من قصص الأطفال الغربية

أ.د/ جابر قميحة

من قصص الأطفال الغربية

ترجمة: أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

من كتاب :

(The Big Story Book)

[email protected]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 )

كلب الحراسة

( The Watch Puppy   )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت سيارة النقل تهدر وهي تهبط الطريق الترابي ، وفي كابينة السيارة جلس مستر " ألمر . ت . بلانتر " ( Mr. Elmer Planter    ) صاحب مزرعة الدجاج الضخمة التي تقع على الطريق بعيدا عن القرية .

وعلى الكرسي الأمامي بجانب مستر بالمر كان هناك صندوق من الكرتون بداخله كلبه الجديد الذي يدعى " هيرو " (Hero) . إن هيرو كلب صغير من نوع : الجرمان شبرد . إنه ابن لكلب بوليسي عرف بشجاعته في حراسة المخازن الكبيرة ليلا . والكلب الصغير يتمنى أن يكون مثل أبيه المشهور . وأخذ يسائل نفسه : ترى هل يحمله مستر إلمر إلى مخزن كبير من مخازن المدينة الضخمة حيث يزاول عمله هناك ككلب شجاع من كلاب الحراسة ؟ .

وفجأة بدأت السيارة العتيقة تبطئ في سيرها ، ثم توقفت فجأة وأوقف مستر إلمر موتور السيارة ، ثم التفت إلى الصندوق الذي بجانبه ، ونظر فيه ، وابتسم ابتسامة عريضة حينما رأى ( هيرو ) جالسا في صمت متطلعا إليه محدقا فيه .

قال مستر إلمر : إنك كلب صغير ممتاز ألست كذلك أيها الولد ؟ فأنت لم تصرخ ولم تئن ، ولم تبد تزمرا مرة واحدة ( طوال الطريق ) ، وقد عرفت أنك كلب شجاع أول ما رأيتك ، لذلك وقع عليك اختياري دون غيرك .

وحمل الفلاح العجوز إلمر الصندوف ، ولاحظ هيرو أن يدي سيده الجديد خشنتان قويتان ، ولكنه كان لطيفا مع الكلب الصغير وهو يرفعه من الصندوق بعناية فائقة .

_ " هيا بنا يا هيرو فأنا أريد أن تلقي نظرة على مقرك الجديد ، وأنا أعتقد أنك ستعشقه ، فهناك أشياء كثيرة يمكن لكلب جديد مثلك أن يراها وأن يؤديها . "

وفتح مستر إلمر باب السيارة ، وخرج منها وهيرو بين ذراعيه ، ، ولأول مرة يُلقي هيرو نظرة فاحصة على بيئته الجديدة التي سيعيش فيها .

_ " يا عجبا ليس هناك مدينة ، ليس هناك مبان عالية ، ليس هناك محلات ومخازن لأحرسها . "

وأخذ هيرو يحرك عينيه بسرعة ، هل يحلم ؟ ... ترى هل حدثت غلطة أو وقع لبس ما ؟ ... ألا يعرف مستر إلمر أن هيرو كلب من كلاب الحراسة ؟ " .

وسأل مستر إلمر كلبه الصغير وهو يملس بيده خلف أذنيه :

_ " كيف أحببت المكان ؟ سنعيش أنا وأنت هناك ... في هذا المنزل الريفي الجميل ، وهذه الحظيرة الواسعة ستكون مكانا ممتعا تزاول فيه لعبك ، والدجاج أربيه يعيش في عششه هناك ، وأعتقد أننا سنعيش سعداء معا فأنا لم أشعر بالوحدة بعد ذلك ما دمت معي " .

ووضعه مستر إلمر على الأرض ، وانحنى عليه وأخذ يربت بيده على ظهره في رفق وحنان . وقال :

_ سيكون أمامنا مجالات واسعة للهو والتسلية ، ولكن علينا أيضا أن نؤدي قدرا كبيرا من العمل . والآن عليّ أن أقوم بإطعام الدجاج : هيا لماذا لا تحاول تكتشف ما يحيط بك وتتعرف على جوانب بيئتك الجديدة ؟ .

وصار مستر إلمر إلى عشش الدجاج ، ووقف هيرو وحيدا وسط الحظيرة الكبيرة ، لقد أحب مستر إلمر ، ولكن قلبه لم ينفتح لمقره الجديد من دا الذي سمع مرة واحدة أن كلبا من كلاب الحراسة وقف يحرس مزرعة ؟ إن اللصوص لن يتسللوا في ظلام الليل ليسرقوا تبنا ، واللصوص الخطيرون لن يحاولوا سرقة دجاج مستر إلمر . إن العيش في هذه المزرعة سيجعل هيرو أتعس كلب حراسة في الوجود .

