شعر مصطفى عكرمة دراسة في الرؤية والأداة

مساعد بن مطلق الحربي

رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

للباحث مساعد بن مطلق الحربي

clip_image001_98c3d.jpg

فقد تعددت المحطات التي توقف الباحث فيها مع شعر (مصطفى عكرمة)، وكثرت الشواهد والمعطيات التي تعامل معها في رحلته مع هذا البحث معتمدًا على المنهج التكاملي في دراسته النقدية، عبر تمهيد، وستة فصول، وخاتمة، ومهد له بمبحث تناول فيه لمحة عن حياة الشاعر (مصطفى عكرمة)، وسيرته، ولمحة عن إبداعه الشعري، وإنتاجه الأدبي.

وحمل التمهيد توضيحًا لسعة ثقافة الشاعر العلمية، ومنزلته الشعرية والأدبية من خلال التعريف بأعماله الشعرية المتنوعة، ومؤلفاته الأدبية والنقدية، وكتاباته النقدية في الصحف والمجلات، ومشاركاته الإعلامية عبر أثير الإذاعة والتليفزيون.

وكشف التمهيد عن بعض الأعمال النقدية التي كتبها بعض النقاد في دراسات علمية، أو في الصحف والمجلات النقدية حول تحربة (مصطفى عكرمة) الشعرية، وتبين خلاله أنه شاعر ذو مقدرة شعرية فذة، وأنه يمتلك جمهورًا عريضًا لا يستهان به في الوطن العربي، كاشفًا عن الجوائز والشهادات التقديرية التي حصل عليها من مؤسسات علمية مُعتبرة في الوطن العربي.

وانتقل البحث في المحطة الثانية إلى دراسة مباحث الفصل الأول مضامين شعر (مصطفى عكرمة).

وأثبتت دراسة المضامين في شعره تعدد بواعث الشاعر (مصطفى عكرمة) ما بين باعث ديني، وباعث اجتماعي، وباعث وجداني، وباعث وطني، وتبعاً لذلك تعددت موضوعاته وأفكاره على مساحات شعرية شاسعة بما يبرهن على شاعريته القوية. وكشفت أيضاً عن سعة عالمه الشعري، والتزامه بخط فكري ركيزته النظرة الإيجابية إلى الإنسان.

وفي الفصل الثاني درس الباحث هيكل القصيدة، وتبين من خلال الإحصاء نزوع الشاعر (مصطفى عكرمة) إلى وضوح العنوان الذي يختزل رسالة النص. واتضح بالإحصاء أيضا أن مصدر عنوان القصيدة لديه لا يخلو أن يكون مطلع القصيدة أو معنى القصيدة، أو خاتمة القصيدة، أو بيتاً في القصيدة، أو شخصية معتبرة.

وكشفت دراسة العنوان وجود تناغم بين عنوان القصيدة ومضمونها سواء أكان تناغما جزئيا أم كليا، والتناغم الكلي هو الغالب، وظهر من خلال هذا الفصل اهتمام الشاعر بعلامات الترقيم، حيث تعدت وظيفتها عنده ضبط الجمل وتحديدها إلى أن تؤدي وظيفة تداولية، إذ هي علامات بصرية تنسجم مع الأوزان والموسيقا؛ لترسم المعنى، وتساعد المتلقي على فهمه.

وفي تناول البحث لموضوع الاستهلال عنده لمس الباحث حرص الشاعر وعنايته بالاستهلال الذي يمثل عنده مقدمة مجملة لمضمون القصيدة، وخلص المبحث إلى أن الاستهلال يأتي في شعره على ثلاثة أنماط هي: المباشر، والطويل، والقصير، والنسبة الأعلى هي للاستهلال المباشر إذ يمثل ما يزيد على (۹۸٪) من مقدمات قصائده مما يدل على نزوع الشاعر (مصطفى عكرمة) نحو وضوح الفكرة والتركيز عليها.

ولم يغفل الباحث عن تناول أسلوب عرض الشاعر لقصائده (من زاوية نظر المتلقي)، فوجد الباحث أن الشاعر (مصطفى عكرمة) يراوح بين الطريقة المباشرة والطريقة غير المباشرة .

وانتقل البحث إلى دراسة المقاطع في قصائد مصطفى عكرمة، حيث كشف عن وجود تعالق في الغالب في قصائده بين المقاطع والمطالع على مستوى الألفاظ، وعلى مستوى المعاني الأمر الذي يؤدي إلى أن تكون قصائده مكتملة النمو.

