أيقونة الرّوح 37

د. سامي الشّيخ محمّد

القيامة

د. سامي الشّيخ محمّد

[email protected]

برقٌ وشُهُبٌ إيذاناً بقيامتي

أنا العائدُ إلى دنيا الحبيب

القادم من لحدي إلى مملكةِ الخلودِ

بعدَ انقضاءِ الأسبوعِ الثّالثِ على رُقادي

*****

قالت السيّدةُ قُم إليّ ..

لا تَرقُد ثانيةً

فرُقادَكَ رُقادي

تعالَ نتفيّأُ ظلّينا

نخلدُ في عشقٍ لا ينقضي

*****

أنا المكلومةُ فيكَ مُذ رَشَفتُ ماء الحياة

من كأسِ هواك

أنا المفتونةُ في سِحرِ بهاك

أنا المغتربةُ عن روحي إلاَّ في حماك

*****

أنتَ أزلي وأبدي

أنت قلبي ..عقلي .. وروحي

لا تَضْنُنٌ علَيَّ برؤياك

لأنّكَ مُبتدايَ ومنتهاي

أنا المُشتعلةُ في ضرامِ حُبّكَ

فاضَ وجدي غمراً يملأُ الكونَ هوىً

يُبرِءُ القلوبَ السّقيمةَ

يَهِبُها الحياة

*****

كُن لي ظلاًّ أتفيّأُ فيه جُلَّ وقتي

كُن معي

بصري وسمعي

لا تبرحَ عن عيوني بُرهةً

عندما أُصبحُ وأمسي

في أحلامي ويقظتي

لأنّكَ السّامي في سمائي وأرضي

هيتَ لك وأُنسي

*****

بحرٌ من الشّوق والحنين يسكنني

وهوىً يلفحُ قلبي النّديّ بعطرِكِ الذّكيِّ

في العِشِيّ والِإبكار

نورٌ يخطفُ الأبصار

من حولي

صوتٌ ترانيم الرّوح قادمٌ من السّماء القصيّةِ

يَعمرُ مسمعي بالفرح

*****

يا لسعادتي الكبرى

على وقع خُطا الحبيب

أنا الّذي لم أملّ الانتظار

آن أوان التّلاقي

وغفوي على صدر الحبيب المُترعِ بخمرةِ الحياة

*****

قالت يالحبيبُ أعلمُ ما في نفسكَ

مثلما تعلمُ ما في نفسي

أنتَ القريبُ القريبُ

وأنا الأقربُ إليكَ من حبلِ الوريدِ إلى الوريد

*****

أرى الشّمسَ تُشرقُ ملء السّموات والأرض لأجلنا

والقمرَ ينثرُ ضياءَهُ في عتمةِ الّليلِ الدّنيِّ

احتفاءً بقُرْبِنا

أجراس الكنائس تُعانقُ أصواتَ المآذن

سمفونيّةَ عشقٍ في وضحِ النّهار