مقاومة متصاعدة في القدس ... ونار من الشمال منضبطة حذرة

علاء الريماوي

التقدير الأمني الأسبوعي لمركز القدس :

تصدرت الأحداث الأمنية، شمال الكيان إهتمام المؤسسة الإسرائيلية، لإرتباطها بعوامل تصعيد قابلة للإتساع .

هذا الحديث توافق مع القراءة الأمنية لمركز القدس مطلع الأسبوع الماضي، والتي أشارت إلى نذر تصعيد قادم، على الحدود الشمالية والجنوبية .

عمليات الرصد التي أجراها مركز القدس، للفترة الواقعة بين (15 إلى 22-8 )، أظهرت  إرتفاعا في وتيرة إعتداءات المستوطنيين، و الجيش ، متزامنا ذلك مع حافز للتصعيد الأمني خلال المرحلة القادمة .

الإعتداءات الإسرائيلية

أولا عدد الشهداء : إرتقى في الأراضي الفلسطينية  2 من الشهداء، شمال الضفة الغربية، بإدعاء تنفيذهم عمليات طعن، على حواجز إسرائيلية ، حيث أستشهد الشاب رفيق التاج منفذ الطعن  قرب قرية بيتا في 15 -8، كما أرتقى الشاب الفلسطيني محمد أبو عمشة من كفر راعي، بتاريخ 16 -8   لإتهامه بمحاولة طعن كاذبة على حاجز زعترة  .

كما أستشهد فلسطيني على الأراضي اللبنانية، ينتمي للجبهة الشعبية القيادة العامة في غارة إسرائيلية مطلع الأسبوع الماضي، و4 آخرين على الأراضي السورية إدعت إسرائيل أنهم من نشطاء الجهاد الإسلامي .

في قراءة المركز لعدد الشهداء المرتفع خلال أسبوع ،  والبالغ 7 شهداء، تبين أن هناك محاولة من لكيان التأكيد على قوة الردع المتآكلة،  على الجبهات المشتعلة.

 هذا الحديث كان واضحا على لسان رئيس أركان الجيش الإسرئيلي، ووزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون، الذي تفاخر بتنفيذ عمليات القتل ضد الفلسطينيين في الداخل والخارج، ومؤكدا على منهجية إستمرار قادمة  " .

ثانيا: الإعتقالات في الأراضي الفلسطينية : إستمرت الإعتقالات في الضفة الغربية منذ الجمعة حتى الثلاثاء ، حيث طالت 76 فلسطينيا، منهم 40 في الضفة الغربية، وفي القدس 23  فلسطينيا، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، 13 فلسطينيا، على خلفيات أمنية ومواجهات مع الإحتلال الإسرائيلي .

في تحليل أجراه المركز للإعتقلات ، تبين أن الأمن الإسرائيلي حاول تسويق الإعتقالات في مدينة القدس، للجمهور الإسرائيلي كإنجاز لمكافحة أعمال إلقاء الحجارة و التي باتت المتسبب الأكبر في الأضرار خلال الشهور الثمانية الماضية  .

و حظيت حركة حماس بالنسبة الأكبر ، ثم تلاه الشبان المستقلين   " .

ثالثا : إقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنيين:  بلغ عدد المقتحمين للأقصى  من الجمعة حتى الثلاثاء  195  مستوطنا  : 80  يوم الأحد، الإثنين 31 ، الثلاثاء 25 مستوطنا ، الأربعاء 34 مستوطنا، الخميس 25 مستوطنا إسرائيليا  .

تزامنت عمليات الأقتحام، بإستهداف واضح للنساء المرابطات في القدس، وقوائم منع لنحو 20 إمرأة كما أظهرت بيانات الشرطة الإسرائيلية .

رابعا : الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان : شنت المقاتلات الإسرائيلية وسلاح المدفعية الإسرائيلي 18 غارة، أسفرت عن إستشهاد 5 أشخاص .

هجمات المقاومة الفلسطينية

أولا : عمليات طعن : نفذ شبان فلسطينيين منذ يوم الجمعة حتى الثلاثاء، ثلاثة عمليات طعن، في رام الله، و شمال الضفة الغربية،  أسفرت عن إصابة 3 من أفراد الشرطة الإسرائيلية .

ثانيا : إطلاق نار:  سجل خلال الايام الماضية 4  عمليات إطلاق نار بإتجاه مستوطنة إسرائيلية، شمال الكيان المحتل،  أدت إلى إصابة سيارة إسرائيلية ومنزل، كما أبلغ الجيش الإسرائيلي عن حادثة إطلاق نار في الضفة الغربية، وأخرى إستهدفت مركز للشرطة الإسرائيلية في مدينة اللد  .

