركة اقتصادية

8 – وفكرة اجتماعية .

وهكذا نرى أن شمول معنى الاسلام قد أكسب فكرتنا شمولا لكل مناحي الاصلاح ، ووجه نشاط الاخوان الى كل هذه النواحي ، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم الى ناحية واحدة دون غيرها يتجهون اليها جميعا ، ويعلمون ان الاسلام يطالبهم بها جميعا))(مجموعة رسائل البنا – صـ 336- 338 )

السياسة من الاسلام 

جماعة الاخوان المسلمين باقرارهم ان الاسلام متعدد الجوانب التي تكتنف الحياة الدنيويه والاخرويه وان الاسلام دين ودوله فمعنى ذلك أنهم يقرون بان الجانب السياسي جانب اساسي من جوانب الاسلام ، بحيث لا يمكن الفصل بين السياسة وبقية جوانب الاسلام الأخرى  .

فقد جاء في كلمة فضيلة المرشد العام في رساله مؤتمر طلبة الاخوان المسلمين قوله :

(( بعد هذا التحديد العام لمعنى الاسلام الشامل ولمعنى السياسه المجردة عن الحزبية أستطيع أن أجهر في صراحة بان المسلم لن يتم اسلامه إلا إذا كان سياسياً ، بعيد النظر في شؤون أمته مهتماً بها غيوراً عليها .

وأستطيع كذلك أن أقول : إن هذا التحديد والتجريد أمر لا يقره الاسلام ، وأن على كل جمعية إسلامية أن تضع في رأس برنامجها الاهتمام بشؤون أمتها السياسية ، وإلا كانت تحتاج هي نفسها الى أن تفهم معنى الاسلام .

وعلم الله أيها الساده أن الاخوان ما كانوا يوماً من الأيام غير سياسيين ، ولن يكونوا يوماً من الأيام غير مسلمين ، وما فرقت دعوتهم أبدا بين السياسة والدين )) ( مجموعة رسائل البنا – صـ 232 صـ 333)

كما ورد في رسالة المؤتمر الشعبي الأول للاخوان المسلمين في القاهرة – تحت عنوان ، دين وسياسية :

(( فان أردتم أن الاسلام دين لا تتناول أحكامه الشؤون السياسية في الداخل والخارج من حيث تنظيم الحكومة ، والصلة بين الحاكم والمحكوم ، وما يتبع ذلك من حقوق وواجبات ، وافتراض حرية الأمة الاسلامية وسيادتها وعزتها الخ ، فذلك جهل بالاسلام ، وظلم لاحكامه وشريعته الشامله التي جاءت تنظم شؤون الدنيا والآخرة وتحدد العلاقات في المجتمع الانساني أفضل تحديد )) ( مجموعة رسائل البنا – صـ 592 )

ارتباط العقيدة والتعاليم الخلقية بالمبادئ السياسيه 

إذا نظرنا في المبادئ السياسية في الاسلام نجد انها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة والتوجهات الخلقية ليكون لها من القداسة في النفوس ما يكفل تطبيقها على الوجه الاكمل ، وليكون لها من البواعث ما يدفع على العمل بها في جميع الظروف تحت تاثير العقيدة والتعاليم الدينيه وما تدعو اليه من مثل وتعاليم .

-         فالعداله مبدأ سياسي دعا اليه الاسلام في جميع نواحي الحياة ، قال الله تعالى :( ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) ( سورة النحل – 90  ) وقال ايضا: ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون  ) ( سورة المائدة - 8) وقال أيضا : ( واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ) ( سورة الانعام  -  152 )

هذه النصوص القرآنية تدعو للعدل ، وتجعل من هذا المبدا القاعدة الاساسيه التي ينطلق منها الفرد في حياته ، فيكون العدل طريقه ومنهجه ، لأنه مبدأ أخلاقي يحقق الطمانينة والاستقرار .