وفي المحطة الأخيرة من هذا الفصل تناول الباحث بالنقد والتحليل وحدة القصيدة في شعر (مصطفى عكرمة) من حيث: دراسة الوحدة العضوية والموضوعية باستعمال تقنيات المنهج الأسلوبي الإحصائي؛ لاكتشاف حضور الأكثر منهما في قصائد (مصطفى عكرمة)، وكانت النتيجة أن الكثير منها هي قصائد متوسطة لا يتجاوز عدد أبياتها الثلاثين بيتا ومركزة في موضوع واحد محدد، مما يؤدي إلى تحقق الوحدة العضوية والموضوعية فيها مقارنة بالقصائد

الطوال التي هي في الغالب قصائد محفلية قد يكون فقدانها للوحدة الموضوعية بسبب تعدد موضوعاتها.

وتناول البحث في الفصل الثالث البناء اللغوي لشعر الشاعر (مصطفى عكرمة) في مبحثين هما: الألفاظ، والتراكيب.

ففي المبحث الأول تمت دراسة مصادر الألفاظ في (شعر مصطفى عكرمة)، وظهر أنها لا تخرج عن القرآن الكريم والسنة النبوية، والشعر العربي؛ ثم عرض البحث للكيفية التي وظف فيها (مصطفى عكرمة) الألفاظ في بناء شعره، وعنايته بها من خلال دراسة أبرز الظواهر اللغوية في معجمه الشعري، وهي: الاقتباس من القرآن الكريم، أو الحديث الشريف، أو الشعر العربي؛ وظاهرة  الألفاظ المعجمية، والاستفادة من اللهجة المعاصرة، والنحت، ثم انتقل البحث إلى تتبع بعض الأخطاء التي وقع بها الشاعر في باب الألفاظ.

وقد تبين للباحث كثرة استدعاء الشاعر (مصطفى عكرمة) للمادة التراثية في شعره بدرجات متفاوتة، فقد تأتي على شكل ومضات جزئية تُسهم في بناء القصيدة وتشكيلها، ولكنه -أحيانا - يكثر منها في القصيدة، فتفقد حضورها الفني؛ لاعتماده في بنائها على السرد التاريخي، فيقل الناتج الدلالي لها.

وفي المبحث الثاني تمت دراسة الجمل والتراكيب من حيث تشكيل الخطاب في شعر (مصطفى عكرمة)، وأبرز الظواهر الأسلوبية في الجمل مثل: التقديم والتأخير، والحذف، والأساليب الإنشائية، التي كان لها دور في بناء القصيدة، وفي الدلالة على مضمونها، وفي تكوين الجمال والإيقاع الصوتي داخلها.

وتناول البحث في الفصل الرابع التصوير الفني في شعر (مصطفى عكرمة) في مبحثين، حيث درس الباحث في المبحث الأول مصادر الصور لديه. وظهر من خلاله أن مصادر الصور الفنية في شعره لا تخرج عن ثلاثة مصادر:

الأولى تشمل مصادر غير مادية تشمل ثقافته الدينية، ويأتي على رأسها القرآن الكريم، والحديث الشريف، والسيرة النبوية، وسير الصحابة والتابعين.

والثانية تتمثل في مصادر ثقافته الأدبية، ويأتي على رأسها الشعر العربي، واستلهام التراث العربي، وكذلك الإنساني. والمصادر المادية هي ما استفاده الشاعر في تشكيل صوره مما في البيئة التي عاش بها من كائنات حية أو جامدة مثل: صور جريان الماء، والأنهار، والأشجار، والجبال، والإنسان، وغيرها.

والثالثة هو الخيال الذاتي (الصورة الذهنية المبتكرة التي استطاع الشاعر مصطفى عكرمة) أن يؤلفها مما اختزله في ذاكرته من مشاهد، وتصورات عن أمر ما، فجمع شتاتها، وأوجد لها مُعادلاً موضوعياً؛ لتتشكل أمام المتلقي صورة جديدة، تحاكي الأمر الواقع.

وكان نصيب المبحث الثاني دراسة أبرز أنواع الصور التي كثرت في شعر (مصطفى عكرمة) مازجا بين الأنواع البلاغية القديمة من استعارة، وتشبيه، وكناية، وبين أنواع الصور المتداولة بين النقاد في النقد الحديث، وذلك لكثرة الصور في شعره، وملاءمتها للدراسة وفق مقاييس النقد القديمة والحديثة.

