بحر بلا أمواج

بن يونس ماجن

بن يونس ماجن

كان يمقت كل من يمخر عبابه

كان يخشى السباحة والملاحة والصيد واليابسة

ربما كان الموج صديقا له

أو عروسة البحر خليلته

كل مساء

كان يتلحف غروب الشمس

ويتسابق مع الاصيل

ثم يغوص عميقا في غبش الليل

يحمل فوق أكتافه

الام المسيح

وأحزان البحارة

وغنائم القراصنة

في بحر الصومال الماكر

كانت عباءته مبرقشة

بدم  "يوسف المغربي"

الذي افترسته الذئاب الفرنسية

حينما كانت تحوم حول بئر القرية

بعض الاحيان

تراه يجذف بعصا "موسى الموريسكي"

ويغرس فوق قمة "جبل طارق"

  منديلا تخلت عنه "ازابيلا وفردناد"

هو بحر عجوز بلا امواج

يلفظ زبد الرمل

وحزمة من المحارات

وبقايا لؤلؤة خليجية

وحفنة من رؤوس النمل الاسود

يمضغ هواء المدينة الناعسة بين ضفتيه

ويضاجع شمس الظهيرة

ويفتك بكارة دروبها الوعرة

وراء الابواب والمنارات

ثم ينزوي في قارورة صغيرة

تبتلعها امواج المحيطات الغادرة..