-         والشورى مبدأ سياسي دعا إليه الاسلام وحض عليه ، قال تعالى : ( وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله  ) ( سورة ال عمران - 160 ) وقال أيضاً في صفة المؤمنين : ( والذين استجابوا لربهم وأقامو الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) ( سورة الشورى -38 ) وقد شاور الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته في كثير من المواطن وأخذ برأيهم ، وعمل الخلفاء الراشدون بمقتضى هذا المبدأ عملاً بالقرآن واستجابة لدعوة الرحمن .

والواقع أن صلة التشريع الاسلامي بالعقيدة والأخلاق أمر طبيعي لانه دين سماوي يدعو بطبيعته لمكارم الأخلاق ، وهذا ما يجعل الشريعة الاسلامية مختلفة عن الشرائع الوضعية ، ويجعل لها قدسية في النفوس واحتراماً لدى الناس ، لأنها مرتبطه بالعقيدة .

يقول  الشيخ محمود شلتوت – رحمه الله -  شيخ الأزهر :

(( فالدين إذن مجموعه من المبادئ العامة لتنظيم السلوك البشري العام في الحياة الدنيا ، أملاً في السعادة فيها وفي الحياة الآخرة ، وهداية الانسان الى الخير والجمال وتحقيق السعادة والرخاء للجنس البشري كله ، والاسلام بصفة خاصة تظهر فيه هذه الخصائص بوضوح تام .

فهو يهدف الى تحقيق الصالح العام للإنسانية كلها ، من أسلم ومن لم يسلم ، ومقرراته في العبادات والمعاملات في الاجتماع والاقتصاد ، في الحكم والسياسة ، في السلم والحرب ، يقررها على انها دين واجب الاتباع ، لا اختيار للفرد في تركه أو فعله ، .. ويلتزم أداءها راضياً مطمئن القلب لأنه يراها ديناً واجب الاتباع يجب أن يؤدى كما أراده الله سبحانه وتعالى ، ويصعب أن نفرق في الاسلام بين ما يمكن أن يسمى ديناً فقط أو سياسةً فقط .

فكل ما يتعلق بالعقيدة والعبادة دين ، ويمكن أن يسمى سياسة الاسلام في إصلاح العقيدة والعبادة ، وكل ما يتعلق بالخلق والتربيه دين ، ويمكن أن يسمى سياسة الاسلام في التربيه والخلق ، وكل ما يتعلق بالمعاملات العامة دين ، ويمكن أن يسمى سياسة الاسلام الاقتصادية والاجتماعية ، وكل ما يتعلق بالحكم وتدبير مصالح المسلمين في دنياهم دين أيضاً ، ويمكن أن يسمى نظام الاسلام في الحكم وإدارة الدولة ، وهكذا يرتبط الدين بالدوله ارتباطا كبيرا في الاسلام ارتباط القاعدة بالبناء ))

( من توجيهات الاسلام لفضيلة الاستاذ محمود شلتوت صـ 552 - 553 ) ( نقلا عن نظام الحكم في الاسلام للدكتور محمد فاروق النبهان صـ 118 – صـ 176)

بعد هذا التوضيح في بيان شمولية الاسلام وأن السياسه هي إحدى جوانب هذا الاسلام ، بل الارتباط الوثيق بين العقيدة والاخلاق وبين المبادئ السياسية وأنه لا مجال للفصل بينهما لانها جميعاً من لدن عزيز حكيم ، بل إن الحديث عن فصل السياسة عن الدعوة إن لم تقم على فكرة فصل الدين عن الدوله فهي تشبهها فكيف نقول بتخلي جماعة الاخوان المسلمين عن السياسة والالتزام بالدعوة فقط وقد قامت دعوتهم على الأخذ بالاسلام الشامل لكل جوانب الحياة الدنيويه والأخرويه التي اشتمل عليها ، وثبت عدم إمكان فصلهما عن بعضهما .

وسوم: العدد 685