المرابطون في الأقصى وجع إسرائيل وهدفها القادم قبيل التقسم الزماني

علاء الريماوي

تقدير موقف :

صعدت الحكومة الإسرائيلية خلال  ال 12 شهرا الماضية من هجمتها، على المرابطين في المسجد الأقصى ، بشكل ممنهج للوصول إلى حظر نشاطهم ، وتجريم فعلهم في القانون الإسرائيلي  .

هذا الهدف الذي أعلنت أطراف في الحكومة الإسرائيلية، السعي إليه، قدمت جملة من الخطوات المتسقة والمترابطة زمانيا منها :

أولا : التهيئة الإعلامية : عكفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى إستهداف المرابطين من خلال موجة تقارير، مكتوبة ومرئية بلغت في السنة الأخيرة بحسب إحصاء مركز القدس،  أكثر من 260 تقرير،  تطور فيها الوصف، من (تجمعات مشاغبة ) إلى ( رجال رائد صلاح ) ، (تنظيم حماس في الأقصى ) ، (جماعة هدفها العنف والتحشيد على  الإرهاب  ) .

هذا الوصف ربط بآراء كتاب، ثم تقارير للشرطة الإسرائيلية، وختم بتقديرات أمنية حول المرابطين  .

ثانيا : إعتقالات  في صفوف المرابطين وربطها بأحداث القدس : شن الأمن الإسرائيلي مئات الإعتقالات منذ عام بحق المرابطين، حيث حاول محققي  الشرطة الإسرائيلية، الربط بين المرابطين والنساء و الرجال بالمواجهات في المسجد الأقصى .

ثالثا : إتهام  المرابطين بالإنتماء لحركة حماس : روج الأمن الإسرائيلي إلى أن المرابطين، يتلقون أموال من حركة حماس أو من جهات مقربة منها، وأن حركة الرباط القائمة في الأقصى تتم  برعاية منهم، عبر الحركة الإسلامية الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح .

رابعا : ربط دور المرابطين بموجة العمليات الفردية في القدس : إتهمت شخصيات إسرائيلية منها ميري ريغف وزيرة الثقافة ،  زئيف إلكن الوزير المكلف بشؤون القدس ، وشخصيات أخرى إلى أن ما يصنعه المرابطين في القدس، يثير موجة من الغضب تتيح الرد من قبل شبان فلسطينيين بعمليات قتل ودهس في القدس .

خامسا : المطالبة الرسمية بحظر نشاط المرابطين، جاءت من شخصيات إسرائيلية مؤثرة ولجان كنيست ، منها لجنة الداخلية الإسرائيلية، في الكنيست، وشخصيات كميري ريغف بالإضافة إلى وزير الامن الداخلي غلعاد اردان " .

توقيت  الدعوة لحظر  نشاط المرابطين  في الأقصى

يرى الداعون لتصعيد المشاريع الإسرائيلية في القدس بما فيها المسجد الأقصى ، أن المؤسسات المعنية في القدس داخل الحكومة الإسرائيلية باتت في قبضتهم (الثقافة ميري ريغف، الأمن الداخلي أردان، شؤون القدس زئيف إلكن، بلدية القدس نير بركات، بالإضافة إلى المتطرف أوري أرئيل ) .

هذه التشكيلة يعرف عنها العلاقة القوية،  بالمؤسسات الدينية الإسرائيلية الفاعلة في القدس، كما يعرف أنها صاحبة مشاريع محددة لتهويد المدينة المقدسة، وبذلك يرى هذا الجسم المنظم، أن الأوضاع في الدول  العربية، والحالة الفلسطينية المقسمة،  مناسبة لتطوير جملة من المشاريع الصهيونية داخل الأقصى ومحيطه أهمها :  

أولا : بناء أكبر عدد من الكنس في محيط المسجد الأقصى، للتأثير على المظهر التاريخي الخارجي  للمسجد الأقصى، "على شاكلة كنيس الخراب"  .

ثانيا : المس بتركيبة البلدة القديمة ومحيطها من الناحية   الديمغرافية  ، عبر السيطرة، على مبان فيها باي ثمن .

ثالثا : ترتيب الإقتحامات للمسجد الأقصى،  من خلال ما يعرف بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى،  خاصة ساعات الصباح الأولى .

رابعا : تطوير شكل  الإقتحانات للمسجد الأقصى من جولات إستكشافية ، إلى  إقتحامات تعبدية دينية يومية، تزداد وتيرتها مع المناسبات الدينية  .

خطوات إسرائيلية يتطلبها التقسيم

أولا : حظر المرابطين وتجريم نشاطهم، هذه الخطوة بدأت تعد لها دولة الإحتلال بشكل متسارع، يبدو أننا أمام مسألة وقت،  لصدور القرار من الأمن الإسرائيلي .

ثانيا : منع التواجد المنظم في المسجد الأقصى ومحيطه لعدم إعاقة المشاريع الإسرائيلية في محيط الأقصى وداخلة .

ثالثا: تغييب مشاهد الإقتحام للمسجد الأقصى عن وسائل الإعلام، لعدم إحراج الجهات المشرفة على الأقصى،  مما يلزم منع المرابطين من دخوله  .

رابعا : حملة إعتقالات وإبعادات واسعة ومس بحراس المسجد الأقصى، بشكل أوسع،  بهدف السيطرة على حالة المنازعة في المسجد الأقصى .

خطوات للحد من آثار منع الرباط  في الأقصى

يرى مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي ، أن هناك خطوات بإمكانها المساعدة في تقليل الآثار المترتية على تجريم الرباط في الأقصى .

أولا : تفعيل دور اعضاء الكنيست العرب في مساندة المرابطين، وربط نشاطات التواجد في الأقصى بأجسام عربية مختلفة في الداخل الفلسطيني (لجنة المتابعة العربية ) .

ثانيا : تعزيز نشاط وزارة الأوقاف الأردينة داخل الأقصى، (مراكز تحفيظ، مخيمات صيفية، دروس، رحالات دينية )  .

ثالثا : مشاركة الحركة الإسلامية الجنوبية بشكل أوسع في نشاط شد الرحال للأقصى، بالإضافة إلى الأحزاب العربية المختلفة وعد الإكتفاء بدور الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح  .

رابعا : تشكيل لجنة أهلية في القدس، لدعم التواجد في الأقصى خلال الفترة الصباحية .

خامسا : تفعيل الجانب الإعلامي بشكل أوسع، مع قضايا القدس والأقصى ، وعدم الإكتفاء بالحالة الروتينية في التغطية، خاصة أن هذا الجانب يعاني ضعفا كبيرا وخطيرا  .

خامسا : تحييد المسجد الأقصى عن النشاطات الحزبية الرسمية، والإبقاء على النشاط الديني، التربوي الثقافي في الأقصى .

الخلاصة : إسرائيل تشن حرب على الأقصى، وتخصص مرحليا التقسيم الزماني كهدف إستراتيجي، الأمر الذي يحتم على كافة القوى والحية، اللقاء وتناول القدس، كملف وجودي في الصراع القائم على أرض الإسراء والمعراج .