أمي هي عيدي الدائم

زهير ناعورة

يا امي انت سقيتيني

لبن التوحيد مع الفطرة

وغرست حنانك في صدري 

من اول رشفي للقطرة

ونفحت اريجك إيمانا 

كالورد اذا الف عطرة

من مثلك يا امي قدرا 

اقدامك تاج للغرة

نعم هي الام . اول حرف نطقت به . واول انشودة ترنمت بها . واول حب غرس في قلبي . واخر نفس تتحدث بها نفسي

هي امي .. ذلك الملاك الذي حملني تسعة أشعر في احشائها .  وتلمست الحياة في احضانها . ورضعت الوداد من لبنها 

هي امي .. التي رعتني في حضنها . ومضيت إلى الحياة تحت ناظرها . وكبرت في حنايا عمرها . حتى غدوت يافعا وانا انهل من ربيع عمرها  

هي امي .. التي حملت همي من وقت ان نفخ الله روحي  في احشائها ومازالت تعتبرني صغيرا وقد اوهن الزمان قواها وخارت عزيمتها

هي امي .. التي جاعت لتطعمني .. وسهرت لترحمني .. ومرضت لتعطيني القوة .. وبكت لتزرع في  الابتسامة .. 

هي امي ..  التي علمتني اول أبجديات الحياة . ومن ضعفها زرعت في الرجولة في حياتي إلى الممات . وخبأة دموع آلامها لتبعد عني الحزن والاهات

هي امي .. التي كرمها الله باعلى منازل الدنيا وجعل الجنة تحت أقدامها فيا نعم المكرمات

في حقك تفتيت حياتي 

لكني لست أخفيك

يا امي ان عجز لساني 

عن شكرك ربي يجزيك

لوكان البر بان تطئي 

خدي فيا حظي فيك

هي امي ..  التي تحملت غربتي بصبر واحتساب .. وفقدت فلذة كبدها شهيدا في سجون الطغاة . وفقدت ابنتها الكبرى بصبر وثبات

واخيرا وقبل اسابيع فقدت اخي مالك بعيدا عنها بدمع الأمهات الصابرات 

هي امي .. نعم امي .. فيال جمال الأمهات 

اليوم عيد الام . ولكن عيدك يتجدد عندي كل يوم وانا اسمعك تترضين عني وعن اخوتي والاحفاد 

عيدك ليس يوما في السنة بل كل السنة هو عيدك وعيدنا جميعا حين نكون حولك . نقبل يديك . نتلمس العطاء من راحتيك . وننهل معين الحب في احضانك

كل عام وانت لنا العيد وفيك يحلو العيد

وسوم: العدد 768