أوباما نحو الهاوية على طريق جون كينيدي

د. أحمد كنعان

كل اجيال الربيع العربي يعرفون الرئيس الأمريكي باراك اوباما ، لكن الكثيرين من هؤلاء لا يعرفون جون كينيدي الرئيس الامريكي الخامس والثلاثون ( ١٩٦١ - ١٩٦٣) وهو الذي  قال يجب وضع إنسان على القمر وارجاعه بسلامة إلى الأرض ،وقد فعلت الولايات المتحدة ذلك في عام ١٩٦٩،

في السنة الثالثة من رئاسته ، قرّر كينيدي زيارة ولاية تكساس في اطار حملته الانتخابية على امل تجديد رئاسته للمرة الثانية، ولم يخطر بباله ان زيارته هذه تنطوي على نهايته الفاجعة،ففي يوم الزيارة ، تحولّ المناخ فجأة من الجو الماطر إلى الجو المشمس مما جعل الرئيس يرفع غطاء السيارة المضادة للرصاص و سار الموكب الرئاسي عبر شوارع دالاس ، تكساس بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدي كما كان يرافقه في نفس السيارة حاكم ولاية تكساس جون كونالي، وما هي الا لحظات اطلقت عليه الرصاصة الاولى من القناص اليهودي لي اوسولد هارفي لتخترق عنق الرئيس من الخلف ، وتمرّ عبر حنجرته .. وتصيب حاكم ولاية تكساس ، ثم انطلقت الرصاصة الثانية لتصيب جمجمة الرئيس وتلطخ زوجته ، وعندها اندفعت السيارة نحو المستشفى لكن الرئيس  مات بعد دقائق على الرغم من الجراحات التي اجريت له .

وقدأدين لي هارفي اوسولد بارتكاب الجريمة، لكنه قُتل بعد يومين على يد يهودي آخر هو جاك روبي أمام مرأى من الملايين الذين كانوا يشاهدون التلفاز ، وذلك قبل انعقاد المحكمة، وقد توفي روبي فيما بعد عقب إصابته بسرطان الرئة بشكل اعتبره البعض مريبًا وذلك قبل إعادة محاكمته هو الآخر. وقد توصلت التحقيقات الى وجود مؤامرة معقدة للخلاص من الرئيس وتوجهت الاتهامات الى اسرائيل وذكر المحللون السياسيون فرضيات عديدة دارت كلها حول دور اسرائيل في الجريمة الا ان لجنة وارن التي شكلهاالكونغرس للتحقيق بالحادثة إلى أن أوسولد قام بعملية الاغتيال منفرداً مما زاد الشكوك بأن مؤامرة كبيرة ومعقدة هي التي انهت حياة الرئيس ، وبقيت عملية الاغتيال مثار جدل حاد لم ينته حتى اليوم، واحتدم الجدل حين دارت شكوك حول دور في الجريمة شاركت فيه وكالة المخابرات الأمريكية سي.آي.إيه (CIA) وجهاز استخبارات الاتحاد السوفييتي السابق (كي جي بي)   بإيعاز من إسرائيل بحجة اصراره الرئيس على تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلي والتأكد ما إذا كان يحتوى على قنابل ذرية أم لا.

وهكذا ترجحت فرضية وقوف اسرائيل خلف النهاية المفجعة للرئيس، لاسباب اخرى عديدة منها محاولة الرئيس التدخل في السياسة الاسرائيلية ،ليس بموضوع المفاعل النووي وحده بل كذلك لمحاولة الرئيس الاتصال بالفلسطينيين من خلف ظهر الاسرائيليين في محاولة لحل القضية الفلسطينية حلا ً يميل الى صالح الفلسطينيين كما اعتقد الإسرائيليون الذين اعتبروا عمل الرئيس تجاوزا لصلاحيات اسرائيل التي تعد نفسها الوكيل الشرعي والوحيد في الشرق الأوسط

واليوم مع توقيع الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وايران تتكرر الظروف التي تجعل اسرائيل تفكر جديا بتكرار جريمتها مجددا تجاه الرئيس الامريكي ، فإسرائيل لن تقبل وجود وكيل اخر يهمش دورها في ادارة المنطقة ونعتقد ان خيوط المؤامرة الاسرائيلية تحاك اليوم في تل ابيب ولن يمر وقت طويل حتى يصحو العالم على الحدث الكبير الذي يعيد الى الذاكرة جريمة اغتيال كينيدي.