لا تلمني إن غاب ظلي

حشاني زغيدي

لا تلمني إن غاب ظلي بين الجموع

إن غابت أنفاسي بين الحضور

و إن رأيتني انزويت بين الحجب

ليس ذاك التخفي بقصدي

و لا من طبعي و عادتي

و لكني اخترت مكان راحتي

اخترت مكانا أجد فيه لذتي و متعتي

ألغي المواعيد المضروبة

لأجالس من يحوطني باهتمامه

من يحضن أنفاسي من يتقصى أخباري و أحوالي

فأجالس من يسبقني ذكره ليدخل المسارات في قلبي

ففي تلك الأماكن أجد متعتي

في سكني أجد راحتي بين كتيبات عزها الزمان

أراجع دروسي الماضية

أستخلص منها فوائد تسوس حياتي

بعد أن عز الرفيق و احتجب

و قد اكتشف خدعا بصرية قد عشتها مغيبا بين الحضور

لا تلمني إن غاب ظلي بينكم

في جنبات التخفي اكتشف أسرار ذاتي

اكتشف بلهي و سهوي

في غمرة الأحوال و صروف الأوقات

اكتشفت عيونا تقرأ ملامحي فتلبي رغباتي

لا تلمني إن غاب ظلي بينكم

ليس عيبا أن أكتشف ذاتي

فأسكن بين جنابتها أرمم أوقاتي الضائعة

أقوم مساري في سكون و هدوء

ففي الصخب و الضوضاء تغيب البوصلة

وسوم: العدد 1005