الأب والابن

طريف يوسف آغا

الأب والابن

جمعة (داعش تسعى لتشويه الإسلام)

طريف يوسف آغا

[email protected]

كتبت هذه النثرية عام 2005 في الذكرى السنوية لانقلاب الأسد الأب الذي سمي بالحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني، سيبتمبر 1970، وهي تنشر لأول مرة

ودارتِ الأيامُ على أمَّةِ العرَبْ

دارتِ الأيامُ وابتليتْ بآفةِ الجرَبْ

أصابتْ قصورَ الحكمِ في كُلِّ مكانٍ

وجعلتْ حياةَ الناسِ قهراً وكرَبْ

***

كُلُّ حاكِمٍ لدينا على العرشِ وثَبْ

وفي سبيلِ العرشِ لآلافِ الأعناقِ ضرَبْ

لو أنَّ هولاكو حيّاً لانحنى لهُ

بسيفهِ وصلتْ دماءُ الشعوبِ إلى الرُكَبْ

***

كُلُّ واحدٍ منهمْ ولائهُ للأجنبي وهَبْ

فرمَ الشعبَ وثرواتِ الوطنِ نهَبْ

في السلمِ هوَ لصٌ وجلادٌ في رداءِ حاكِمٍ

وفي الحربِ يكونُ أولَ مَنْ هرَبْ

***

مرّغوا جِباهَ الأمّةِ في التُرَبْ

ومِنَ الذُلِّ والمهانةِ أحاطوها بالقُبَبْ

أينَ مِنهُمْ عُرابي والعَظمة

ليسَ بينهمْ وبينَ الحُريّةِ علاقةُ طرَبْ

***

الأملُ فيهمْ كعودَةِ الميتِ لمنْ لهُ ندَبْ

الرجاءُ منهمْ كالنفخِ في مقطوعةِ القُرَبْ

أينَ منهمْ المختارُ والجزائريْ

لاالكرامةُ ولاالشجاعةُ تمتُّ لهمْ بِنسَبْ

***

أعادوا الأمّةَ إلى عُصورِ تقطيعِ الحطَبْ

إلى عصورِ الظلامِ وفارغِ الخُطَبْ

أعادوها إلى عصورِ الأصنامِ وتأليهِ البشَرِ

عصورِ الأبِ والابنِ ومَنْ عليهما انحسَبْ

***

النظامُ كأبيهِ، مصابٌ بداءِ الكَلَبْ

البلاءُ لِكُلِّ البلادِ جلَبْ

قيلَ إذا ذهبَ الأبُ فُرجَتِ الدُنيا

فذهبَ الأبُ ولكنْ البلاءُ ماذهَبْ

***

النظامُ كأبيهِ، قتلَ واغتصبَ وسلبَ وكَذَبْ

ولبساطِ الكرامةِ مِنْ تحتِ أقدامِ الشعبِ سَحَبْ

أينما نذهبْ توجَّهُ لنا أصابعُ الاتهامِ

إلى حافَّةِ الدمارِ بالبِلادِ اقترَبْ

***

الابنُ كأبيهِ، ليسَ لبقائهِ في الحكمِ سَبَبْ

ماحاربَ في يومٍ، وملأَ بذلتَهُ بالنياشينِ والرُتَبْ

كما في الثورةِ الفرنسيةِ ...

تقليمُ رقابِ هكذا حُكّامٍ على الشعبِ وَجَبْ