وتحققت دراسة الموسيقا في شعر (مصطفى عكرمة) في الفصل الخامس من خلال مبحثين هما: الموسيقا الخارجية، والموسيقا الداخلية.

وقد تبين للباحث أثناء تناوله للموسيقا الخارجية التزام الشاعر (مصطفى عكرمة) بالعَروض الخليلي، وتبعيته له، وإن أتى بعروض جديد مثل: بحر الصفا الذي لم يخرج به عن عروض الخليل بحسب رأيه، ومزجه لأكثر من بحر في قصيدة واحدة كما فعل في قصيدته الغزلية (دلال)، حيث مزج فيها بين مجزوء الكامل والسريع.

وفي أثناء دراسة الموسيقا الخارجية استعرض الباحث البحور الشعرية التي نظم عليها (مصطفى عكرمة) مُتبعًا المنهج الإحصائي الأسلوبي مع بيان أحوال عروض كل بحر وأضربه تبعا لمقاييس علم العروض؛ لمعرفة نسبة حضورها وغيابها لدى (مصطفى عكرمة).

وفي المبحث الثاني من هذا الفصل تمت دراسة الموسيقا الداخلية والتقنيات الداخلة في تشكيلها مثل: السجع، والجناس، والطباق، وحسن التقسيم، والمقابلة، والتكرار، والتقسيم والموازنة بين المفردات بهدف إثبات قدرة (مصطفى عكرمة) الشعرية في جذب المتلقي إلى داخل إيقاع القصيدة.

وفي تناول الباحث للموسيقا الداخلية حاول بالتطبيق العملي إيجاد علاقة بين الحروف المهموسة والمجهورة بمضمون القصيدة، وكانت النتيجة هي مراعاة الشاعر (مصطفى عكرمة) للحالة النفسية التي يعيشها في تلك اللحظة، والمضمون، والزمن الذي تكونت فيه القصيدة، وبناء على هذه العوامل تأتي نسبة حضور هذه الحروف، وإن كانت النتائج في هذا التطبيق غير مطردة.

ولم يغفل البحث في الفصل السادس تقويم تجربة (مصطفى عكرمة) الشعرية، فتناولها الباحث من خلال ثلاثة مباحث هي:

المبحث الأول: دراسة الابتكار والتقليد.

المبحث الثاني: دراسة الالتزام من حيث الالتزام بالشكل التراثي (القصيدة العمودية)، والالتزام في المضمون من حيث بعده وقربه من مقايس النقد الأخلاقي متتبعاً الأغراض الشعرية عنده مثل: المدح، والغزل، والرثاء، وغيرها.

المبحث الثالث: دراسة الوضوح والغموض.

وبعد الرحلة الطويلة مع فصول هذه الرسالة ومباحثها؛ دراسة تحليلية وأخرى نظرية، ظهر للباحث جملة من الاستنتاجات والنتائج التفصيلية، وهي - بحسب توزيعها على فصول البحث – ما يأتي:

1-     اتسام شعر (مصطفى عكرمة) بخصائص الطواعية والتدفق، وإصابة المعنى من غير تكلف، وتصنّع ممجوج، أو مبالغات بعيدة تفقد الشعر معناه ورونقه.

2-     اتسام شعر (مصطفى عكرمة) بالكثرة، مع تجويده للشكل والمضمون، ومحافظته على القصيدة العربية الموروثة (التراثية).

3-     أوضح البحث من خلال دراسة مضامين شعر (مصطفى عكرمة) أن المنطلق القيمي المرتكز على تجلية النزعة الإنسانية، هو المحور الرئيس لرسالة شعر (مصطفى عكرمة).

4-     كشفت دراسة مضامين شعر (مصطفى عكرمة) عن كثرة موضوعاته، وهو يدل على تعدد بواعثه الشعرية مثل: الباعث الديني، والباعث الوطني، والباعث الاجتماعي، والباعث الوجداني، مع عدم إهماله الجانب الجمالي.

5-     اتضح من خلال دراسة المضامين في شعر (مصطفى عكرمة) توظيفه واستلهامه للتراث العربي والإنساني، والابتعاد عن استعمال ألفاظ تدل على موروث أجنبي.

