الأخ الحبيب عبد السلام البيراوي في ذمة الله

الشيخ حسن عبد الحميد

vgghhjjkk905.jpg

أثارت وفاة الأخ العزيز عبد السلام بيراوي  شجوني وأحزاني .

فقد كنت عازما على كتابة سطور تحت عنوان ( مَغاني الصّبا )

أذكر فيه رفاق الطفولة 

حيث كنا ثلاثة نعيش في حارة فقيرة اسمها حارة اليماني ، نسبة إلى الشيخ علي اليماني القادم من اليمن ، والمدفون في باحة المسجد .

في هذه الحارة الفقيرة التي تقع شرقي مدينة الباب ، كنا نسهر معا ، ونلعب معا ، بل ونأكل معا ، وواسطة العقد هو أبو مصطفى عبد السلام  .

أبوه صفو البيراوي صديق الوالد حافظ القرآن ومن تلاميذه في حفظ القرآن الكريم رحمهم المولى .

أخونا المرحوم إن شاء الله - أصله من قرية البيرة جنوبي مدينة الباب على بعد ١٠ كم  -

كان من أركان الدعوة الإسلامية في الباب ، وهو متزوج من بنت علامة سوريا في الفقه الحنفي الشيخ محمد سعيد المسعود نعم علامة فكأنه يحفظ غيبا حاشية ابن عابدين وهو أعظم كتب الحنفية رحمه الله  .

حضرت مع المرحوم معسكرا تربويا أقامه رجال دعوة الله أكبر ولله الحمد في عين التل بعد أخذ الأذن من حجة الإسلام في الأحوال الشخصية القاضي عبد الوهاب الالتونجي قاضي مدينة الباب رحمه الله .

حضرنا المعسكر وسعدنا بلقاء الأحبة بقيادة المربي عادل كنعان رحمه الله .

وكطرفة أقول : 

جاءني المرحوم زائرا ليلا وكانت أمي تعرف مكانته عندي ، فقالت أحضرت له فرشة العرس !

 قلت لها سينام على الأرض ، فقال رحمه الله أنا لا أنام إلا على الفراش التي قالت عنه خالتي أم حسن ونام وكفى الله المؤمنين القتال .

ثم شردني البعث العلماني عن بلدي وصرت في حلب مدرسا،  قال لي مدير التعليم واسمه محمد حداد :

إياك أن تقول أن الإسلام لايقر الإشتراكية ، ودعاني عبد السلام الذي على مثله تبكي البواكي 

دعاني على غداء وكان الطعام صينية كباب فصرت آكل الكباب بقليل من الخبز ! 

فقال رحمه الله :

 كل خبزا . 

قلت له إنك دعوتني على كباب لا على خبز .

حججت معه سنة ١٩٦٤ ولما وصلنا إلى منطقة بحرة قرب مكة بكى كما تبكي المرأة على وليدها وعلا نحيبه لأنه يرى بيوت مكة وبيوت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف حاله لما رأى الكعبة !

ودخل المدرسة اليوسيفة وسجن في تدمر ، ونال ماناله من الظالمين لأنه كان رئيس شعبة الامتحانات في كلية الطب رحمه الله. 

كان بايجاز راية تخفق بلا إله إلا الله محمد رسول الله  .

ختاما لا حرمنا الله أجرك أبا مصطفى ولا فتنا بعدك ،

وإنا لله وإنا إليه راجعون 

أبناء الحركة الإسلامية في سوريا . 

أيها الدعاة في تركيا .

أبناء مدينة الباب وحلب 

أبناء المرحوم مصطفى ويمان وبناته الكريمات

أصهاره الأفاضل المنهدس رياض الشهابي 

أعظم الله أجركم  .

اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وأجعل قبره روضا من رياض الجنة 

وأحسن ختامي ياديان .

وكذا فليجل الخطبُ وليفدح الأمرُ 

فليسَ لعين لم يفض ماؤها عذر  .

أعظم الله أجركم  .

وسوم: العدد 905