وفجأة تأكد هيرو أنه أحمق في تفكيره وتصوره ، إن الشعور بالحزن والأسى لن يفيده شيئا ، لماذا لا يقوم بحراسة المزرعة ؟ إنه على الأقل يستطيع التظاهر بحراسة المزرعة والحظيرة ، وعشش الدجاج . ورفع رأسه ومشى ليقوم بأول دورية في موطنه الجديد ، وكما كان يفعل والده الشهير عرف حدود واجبه وقدره وصمم على أن يؤديه . وتقدم هيرو نحو المنزل وهو في منتهى اليقظة لكل صوت ، وهو مفتوح العينيين للصوص . وبعد جولة سريعة حول المبنى من الخارج تأكد أن كل شيء على ما يرام ... كل شيء سليم وآمن ، لذلك جلس أسفل السلم في مقدمة المدخل ليزاول الحراسة . وبعين يقظة فاحصة كان يراقب الحظيرة ، وبأذنين مفتوحتين كان ينصت لكل صوت غريب . ثم سمع صوتا غريبا ... صوتا في منتهى الغرابة ... صوتا لم يسمع أغرب منه طيلة حياته كلها :

_ مووو .... مووو . كان هذا هو الصوت الذي اخترق أذنيه . وتمتم بينه وبين نفسه في عصبية :

_ إنني أتساءل : ما هذا ؟ ... إنه لصوت الوحش الكاسر ...

_ مووو ... مووو ... تكرر الصوت عدة مرات . وهمس هيرو لنفسه إنه يأتي من الحظيرة ... ربما كان صوت اللصوص الذين جاءوا ليسرقوا التبن ... يستحسن أن أتحقق من الأمر .

وعلى الفور هب للعمل ووثب من أعلى السلم ، وانطلق بشجاعة وسرعة نحو الحظيرة الكبيرة بقدر ما تحمله أرجله الصغيرة ، وفي لمحة قطع الفِناء ووصل إلى الحظيرة وبقرب الباب المفتوح توقف واختبأ وراء دلو كبير . ومن الحظيرة أتى الصوت من جديد : مووو ... مووو ...

لكن كان هذه المرة أعلى من المرات السابقة لقد أفزع الصوت الرهيب الكلب الصغير ولكنه لم يهرب ، فإن عليه أن يحرس حظيرة مستر إلمر إنها وظيفته وعليه أن يقوم بها .

وعلى أطراف أصابعه انطلق بسرعة نحو الباب المفتوح واندفع كالسهم داخل الحظيرة واختبأ وراء كومة ضخمة من خشب الوقود مرة أخرى سمع الصوت :

مووو ... مووو ... مووو ...

ووقف شعر ظهره من الفزع ، وغص بريقه في عصبية ، ولكنه استجمع شجاعته واختلس النظر من خلال كومة الخشب ... إن الذي رأه جعله يرتعد فزعا ورعبا : لقد رأى وحشا ضخما أسود الجلد أبيضه ، له قرنان حادان ، وقد وقف في المربط يأكل تبن مستر إلمر . إن هذا الوحش في مثل عشرين من حجم هيرو على الأقل ، إنه يبدوا متوحشا وفظيعا وحينما التفت الوحش ناحية كومة الخشب توارى هيرو بعيدا عن نظره :

_ ماذا يفعل ؟ ... ماذا يستطيع أن يفعل ؟

وفكر هيرو : يجب أن أطارد هذا الوحش وأطرده بعيدا عن الحظيرة ..... إنه واجبي ... وعليّ أن أؤديه ، وحينما يرى مستر إلمر ما فعلت سيكون فخورا بي حينئذ سيكتشف أنني لست كلبا عاديا من كلاب المزارع ولكنني كلب حراسة شجاع .

ووثب هيرو من فوق كومة الأخشاب وهو يهدر في قوة ، وفي شجاعة فائقة هجم تجاه الوحش ... لص التبن ، وبذيل مرتفع ورأس شامخ أخذ ينبح ويهدر ويزمجر .

ولم تستطع بيسي ( Bessie ) بقرة مستر إلمر أن تعرف من أو ما حقيقة هذا الشيء الصغير الذي يهاجمها ، كل الذي عرفته أنه ـ على ما يبدو ـ مخلوق خطير وأخذت تخور بصوت مرتفع وهي تلتفت في مربطها وانطلقت نحو الباب وأخذت تعدو خارج الحظيرة ناحية المرعى . وهيرو يتعقبها في حرارة وحماس .

وفي هذه اللحظة كان مستر إلمر عائدا من عشش الدجاج ونظر ناحية الحظيرة وذهل لما رأه وصرخ في ذعر :

_ " لقد هربت بقرتي . ما الذي يحدث هنا ؟ ! "

واندفع في جنون خلال الفِناء وراء البقرة ورأى هيرو ينطلق خارجا من الحظيرة وعجز عن إيقاف بيسي ، ولكنه تمكن من إيقاف هيرو .

