طبت حياً وميتاً أديب العربية الأستاذ فاضل السباعي

غرناطة عبد الله الطنطاوي

طبت حياً وميتاً أستاذي الفاضل أديب العربية بلا منازع الأستاذ فاضل السباعي

أيها الأديب الأريب السوري الحلبي الكبير

كتبتَ عن المشاعر الإنسانية بأسلوب راقٍ وسبرت أغوار  النفس البشرية بسلاسة ومعرفة بعيداً عن السفاسف والغلوّ.

أستاذي الكريم سأفتقد كلماتك العذبة وأنت تناديني تارة بـ "يا ابنتي" وتارة بـ "يا ابنة أخي" وتارة بـ"يا غرناطة"

وأنت تُشيد بما اكتبه، بل وفي بعض الأحيان تستشيرني وأنا أنا وأنت أنت قامة سامقة وأسد هصور في وجه الطغيان

لم تهادن ولم تطأطئ رأسك للزبانية وكنت تجيب من يخشى عليك من بطشهم أنهم لن يجعلوا منك شهيداً، وأرجو من الله تعالى أن يعطيك درجة الشهداء لوقوفك إلى جانب المستضعفين في وطنك الحبيب دون خوف او وجل

هاجرت بعيداً عن وطنك الحبيب قريباً من أولادك وأحفادك إلى بلاد الجمال والأمان أمريكا ولكن قلبك المعلق بوطنك جعلك تعود سريعاً إليه غير آسف رغم تعلقك بأحبابك هناك وتعلقهم بك

أستاذي

سُجنت في سجون سورية وما أدراكم ما هي هذه السجون إنها أسوأ من سجن الباستيل "سيء الذكر" وما انحنت لك قامة

أستاذي الفاضل بكيتك كما لم أبكي احداً في حياتي فقد فقدت الغالي تلو الغالي ولكن فقدك كان له الأثر الكبير في قلبي

من سيصبّح علي بقوله صباح الخير يا غرناطة في وقت قلّ فيه الوفاء والحب والودّ والعطاء

نمْ قرير العين هانيها فقد قدمت لوطنك ولأمتك ما استطعت إليه سبيلاً

وإلى الملتقى في جنان الخلد إن شاء الله تعالى .

وسوم: العدد 905