وعد (بلفور)... ذكرى أليمة يتوارثها الأجيال

أدباء الشام

يموت الكبار ولا ينسى الصغار...

يموت الكبار ولا ينسى الصغار.. وعد (بلفور).. ذكرى أليمة يتوارثها الأجيال...

بذكرى وعد (بلفور)المشؤوم.. وزير خارجية بريطانيا يصول ويجول فى دول الخليج العربي طالباً لدعم مالي لاقتصاد بلده المنهار!! فأين كرامتكم يا أمة المليار!؟

 تُصادف اليوم الذكرى الـ 91 لوعد (بلفور) المشـؤوم، الذي أسـس لقيام "وطن قومي لليهود في فلسـطين" وصدر بتاريخ 02/11/1917.

الذكرى مازالت تغُص في حلق الفلسطينيين، وآلامها مازالت تُنبئ بالكثير من أسرار حياة ضحاياها؛ جيل بكامله رحل وهو على العهد، وجيل آخر مازال يُورث الذاكرة لمن يأتي بعده، مكذباً "الحلم الصهيوني" القديم الذي يأمل أن "يموت الكبار وينسى الصغار".

لم تنجح الأيام والسنوات بمسح الذاكرة الفلسطينية، ولا سيما ذاكرة جيل الشباب منهم الذي مازال يعي جيداً حجم المؤامرة التي أحيكت ضد الشعب الفلسطيني من قِبل (آرثر جيمس بلفور)، ومن خلفه الحكومة البريطانية التي وقفت بكل ثقلها من أجل إقامة دولة للاحتلال الصهيوني وإعطاء "ما لا تملك لمن لا يستحق".

 جريمة كبرى

"لا يمكن للأجيال الشابة أن تنسى الدور السلبي والجريمة الكبيرة التي ارتكبتها الحكومة البريطانية، ومازالت ترتكبها، ضد الشعب والأرض الفلسطينية منذ عشرات السنين، وقناعتنا بأن وعد (بلفور) وآثاره ستتحطم في يوم من الأيام إذا ما وجدت الإرادة والتحدي والصمود"، بهذه العبارات تحدث الشاب سميح النابلسي عن ذكرى وعد (بلفور) المشؤوم.

ويُضيف: "ستبقى ذكرى وعد (بلفور) محفورة في عقول الأجيال الشابة مهما طال الزمن أو قصر، وسنبقى نُحدث الأجيال ونُورثها الحقد على الحكومة البريطانية التي أعطت الاحتلال الصهيوني الذي لا يملك ذرة تراب في فلسطين ما لا يستحق".

 من لا يعرف!؟

أما الشاب مراد صادق وهو طالب في جامعة النجاح، تألم للسؤال الذي وجه إليه "هل سمعت بوعد (بلفور)!؟" قائلا: "من لا يعرف سر نكبته…!؟ من لا يعرف سبب غربته...!؟"

وأضاف: "يجب أن تكون مناسبة وعد (بلفور) دافعاً وحافزاً للحكام العرب والقيادة السياسية في فلسطين لضرورة الاهتمام وإعطاء القضية الفلسطينية الاهتمام الأكبر ووضعها على الأجندة تحديداً في ضوء تراجع اهتمام الكثيرين بمثل تلك المناسبات (…)، ونخشى أن يكون ذلك مقصوداً."

سميرة السائح (22) عاماً أشارت إلى أن ذكرى وعد (بلفور) تُعد واحدة من بين عشرات "المجازر" الإنسانية التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني وتُضاف إلى السجل الأسود للاحتلال البريطاني والصهيوني منذ عشرات السنين. وأضافت: "لا يُمكن لأي واحد منا أن ينسى مثل هذه الذكرى المشؤومة التي جلبت الخراب والدمار للأمة العربية والفلسطينية."

 المسؤولية البريطانية

وحمَّل الشاب أنس جوابرة الاحتلال البريطاني المسؤولية الكاملة عن كافة المآسي التي وقعت ومازالت تقع على الفلسطينيين نتيجة ممارسات الاحتلال الصهيوني وجرائمه اليومية، ويُضيف: "شكل وعد (بلفور) الحافز الأول للاحتلال الصهيوني للإمعان بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني بعد أن اطمأن بأن هناك من يقف وراءه ويُقدم له العون والمساعدة بلا مقابل."

ويرى الشاب حميد أبو سليم، وهو في العشرينات، بأن ذكرى وعد (بلفور) تُقلب في ذاكرته الكثير من المآسي قائلاً: "من الواجب أن يظل هذا التاريخ والوعد محفوراً بالذاكرة؛ فعندما أسمع به أتذكر الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وأتذكر الغرباء الذين يعيشون على خيرات أرضي، أتذكر اللاجئين وآلاف الأسرى والشهداء والمآسي التي حلت بنا؛ إنه منبه لنا يُذكرنا بواقعنا وبالجريمة التي ارتُكبت بحقنا."

 مستوى الحدث

ويُعبر الشاب ممدوح جرادات عن استيائه من طريقة تعاطي وتعامل الحكومات والشعوب العربية، وحتى الشعب الفلسطيني نفسه، مع ذكرى وعد (بلفور) وغيرها من المناسبات. ويقول: "لماذا نتعامل مع هذه الذكرى والجريمة الكبيرة وكأنها مناسبة عادية من المناسبات الأخرى!؟ أليست هي الشرارة الأولى للبدء بمسلسل الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وأرضه التي تُسلب حتى يومنا هذا على مرأى ومسمع جميع القادة والشعوب!؟"

الكثير من المناسبات المؤلمة التي تحتل مكاناً بارزاً في الصفحات السود من صفحات الجرائم ضد الشعب الفلسطيني باتت لا تلقى ذلك الاهتمام الكبير، وأصبح يقتصر إحياؤها بكتابة البيانات الناقدة ليس إلا!!

نيوز فلسطين ـ غزة المحاصرة

كتب بواسطة محرر الموقع في "تحاليل وتقارير ساخنة"