6-     دل البحث على سعة ثقافة الشاعر (مصطفى عكرمة) الدينية والأدبية، وقدرته على استحضارها من خلال تأثره بمفردات القرآن الكريم ومعانيه، والحديث الشريف، والموروث العربي والإنساني.

7-     يعكس شعر (مصطفى عكرمة) للمتلقي صورة حية لحال المجتمع العربي، وكذلك حال العالم عامة، فهو يمثل وثيقة تاريخية راصدة للأحداث المختلفة والمتغيرات الاجتماعية والسياسية في مساحة تجربته الشعرية، وبذا يحقق المقولة المشهورة (الشعر ديوان العرب).

8-     خلو قصائد المديح النبوي عند الشاعر (مصطفى عكرمة) من المقدمات الغزلية، ومن ظواهر الغلو، وتتسم بغلبة ضمير المخاطب على ضمير المتكلم احتراماً للرسول صلى الله عليه وسلم، وبُعدًا عن الذاتية والشموخ في هذا المقام.

9-     تبين للباحث بُعد ظاهرة الحزن والتحسر والبكاء في شعر (مصطفى عكرمة) المتعلق بالقضايا الوطنية، وامتيازه بحضور الفأل، والبشارة بتقدم الأمة العربية بما يحقق ترويحاً لنفس المتلقي.

10-   مواكبة الشاعر (مصطفى عكرمة) للتجديد المقبول والمفيدوالذي لا يؤثر على أصالة القصيدة العربية، وظهر هذا من خلال اهتمامه بعتبات النص من حيث: العناوين، والألوان، والإهداءات، والرسومات التوضيحية، بحيث تكون عتبات النص، في خدمة النص الشعري، ودالة عليه.

11-   ترتبط عناوين قصائد الشاعر (مصطفى عكرمة) بمضمون قصائده، مع نزوعه إلى وضوح العنوان.

12-   أثبت الشاعر (مصطفى عكرمة) استيعاب القصيدة التراثية (العمودية) لمقومات الكتابة الشعرية الحديثة من التزام بعلامات الترقيم، والفراغات، وغيرهما من أدوات التشكيل البصري

13-   يتخلى الشاعر (مصطفى عكرمة) في الغالب في شعره عن الاستهلال الطويل أو القصير، ويتجه نحو الاستهلال المباشر، فيدلف إلى المضمون مباشرة. وقد يقدم للقصيدة باستهلال قصير يتصل بالمضمون اتصالاً مباشراً.

14-   إن المقاطع في شعر (مصطفى عكرمة) هي مقاطع متنامية؛ بمعنى أن الغالب منها متصل بموضوع القصيدة، فتتدرج القصيدة في بنائها الشكلي من المطلع إلى المتن ثم النهاية، فيحس القارئ بحتمية انتهاء القصيدة طبيعياً، وجاءت بعض النهايات في بعض القصائد مفاجئة مما أسهم في تفكك أجزاء القصيدة، وجاءت بعض النهايات مفتوحة بحيث تسمح للمتلقي مشاركة الشاعر في أفكاره التي يتحدث عنها .

15-   كشف البحث عن تميز شعر (مصطفى عكرمة) بالأداء الوظيفي، والميل إلى توصيل رسالة للمتلقين، ونتج عن هذا غلبة الأساليب الخبرية على الأساليب الإنشائية.

16-   أظهر البحث تحقق الوحدة العضوية والموضوعية في الغالب من قصائده القصار، وغيابها في عدد قليل من قصائده الطوال. وهذا يدل على ميل الشاعر إلى القصائد متحققة الوحدة العضوية والموضوعية، وينفي عنه تهمة التقليد غير المنضبط.

17-   أظهر البحث حرص الشاعر (مصطفى عكرمة) على ترابط النص الشعري من خلال تحقيقه للوحدة في الكثير من قصائده، وما لم يتحقق فيها الوحدة الموضوعية نتيجة لتعدد المواضيع والأفكار أحسن فيها الربط عن طريق حسن التخلص، وإن بدت القصائد الطوال لديه مفككة نتيجة الانتقال من موضوع لآخر.

18-   أسهمت ثقافة (مصطفى عكرمة) الواسعة في تشكيل معجم شعره اللغوي من حقول متفرقة منها القديم والحديث والأعجمي، فظهرت ازدواجية الوضوح والغموض في معجمه الشعري، فيحتاج القارئ لفهم بعض الألفاظ إلى معاجم اللغة، والبحث كذلك عن المعاني المعجمية، وبشكل عام فإن الغالب على ألفاظ معجمه الشعري هو الوضوح والسلاسة.

