الأستاذ الدكتور عبد القدُّوس بن محمَّد ناجي أبو صالح

عمير الجنباز

hdghdh973.jpg

رحمَ اللهُ العلَّامة الأديبَ اللُّغويَّ الدَّاعيةَ الأستاذ الدكتور عبد القدُّوس بن محمَّد ناجي أبو صالح، الحلبيّ ثمَّ النَّجديّ.

فهو من نبلاء الأدباء وفضلائهم، ورائدٌ من روَّاد نظريَّة الأدب الإسلاميِّ في تدريسه وتأسيسه، خاضَ بحور الأدب، وتفنَّنَ في إجادة نوال الأرب، وأبدى من المحاسن وأبدع، وارتوى من حياض النَّباهة وتضلَّع، وأقبلَ على مطالعة كتب العربيَّة وآدابها، واشتغلَ بها حتى ضبطَ الكثير منها وحفظ غالبها.

قدَّم الأدب الإسلامي إلى الأوساط الأدبيَّة على أنَّه بديلٌ راقٍ عن النَّزعات الأدبيَّة المادِّيَّة ليحقِّق إضافة بزادٍ جديدٍ يوسِّعُ من رؤية الأدب الأخلاقيَّة ويجدِّد من قيمته من خلال الذَّوق والتَّصوُّر، ويجنِّب الجيل المعاصر مزالق التَّيَّارات الأدبيَّة المتغرِّبة والشَّاذَّة يستلهمون من خلاله السَّير على نهج الأدب الإسلامي الرَّائق، والَّذي يُسهم في إعلاء قيمة الأمَّة الحضاريَّة بابتعاث أدبٍ يُعبِّرُ عن تطلُّعاتها وقيمها وتصوُّراتها وخصائصها، وكان له في ذلك الجهود المبذولة في ميادين التَّربية والدَّعوة والتَّعليم، فخرَّج أجيالًا من متخصِّصي اللُّغة العربيَّة لأكثر من خمسين عامًا، كما ساهم في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي ورئاستها وتحرير مجلَّتها، مع عدَّة تحقيقات ومؤلَّفات رفيعة، وجملة مقالات وبرامج إذاعيَّة بديعة، فمن جملتها:

- يزيد بن مُفّرّغ الحِمْيريّ: حياته وشعره.

- تحقيق شرح ديوان ذي الرُّمَّة لأبي نصرٍ الباهلي.

- تحقيق كتاب العفو والاعتذار للرّقام البصري.

- شعر الحنين في الأدب العربي القديم.

- التعليم والمعلِّمون لدى الجاحظ.

- ابن شرف القيرواني ورسائل الانتقاد.

- شعر الحماسة في الأدب العربي القديم.

- من شعر الجهاد في العصر الحديث (بالاشتراك مع الدكتور محمد رجب البيومي).

- موقف الأدب الإسلامي من العلاقة بين الجنسين.

- نحو منهج إسلامي في الوحدة الإسلامية.

- دور الأدب الإسلامي في الوحدة الإسلامية.

- شعر الدُّعاء والمناجاة في الأدب العربي.

- الأدب الإسلامي بين الالتزام والإلزام.

- قضيَّة الأدب الإسلامي.

- شبهات حول الأدب الإسلامي.

وبالجُملة: كان مجمعًا للعلوم والمعارف، ومنتدىً للآداب وظلَّها الوارف، تجري في مجالسه المطارحاتٌ الأدبيَّة، والمذاكرات الفكريَّة،  مع ذكاءٍ في فطرته، وفطنةٍ في عشرته، حيثُ لا يملُّه جليسه، ولا يرومُ فراقه أنيسه، ولم يزل مستويًا على مراقي أدبِه، متصاعدًا في معارج بلوغ أربِه، إلى أن آن ارتحاله، وحانَ انتقاله، تغمَّده الله بغفرانه، وبوّأه فسيح جنانه، وعوَّضَ الأمَّةَ بفقد علمائها وصلحائها، وأحسنَ عزاء أهله وأبنائه ومُحبِّيه، وأخلف على المسلمين خيرًا..

وسوم: العدد 973