سيمفونية الببغاء
صدر للقاص المغربي حسن برطال مجموعة قصص قصيرة جدا ضمن منشورات دار الوطن /الرباط
لسنة 2012
تضم 102 نصا قصيرا جدا وبلوحة الغلاف للأستاذة خديحة العروسي و تقديم الباحث و الناقد المغربي عبد الحق ميفراني:
تصر المجموعة عموما، "سيمفونية الببغاء" للقاص حسن برطال، أن تحافظ على مستوى المنجز انخراطها في أسئلة الكتابة القصصية "القصيرة جدا" لكن بهواجس مختلفة تماما إذ تجعل من رهان النصوص هو الفيصل. ولعلها ملاحظة مركزية تلتقي مع الخطاب النقدي الذي أصر دوما على ضرورة خلق تراكم للمنجز النصي ليمكن حينها الحديث عن "برنامج سردي ما" أو تصور أو حتى خصوصية. والحال وأننا أمام تجارب مختلفة في السياق الذي أنتجها، واختلاف أيضا حتى في التراكم الذي تحقق إلى اليوم.
وأبعد من النقاش المكرر حول القصة القصيرة جدا، وحول سؤالها الأجناسي وشعريتها و"مغربتها"؟؟ تعبر مجموعة القاص حسن برطال عن ولع خاص بالقصة القصيرة جدا، فعلى امتداد المجموعة، تأخذنا القصص إلى شعرية المفارقة بل وتخلق نمطا جديدا من داخل القصة يخترق الفواصل، ويعبر عن راهنه وحاضره. لأن القصة القصيرة جدا هي الجنس الإبداعي الأنسب بعد القصيدة للتعبير عن العصر الراهن اليوم، في "سيمفونية الببغاء" ولع بشعرية المفارقة والتكثيف والانتقال من الومضة السريعة إلى خلق تركيبة خاصة تخضع لرؤية اختزال العالم في ّشذريات قصيرة" دالة وموحية في ذاتها. ومع هذا الزخم الإبداعي بمستويات ما حققته من حيوية في الإبداع المغربي عموما، تتجه القصة القصيرة جدا في المغرب إلى إفراز منجزها النصي بسماته الخطابية وهي الكفيلة بالإجابة على جزء كبير من الأسئلة التي تثار حول هذا الجنس الزئبقي.