وجه الشجرة

د. سامي الكيلاني

للشجرة وجه ينظر نحوي

يحاورني، أحادثه،

أصمت في حضرته،

وجه الشجرة هذا،

أم هذا وجه في الشجرة؟

أم بصمة ملاك طيّب

على جذعها ارتاح قليلاً،

خط توقيعه ورحل،

لبّى النداء،

نداء السماء وطار؟

للجشطالت تفسيرات أخرى،

في هذا الجذع،

كما في بقعة الحبر،

وفي تشكّل الغيوم.

لا تختبروها،

للشجرة أسماء، أوصاف أخرى لا تحصى

أوصافٌ تتوالد من أفواج الزوار.

زوار مروا كسرب نمل مجدٍّ لا يستريح،

مرّوا سريعاً،

لم يهمسوا شيئاً،

أو قال بعضهم:

مررنا بشجرة،

مجرد شجرة.

أو هناك من ارتاحوا في الظل، قالوا

هذي خيمة،

هذي رحمة،

هذي نعمة.

وهناك من نظروا في الجذع طويلاً، قالوا

تجاعيد الزمن الصارم،

على جذع كان طرياً في يومٍ ما،

وبكوا، تحسسوا تجاعيد الروح، قالوا

آه من تجاعيد الزمن.

ومنهم من دقّق أكثر، قال

تشبه وجه جدي الراحل

ابن التسعين،

هذي العيون عيونه،

وهذا الشارب الكث شاربه؟

منهم من مر ولم ينظر للأعلى حتى،

لم يلحظ شيئاً، مرّ وقال

شجرة كريمة قرب النهر

منحتني يوماً ظلاً،

هبّ عليّ من أغصانها نسيم عليل،

يشفي في النفس كل علة،

تعلّمت يومها درساً،

عرفت معنى النسيم العليل.

وسوم: العدد 1008