لأجلك يا حريّة

جيهان الكردي

جيهان الكردي

إليك يا حريّة 

تتوق النوارس

تهاجر لأجلك أعشاشها

تبحث عن جوانحها 

فتجدها مسلوبةً

ولا شيء سوى الجراح

إليك يا حريّة

يتوقُ الجنين

حين يولد سجيناً

فيذرفُ روحه باكياً

إليك يا حريّة

يتوق الحنين

يتهافت كالطفل إلى حضنكِ

فتركله أقدام السنين

لأجلك يا حريّة

ينامُ الصغار بلحاف أحلامٍ لم تكتملْ 

على صوت آهاتٍ واحتضار

لأجلك يا حريّة

تسرقُ القيودُ بريقَ السيوف

وتعبث السجون بأحلام الملوك

لأجلك يا حريّة

تخلعُ الحياة أنوارَها المزيّفة

لتضيء من جديد

لأجلك يا حريّة

تتوقّف النبضاتُ

لتعزفَ لحن الخلود

لأجلك يا حريّة

يصرخُ الزيتون 

يبكي يحنّ إلى تراب غير هذا التراب

لأجلك يا حريّة

يرفع المشتاق لوحة لتصير كفنه

يغنّي الطير أغنيّة لتكون حتفه

فقط في كتابكِ الموشّى بالدماء

يُكتَبُ على المغنّين أن تقتلهم أصواتُهم

لأجلك يا حريّة

تُشوَّه فراشات الربيع

ويختلط الشتاءُ بالصيف

حين تمطرُ.. 

ودهشة الورود تصرخُ:

هل تمطرُ دماءً؟!!

لأجلك يا حريّة

يأتي الخريف

فيصبحُ الإحصاء خرافياً

ليس لتساقط الأوراق

ولكن لسقوط الأشلاء

لأجلك يا حريّة

تُصبح الأعيادُ

موسمَ الأحزان

وتصبحين أنتِ

عيد الوجود