زيف وسراب

خديجة وليد قاسم

سنبقى ظامئين ما دمنا نملأ أكوابنا بالسراب!

سنبقى تلك الفقاعات الهائمة على وجهها ما دام الفراغ يملأ دواخلنا متوغّلا في عمق الخراب

سنبقى الوهم والهباء، ما دمنا لم نتقن فن لملمة أوصالنا التي استحالت بعثرة أشلاء

أترانا نكتم صرخات الوجع تجلدا وقوة احتمال، أم أن العجز ألصقنا في زاوية الدهشة وحبسنا في قوس السؤال؟

نمدّ قبضات توسّلنا فلا نظفر بغير الهباء

نقضم جوعنا ونلوك الخواء ونبدّل أثواب انكساراتنا بزيف الكبرياء

لا زال التاريخ يتسقّط أنباءنا بقلب وجل ورمش مرتجف .. ولا زالت مآذننا تبثّ توسّلاتها بذات الصوت المبحوح الذي يكاد يضيع في صمت الليل الأخرق ... ولازلنا نحن نحن بسيوفنا وحرابنا نتلاشى ونتمزّق!

في أية خانة تصلب أسماؤنا وتحت أي بند تُصنّف أحوالنا ..

حُمق وجنون، أم حياة زائفة في كنف المنون؟

وسوم: العدد 878