وانتزع الكلب من الأرض ورفعه عاليا في الهواء . لم يكن هيرو يعرف ماذا فعل ، فأخذ يلهث ، ويهز زيله ، واعتقد أن مستر إلمر سيهنئه لإنه صار كلب حراسة شجاعا ، ولكنه بدلا من ذلك تنهد وهز رأسه ، ثم انفجر ضاحكا :

_ إن بقرتي يا هيرو ماذا تظن أنها كانت تفعل في الحظيرة ؟ تسرق التبن ؟!

وقهقه مستر إلمر مرة ثانية وضم إليه هيرو وسرح بأصابعه خلف أذنيه ، وقال :

_ إنها ليست غلتطك لأنك لم تكن تعلم أن بيسي تخص الحظيرة . وأظن أنك اعتقدت أنك أصبحت كلب حراسة شجاعا . حسنا . إنك لست كلب حراسة ... ولكن قد تكون كلب حراسة في يوم من الأيام وأنت الآن مجرد كلب صغير " .

وحمل هيرو إلى  البيت .

وتناول مستر إلمر وكلبه عشاء شهيا هذا المساء وانكمش هيرو على نفسه وهو يرقد على البساط أمام المدفئة بينما جلس مستر إلمر على كرسيه الهزاز      يدخن بايبه ( غليونه ) وكان هيرو معتكر المزاج مما حدث من قبل .

كم كان يتمنى لو استطاع أن يثبت لمستر إلمر أنه حقيقة كلب . كلب حراسة . ولكن كيف ؟

ثم خطرت لهيرو فكرة . حينما يأوي مستر إلمر إلى فراشه : يبقى هو ساهرا متيقظا لحراسة المنزل .

وفي وقت متأخر من الليل توقف مستر إلمر عن هز " كرسيه الهزاز " وأطفأ غليونه وقال وهو يتثاءب :

_" هيا إلى النوم يا هيرو فقد تأخر بنا الوقت وعلينا أن ننهض صباح الغد مبكرا " .

ونهض الفلاح العجوز ببطء من فوق كرسيه وأطفأ المصابيح واحدا وراء الأخر ، ومشى إلى حجرة نومه وهيرو يتبعه ، ولبس بيجامته ، وتقدم ببطء إلى السرير ، وأطفأ نور حجرة النوم ، وكان آخر ما فعله أنه أخذ يربت بيده على رأس هيرو ، ورقد هيرو على البساط الطري بجانب السرير .

ـ "  تصبح على خير أيها الكلب الصغير ، أنت بالتأكيد كلب صغير عظيم إنني أفكر فيك كل وقت وأنت تطارد بيسي خارج الحظيرة فأضحك من أعماقي " . 

ولكن هيرو لم يكن يعتقد أن غلطته هذه عمل يجلب الضحك والتسلية ، إنها غلطة لا تؤدي إلى أي لون من البهجة . فمن المفروض أن لا يقع كلب الحراسة في أخطاء ، ولكنه للأسف سرعان ما طارد البقرة وتعقبها خارج الحظيرة .

وانتظر هيرو إلى أن نام مستر إلمر ، وعلى الرغم من أن هيرو كان متعبا كسيده أبى أن يغمض عينيه ... إن عليه واجبا يجب أن يؤدى ... إنه في نوبة حراسة والنوم خلال العمل يتعارض مع النظام والقانون :

ـ " والآن حل دور دوريتي " .

بهذا همس هيرو لنفسه وهو يرى سيده يغص في نوم عميق .

ـ " سأفحص البيت حجرة حجره حتى اتأكد أن كل شيء سليم ، وفي وضعه الصحيح ... لقد آن الآوان لأثبت أنني كلب حراسة شجاع " .

وزحف من حجرة سيده وتسلل في الظلام وهو يفتش البيت من أعلاه إلى أسفله ، وفي المطبخ توقف هيرو وجلس يستريح للحظات . وفجأة تفتحت أذناه في همة ونشاط لاستقبال صوت صادر من ركن المطبخ حيث الخزانة التي تحفظ فيها المؤن وأدوات المائدة ، ونظر بدقة ، فرأى خيالا يتحرك ... إذا هناك شيء أو شخص غريب ما في المنزل ربما ...  ربما كان لصا .

وبدأ هيرو دون تضييع لحظة واحدة في التردد ، فأخذ ينبح بأعلى صوته ، وشن هجوما قويا ، وحينما رأى الفأر الصغير الذي كان يقف في الركن الكلب يهاجمه ولى هاربا بحياته ، وبدأت المطاردة والسباق الرهيب في دائرة المطبخ ، وفي أول الأمر انقلب كرسي ، ثم اصطدم هيرو في المنضدة ، وسقط وإناء الفاكهة الزجاجي على الأرض ، وتحول إلى مئات من القطع ، وانقلبت صفيحة القمامة فأحدث انقلابها صوتا رهيبا .