ثالثا : هجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة : سجلت الحوادث الأمنية حضورا واضحا في الأراضي الفلسطينية، حيث سجل في الضفة الغربية، منذ يوم الجمعة 148  حادثة، وفي مدينة القدس 88  حادثة، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 16  حادثة .

رابعا : القاء عبوات صغيرة ، رصد المركز إلقاء عبوتين جنوب الضفة الغربية، وواحدة في القدس  " .

خامسا : إطلاق صواريخ : أطلقت من الأراضي السورية 4 صواريخ، إتهمت فيها إسرائيل مجموعة مسلحة تنتمي لحركة الجهاد الإسلامي في سوريا .

الخسائر الإسرائيلية خلال الأيام الماضية  .

أولا : إصابات في صفوف الأمن الإسرائيلية والمستوطنيين: أصيب خلال الهجمات الفلسطينية منذ الجمعة الماضي 29  إسرائيليا ، 7 منهم في الضفة الغربية من الجنود والمستوطنيين ،  13  في مدينة القدس، و8 في الأراضي المحتلة عام 48 .

ثانيا خسائر في المركبات الإسرائيلية : أصيب القطار الخفيف في القدس 12  مرة ، كما تم إيقاع أضرار في مدينة القدس ب 23  مركبة وحافلتين ، والضفة الغربية 8 سيارات  وحافلة واحدة .

الأوضاع الأمنية على الحدود مع الكيان

أولا : الحدود الجنوبية مع قطاع غزة : أطلق منذ الجمعة صاروخين، سقطا في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، كما أطلق 4  صواريخ بإتجاه البحر فيما تعرف بالصواريخ التجريبية التي تجريها حركة حماس منها صاروخ من طراز متطور .

الحدود الشمالية : شنت طائرات الإحتلال 18 غارة ، على الحدود السورية واللبنانية، أسفرت عن إستشهاد أحد عناصر القيادة العامة، و4 تدعي إسرائيل أنهم من عناصر الجهاد الإسلامي  .

كما سجل إطلاق 3 قذائف هاون على الحدود السورية في الجولان المحتل، قدرت بأنها ضلت طريقها، بالإضافة إلى 4 صواريخ كتيوشا، سقطت في الجولان المحتل والجليل الأعلى  .

 

التقديرات العسكرية  الإسرائيلية للساحات الأمنية

أولا : الحدود الجنوبية : ترى إسرائيل أن الحدود الجنوبية، مؤهلة لتصعيد متقطع، عبر إطلاق رشقات صاروخية، محتملة من قبل جماعات صغيرة ذات طابع سلفي.

لكن التخوف  الإسرائيلي الأكبر،  من نضوج  رؤية تصعيد منظم، تسعى إليها حركة حماس لتحريك ملف التهدئة مع الكيان،  في ظل خلاف إسرائيلي داخلي حول الثمن الذي ستدفعه إسرائيل .

ثانيا : الحدود الشمالية : حظيت الحدود الشمالية، بإهتمام إسرائيلي واسعـة على خلفية إطلاق جماعة مسلحة 4 صواريخ بإتجاه الجليل الأعلى .

القراءة الأمنية الإسرائيلية، ترى بأن أطرافا مختلفة، منها حزب الله، إيران، جماعات مسلحة معارضة، تسعى لتعزيز حضورها الأمني ، على طول 80 كيلو متر في الجولان المحتل، مما يجعل إحتمالات إستمرار  التصعيد المستقبلية ممكنة .

حالة التصعيد، في الشمال ستظل مستمرة، ويمكن لها الإتساع، كلما إقترب الحسم في ملف إيران النووي على طاولة الجونجرس الأمريكي  .

ثالثا الضفة الغربية والقدس : التقديرات العامة الأمنية في دولة الكيان، ترى أن موجة العمليات الفردية ستتواصل،  بالإضافة إلى الأحداث الأمنية،  كإلقاء الحجارة .

وتعزو إسرائيل ذلك إلى محاولات حركة حماس تأجيج الوضع الأمني في الضفة الغربية، عبر وسائل مختلفة   .

القراءة الأمنية العامة ...

جبهة الشمال، تعد الآن المحرك الأمني الأكبر، للمخاوف الإسرائيلية في هذه المرحلة الحساسة لأمنها .

 التقديرات في شعبة الأمن، ترى بأن إيران معنية في إستخدام جبهة الشمال ، لتعزيز أوراق قوتها، في الملف النووي الإيراني، والسوري .

في ظل هذا التفكير تدرك، إيران ومعها إسرائيل ، ضروة أن تظل لغة  التصعيد منخفضة منضبطة، لما للتصعيد من خطورة على تماسك الجبهة الشمالية،  القابلة للإشتعال في أي لحظة .