كلمة في ثانوية الكرك التي أسست عام 1899

د. حسن الربابعة

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

"بسم الله الرحمن الرحيم "

 كلمة الأستاذ الدكتور حسن محمد الربابعة أستاذ الأدب العباسي ونقده في جامعة مؤتة في مدرسة الكرك الثانوية للبنين لمناسبة مرور "114"مائة وأربعة عاما على تأسيسها ، يوم السبت الموافق 18 /5/2013م أمام راعي الحفل دولة الأستاذ الدكتور عبد السلام المجالي أحد خريجيها قبل نحو سبعين عاما

 باسم الله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصفى ، خاتم الأنبياء المجتبى والآل والصحب المنتقى،ما هبَّ نسيم الصبا ، أو تحرك متحرك مسبِّحا في الأكوان كلها في صبح أو مساء ، في أي وقت شاء أو لم يشأ وبعد ؛

 دولة الأستاذ الدكتور عبد السلام المجالي الأكرم ، راعي الحفل الكريم،

 الإخوة والأخوات من ذوي المعالي والعطوفة والسيادة ، الأستاذ الفاضل مدير مدرسة الكرك الثانوية العريقة، إحدى أعرق المدارس الأردنية الثلاث من قرن ونيف مضى، الحضور الكرام ،

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيسعدني أولا أن احيي هذه المدرسة العريقة ،التي خرَّجت أجيالا من قادة البلاد ، ويسعدني أن أقف على أرضها الطهور، لأسجل امتناني للأستاذ المدير ماجد البطوش ،الذي دعاني للمثول لحظات في أفنانها ،وثانيا لإحيائه لعلها سنة طيبة بدعوته أعلاما من خريجيها الأوائل وقد تسنَّموا مناصب حساسة في البلاد ، فحيهلا بهم حضورا كرماء في مدرستهم وبلدهم ونجن لسنا ضيوفا عليهم فحسب بل هم ضيوف على العلم الذي يُسعى إليه، ولا يسعى إلى احد.كما هو الأدب يا أهل الأدب ، والثقافة ،والذوق الرفيع .

 

 أما القصيدة التي يسعدني إلقاؤها ، فهي مشحونة بمعلومات تاريخية وأدبية ومصطلحات قد تكون غريبة عني وعنكم وهي من إعدادي لها لمدة خمس سنوات تباعا بحثا اتكأ على عشرات من أمات الكتب المصادر و المرجعية ، واعذروني إن قلت إن تاريخنا وأدبنا وجغرافيتنا وحتى بعض تفاسير القرآن الكريم بحاجة إلى مراجعات جادة لتنقيتها من هنات وأخطاء وإسرائيليات لا بد من حصحصة الحق فيها ومنها .

 فالقصيدة تتحدث عن سبب الغزوة لانَّ الحارث الشمري أمير الروم على بُصرى الشام أمر بفتل رسول رسول الله "الحارث الأزدي" دفين أبصيرا من محافظة الطفيلة ويبعد عن جامعة مؤتة نحو 67 سبعة وستين كيلا جنوبا منها ، فأراد النبي الكريم أن يعلمه أدب احترام الرسل والسفراء ، ويعلم الروم من بعده ولم يقتل سواه من سفراء النبي الكريم ، وأراد من غزوته أن يلج ابواب بلاد الشام وان يخرج من دائرة الجزيرة العربية ، واردا أن يهذب المسلمين في ألا يقطعوا شجرا ولا يقتلوا شيخا كبيرا ولا امرأة ، ولا يعتدوا على قسيس في صومعته ، وأراد أن يعلمهم فنون القيادة فعين ثلاثة استشهدوا تباعا كما رتبهم عليه الصلاة والسلام، وفي القصيدة تسلسل لحركاتهم من الجرف إلى جبلي أجا وسلمى في ما تسمى "حائل " اليوم ثم إلى وادي القُرى حيث أسروا خمسين جاسوسا بقيادة" سدوس" أخي شرحبيل قاتل الحارث الأزدي ، ثم إلى تيماء ثم إلى مَُعان وباتوا ليلتين، وتحركوا إلى مؤاب ثم إلى مؤتة، ودامت المعركة سبعة أيام وانسحب المسلمون بقيادة خالد الذي نال من مؤتة لقب سيف الله المسلول ، بعد انسحاب مدبّر لعله يعد تكتيكا حربيا يدرسه القادة العسكريون هذه الأيام ، واستقبلهم صبية مسلمون يحثون في وجوههم التراب صائحين بهم "رجعتم يا فرار" ، فتداركهم رسول الله ورفع من معنوياتهم وقال" بل هم الكرار" إن شاء الله ، وفي القصيدة تبرئة لذمة عبد الله بن رواحة، فلم يتأخر عن المعركة بل رافقهم وسجل حركتهم في أبيات من شعره، واستشهد بعد رفيقيه ، واختلَّت نظرية الحرب في غزوة مؤتة ، فالمهاجمون"3000" ثلث المدافعين ال 15000على اقل تقدير ، وفيها أشياء أخرى يستفاد منها .ثم ألقيت قصيدة في غزوة مؤتة من أربعين بيتا منشورة في رابطة أدباء الشام من بضع سنين.