وحينما تمكن الفأر من الهرب خلف الثلاجة أضاء نور المطبخ ، وحينما التفت هيرو حوله رأى مستر إلمر وهو يلبس بيجامته وقد وقف ويداه في وسطه ، وقد بدا عليه الإعياء ، وظهر على وجهه أمارات الغضب .

ـ " إسمع يا هيرو لقد زاولت لعبة " كلب الحراسة " مرة ثانية ، يدل على هذا مظاهر التخريب وسوء النظام التي أراها أمامي في المطبخ ... ربما لم تكن متعبا ، ولكن لتعلم أني متعب ... متعب جدا ، إذا أردت أن تطارد الفئران فليكن ذلك خارج المبنى ، وفي هدوء دون ضجة وضوضاء " .

وسار الفلاح العجوز عبر الحجرة ، وفتح الباب الخلفي وأشار إليه قائلا :

ـ " إلى الخارج يا هيرو ... حينما تشعر بالتعب تستطيع أن تنام في مقدمة المدخل ، ستكون سالما أمنا ، وهناك حشية ( مرتبة ) لينة بجانب أرجوحة المدخل . "

وضحك هيرو ببطء وحزن وهو يمر بسيده ومشى إلى الفناء ، وزيله بين رجليه الخلفيتين ، وللمرة الثانية يشعر بحماقته . متى يأتي الوقت الذي يستطيع فيه أن يثبت أنه كلب حراسة مثل أبيه كلب الحراسة الشهير .

وأغلق الباب وراءه ، وشعر بالخوف ... الخوف الشديد ، والتفت لينظر وراءه من فوق كتفه فرأى نور المطيخ قد أطفئ .

ورقد هيرو على الحشيش الأخضر وهو باسط ذراعيه أمامه ، وأخذ يحدث نفسه بما يشبه الأنين :

ـ " يظهر أنني أؤدي كل أعمالي بطريقة غالطة ، وهذا يعني أنني غير قادر على حراسة أي شيء " .

ونظر بعيدا ناحية عشش الدجاج فخيل إليه أنه رأى شيئا يتحرك ... هل هو خياله ؟ . وعاد النظر بدقة وتفحص : لا ... إنما يراه ليس خيالا ، إن هناك شيئا حقيقيا يتحرك إنه يتحرك حول عشش الدجاج .

ووثب هيرو على أقدامه ، وبشعور غريزي أحس أن هناك شيئا غير طبيعي يحدث فكشر عن أنيابه ، وبدأ يزمجر ، ووقف شعر ظهره ، واندفع إلى الأمام ليواجه هذا المتطفل الجسور .

وحينما أحس الحيوان الغريب بمجيء هيرو أسرع يتسلق شجرة صغيرة ، ولكن ذلك لن يوقف الكلب الصغير الشجاع عن أداء مهمته ، فوقف بجانب جزع الشجرة وأخذ ينبح ... وينبح ... وينبح . ولم يستطع الصعود إلى الشجرة ليصل إلى الحيوان الغريب ، ولكن هذا الحيوان لم يستطع أن يفلت منه فقد أوقعه هيرو في فخ الشجرة وأوقد النور في المنزل وفتح باب المطبخ وأتى مستر إلمر وفي يده مصباح كشاف  وتساءل :

ـ ما الذي يحدث هنا ؟ وأنت يا هيرو لماذا أنت مستيقظ حتى الآن ؟ ولماذا تنبح ؟  .

ووقف مستر إلمر بجانب الشجرة ووجه نور كشافه إلى أعلى الشجرة ، وهناك على غصن عال من الشجرة كان يجلس سنجاب كبير ، وهو يتشبث بإحدى الدجاجات في قوة وإحكام .

ـ " إنك حقا كلب حراسة على الرغم من كل ما حدث ، إن ذلك السنجاب اللص كان يحاول الاستيلاء على دجاجي وبيضي ، ولكنك أوقفته عند حده ، إنني أهنئك من قلبي يا هيرو " .

وانحتى الفلاح العجوز ورفع الكلب الصغير ، وفي رقة وحنان أخذ يملس بيده على ظهره :

ـ " من الآن فصاعدا سأتركك تنام في المدخل فستكون مهمتك حراسة عشش الدجاج أثناء الليل " .

وأخذ هيرو ينبح في سعادة فقد تحقق حلمه ، والأن تصبح الإقامة في المزرعة متعة ما بعدها متعة ، فبعد هذا الأمد الطويل وجد هيرو ـ كلب الحراسة ـ ما يحرسه ويرعاه .