دنيا سينو, دنيا اللاحلم

نارين عمر

نارين عمر

[email protected]

اسمها دنيا

وهي حقّاً كانت دنيا من الأحلام

التي لا تعرفُ المدى

كانت ترى العالم بأبعاده المرئيّة واللامرئيّة

حين تدخلُ عالمها

تنسجُ من الشّمْسِ ومْضاتِ ضحكتها

من القمَرِ, تختلسُ خصلاتٍ تمحو بها

شوائب يأسها حين اليأسُ يترنّحُ

ومن ضفائر شبابها تصنعُ مرآةِ روحها

التي تعكس إلى الواقع

جلّ براءاتها المعطّرة بعبقِ الحكمةِ والاقتدار

كلّ أنوثتها المعمّدةِ في غديرِ الغنجِ والدّلالِ

أسْموها دنيا

فصارت هي الدّنيا التي يتغزّلُ بها الحلم

ويتنفّسُ بها الواقع

شَعْرُها المسترسلُ مع نسائم صباها

كان يحْكي ألف قصّةٍ وقصّة عن فتاةٍ

هي وحلمُ الأطفالِ أتراب ودّ وعناق

هي وعبير الأمل والتّأمّلِ توأمانِ لا ينفصلان

هي وأنفاسُ الشّبابِ خلاّن متعانقان, لا يساومان

على النّأي أو البعاد

دنْيا...

ابنتي التي فقدتها إلى دنيا اللاحلم

ابنة كلّ أمّ عقدتْ معاهدة مع البكاءِ والنّحيب

ابنة كلّ أبٍ يطوفُ حول كعبةِ العطفِ والرّأفة

ليتَ البكاءَ يدعنا نلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة

ليتَ النّحيبَ يمنحنا عناق لحظاتٍ لها

دنْيا حوّلتْ روحها إلى كوثرِ الخلودِ في فردوسِ بقائنا

حوّلتْ دمها إلى زمْزَمِ النّقاءِ في ديمومةِ دنيانا.