همسات القمر 100

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*وإن الطبيعة على تجردها وبساطتها لتغسل الروح مني والفؤاد.. 

وإن الهواء أتنشّقه رقيقا عليلا ليحيي عودي الرقيق بعد ذبول مسّه وأفنى نضارته وأذهب بهاءه..

و في الكون متسّع من الفرح وفسحة من الهناء مهما صغرت.. تتعاظم أمام تلاطم الحزن وتماوج الشدائد العظام

وعلى جناحي الحياة بنقيضيها تصنعنا الحكايا 

وعلى طرفي الليل والنهار.. نقف أمام مرآة الحقيقة نواجه النقائص ونصارع أمواج التضاد!

ورغم كل شيء...تستمر الحياة .. في ذات الوقت الذي نبحث فيه عن الحياة!

*على بعد شهقتين وآهة 

تقف الحروف واجمة تحدّق في أمواج المشاعر المتعربشة على جدر الانكسار

*ما عدت أفهمنا ..

ما عدت أدرك أين تسير بنا خطواتنا..

ما عدت أعرف متى تهدأ دائرة مجنونة تدور بنا .. ولا أية بوابة ستقف عندها لتسلمنا مجددا ليد الخراب واليباب!

فوضى فكر.. فوضى مشاعر.. فوضى أحاسيس.. فوضى قرار ...

النهر البارد ينساب أمامنا.. ولا زلنا نتشبث بالنار!

*حين تدور الدائرة وتحيط المرء بعنف وجموح لا يرحم..

وحين يعلو الضباب وتختلط عليه الرؤية فلا يعرف الطعنة أتته من عدو أم من صديق ..

وحين يغدو وحيدا في مهب ريح هائجة ..

وحين يصفعه الموج ويلاطمه دون شفقة ..

وحين يتفق عليه المطرقة والسندان فلا يبصر دروب الخلاص ...

يتمنى اعتزال العالم كله.. حلوه ومرّه.. جميله وقبيحه.. لعل في الخلوة نجاة.. ولعل في العزلة منأى عن سهام تنهش ولا تشبع !

*بعض الأنين ميلاد

وبعض الآه بقايا رماد

وبعض الليل بشرى الفجر والميعاد

*في الليل.. نفتح نوافذ الصبر لطرقات الوجع .. 

يد تربّت .. وعين متلهفة تسافر إلى المدى البعيد ..

*الانتظار مرار..

تنهش الدقائق جدران القلوب العالقة أمام البوابات المهترئة

وتتمرغ الثواني في رمال الذات المتبعثرة في زقاق الصمت .. ولربما السراب !

ويطول يطول الانتظار!

*بعض وعودنا كؤوس مرار.. نتجرعها ولا نكاد نسيغها

أو أشواك دامية نضطر وفاء لابتلاعها

ندفع الثمن.. وتستر عورات مشاعرنا وأحاسيسنا البائسة بيض الكفن!!

*على جدار حلم هش اتكأت

ما لبث أن انهار .. 

وكان السقوط المريع!

*يرتجف لحني ممسكا بذيل مشاعر عالية الموج، ممهورة بالفوضى والجنون

يتبعها في محاولة للخروج من قمقم عزلته..

تبعثره ذات يمين وذات شمال...

يستقبل بصدر عارية وجع المنون!

*أختصر الحكاية ..

ومن أوردة الفجر أروي تربة قلب مستسلم للحب والسلام

أختصر الحكاية.. حرف وكلمة.. وإطراقة سكون في حضرة لحن رهيف غادر نايَه ..

*ككرة في الملعب .. تدفعنا الحياة بأقدام المفاجآت التي لا تنتهي ..

لهاث وتسارع ..فوز وخسارة ، هدف هنا، وخيبة أمل هناك..

ضحكة ودمعة.. خوف ورجاء ..

بجنون مخيف يستمر الركض واللهاث ..

ولا يوقف تسارعنا إلا يد الفناء.

وسوم: العدد 685