19-   كشف البحث عن قدرة (مصطفى عكرمة) الشعرية في توظيف الحقول الدلالية المتعددة لمعجمه الشعري في بناء النص الشعري دلاليا وجماليا في أساليب متغلغلة في عمق النص للتعبير عن رؤية الشاعر الذاتية تجاه المضمون الذي يتحدث عنه.

20-   لجأ الشاعر (مصطفى عكرمة) إلى أدوات العطف، والتكرار، والجمل الشرطية، والتعدد؛ لتوسيع جمله، وبناء نص شعري مترابط.

21-   برزت قدرة الشاعر (مصطفى عكرمة) في القضاء على رتابة الإيقاع الناشئ عن طبيعة بناء القصيدة العمودية المعتمدة على وحدة القافية والتفعيلات المنتظمة بتوظيفه تقنيات خاصة بتنظيم الوزن مثل: العلل، والزحافات، والتضمين، والتدوير، وأخرى غير وزنية مثل: حسن التقسيم، والتكرار، فأدى إلى أن تأتي موسيقية متناغمة مع عاطفته، ومسهمة في بناء القصيدة شكلاً وجمالاً.

22-     لم يقف الشاعر (مصطفى عكرمة) ملتزما بالقصيدة الخليلية (العمودية) كما أوجدها القدماء، ولكنه يلبي احتياجات المتلقي العربي الذي كثرت أحاسيسه وتذوقه للكثير من الأنواع الأدبية، فلجأ في بعض قصائده إلى التعدد في القافية بحروف روي مختلفة مع التزامه بالشكل العمودي تماشيا مع طبيعة العصر والشريحة العريضة من الجمهور.

23-   برهن الشاعر (مصطفى عكرمة) بتجويده كتابة القصيدة الترائية أن القصيدة التراثية تمتلك تقنيات فنية لا تمتلكها قصيدة التفعيلة، ومنها خاصية (التدوير) بدون فقدان رتابة الموسيقا؛ لوجود القافية التي تحافظ على اتزان الإيقاع.

24-     يمزج الشاعر (مصطفى عكرمة) بين التجديد والتقليد على طول تجربته الشعرية في مستوى الشكل والمضمون.

        ونتيجة لتجربة الباحث الطويلة في دراسة شعر (مصطفى عكرمة) واستقرائه له، فقد تراءى شعراً صالحاً للدراسة العلمية؛ لما يمتاز به من القوة والوضوح والأصالة، ومحافظته على اللغة نحواً وصرفاً وتركيباً، وتعدد أساليبه الشكلية والمضمونية؛ فإنه يوصي بدراسة المواضيع الآتية دراسة علمية:

- دراسة الجانب التربوي في شعر (مصطفى عكرمة) دراسة علمية.

- دراسة أساليب الحجاج والإقناع في شعر (مصطفى عكرمة).

 -  دراسة المدائح النبوية في شعر (مصطفى عكرمة).

- دراسة الجملة الشرطية في شعر (مصطفى عكرمة).

-  دراسة اللغة في شعر مصطفى عكرمة، فهو يمتلك ثراء لغويًا خارقاً.

ونوقشت رسالة الدكتوراه في كلية اللغة العربية، قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالرياض، يوم الأربعاء (2/1/1440هـ، الموافق 12/9/2018م)، وتشكلت لجنة المناقشة من أ.د. عبد الله بن محمد المفلح المشرف على الرسالة؛ مقرراً، وأ.د. أحمد بن الطيب الودرني الأستاذ بالكلية مناقشًا داخلياً، وأ.د. محمد بن هادي المباركي الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ مناقشاً خارجياً، ومنح الباحث مساعد بن مطلق نهار المعيلي الحربي؛ درجة الدكتوراه؛ بدرجة ممتاز مع مرتبة الشرف.

وفي الختام أسأل الله العلي الكريم أن أكون قد وفّقت في الكشف عن سمات التجربة الشعرية لدى (مصطفى عكرمة)، وأن تكون هذه الدراسة لبنة في ميدان الدراسات النقدية للشعر العربي، وخادمة لديوان العرب، وللغة العربية بشكل عام. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وسوم: العدد 862