( ترامب ) في فلسطين المحتلة .. حفاظا على وجود الكيان

غسان مصطفى الشامي

حطت قدماه الرئيس الأمريكي العجوز (دونلد ترامب) والطواقم الأمريكية المرافقة له التي يفوق تعددها الألف مرافق من حراسات وطواقم لوجستية وطائرات قتالية تشرف على الزيارة و400 اعلامي - على التراب العربي في أول زياراته الخارجية على غير عادة الرؤساء الأمريكيين السابقين.

ويرى كاتب المقال أن الزيارة الأمريكية لها أهداف وأبعاد كثيرة بالنسبة للأمريكان وهم حريصون بالدرجة الأولى على مصالحهم الاستراتيجية في العالم العربي في ظل اقتناص الروس فرصة التدخل بالعالم العربي من خلال المشهد السوري، لكن الأمريكان لا يروق لهم ترك الوطن هكذا، حيث بدأ الرئيس ( ترامب)  أيامه الأولى بالبيت الأبيض مشهرا العصا الغليظة للعالم، ليقول أن زمن القوة الناعمة انتهى ومن لم يسمع كلام (أمريكا) ستعاقبه أمريكا، وهو يحقق وعوده الانتخابية بأن يجب على البلاد العربية أن تدفع الأموال الطائلة نظير الحماية الأمنية التي يقدمها الجيش الأمريكي للأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية .

وبدأت الزيارة الأمريكية للمنطقة العربية مع بداية هذا الأسبوع في جولتها الأولى العاصمة السعودية الرياض حيث اجتمع الرئيس( ترامب ) مع الملك سلمان بن العزيز فيما يشارك (ترامب) في ثلاثة قمم تستضيفها المملكة السعودية مع وقادة دول الخليج، وزعماء دول عربية وإسلامية، حيث توقع المسؤولون السعوديون مشاركة 55 قائداً، وممثلاً عن دول العالم الإسلامي.

ويشدد كاتب المقال على أن هذه القمم ستركز على وجهة النظر الأمريكية الجديدة لإدارة العالم في الأيام القادمة؛ و ما يتم الإعلان عنه من قبل المؤسسات الأمريكية الرسمية أن الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات والروابط المشتركة فهذه الأمور هامشية، وليست أساسية في الزيارة؛ بل على العكس تجلب الزيارة الفائدة الكبيرة والمصالح الإستراتيجية للأمريكان أكثر من العرب أنفسهم؛ ولا ننسى تصريحات الرئيس (ترامب) خلال الدعاية الانتخابية ونظرته للدول العربية بأنها ( البقرة الحلوب).

ويرى كاتب السطور أن ما تعلنه الإدارة الامريكية من أهداف للزيارة حول التعاون وتعميق الروابط مع العرب لا تمر علينا فهناك هدف أساسي أمريكي أسمى من الروابط نفسها هو الهدف الأمني العسكري في بناء العلاقات العسكرية مع التحالفات العربية من أجل الهدف المعلن دائما محاربة الإرهاب ولأجل عدم ارهاق الجيش الأمريكي في الدخول في معارك خاسرة ضد تنظيم الدولة، فهناك من يسد هذا الفراغ، خاص أن الأمريكان دائما خاسرون في معاركهم الخارجية والتاريخ يشهد بذلك .

ومن المراحل الهامة لزيارة العجوز الأمريكي ( ترامب) التاريخية للمنطقة زيارة أرض فلسطين المحتلة، والاطمئنان على أوضاع الصهاينة في الكيان، وإعطائهم المزيد من التشجيع والدعم لمواصلة سرقة أرضنا المحتلة، ومواصلة ارتكاب الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وبحسب المصادر الإعلامية  فإن  جدول زيارة ( ترامب ) للكيان الصهيوني ستكون زيارة لرئيس الكيان  (رؤوفين ريفلين ) لعقد اجتماع ثنائي بينهما، ثم بعد ذلك سيتجه (ترامب)  بعد ذلك إلى القدس المحتلة بما في ذلك زيارة كنيسة القيامة وحائط البراق الاسلامي، و سيجتمع ( ترامب ) مع رئيس وزراء الاحتلال، (بنيامين نتنياهو)، في فندق الملك داوود وهو الاجتماع الرسمي.

إن ( ترامب ) خلال زيارته للكيان سيخضع لإجراءات الصهاينة وما يطلبه منه الصهاينة حيث سيقوم ( ترامب)  بجولة في متحف الكيان ما يسمى (ياد فاشيم) وسيختتم الزيارة بخطاب في المتحف الصهيوني، فيما يتأهب  رؤوساء الأحزاب في الكيان ورؤساء المستوطنات لاستقبال الرئيس (ترامب) لأخذ المزيد من الدعم والتشجيع لهم في مواصلة تهويد واستيطان الأراضي الفلسطيني، وبالتأكيد سيحرص المجرم ( نتنياهو) على الالتصاق الدائم بالعجوز ( ترامب ) خلال الزيارة ولن يتركه وحده بل سيوجه ( نتنياهو) رسائل عديدة خلال وجوده بجوار ( ترامب ) وسيعرب على حمائمية العلاقات بين الأمريكان والصهاينة اليهود وأن زمن أوباما انتهى وسيواصل ( نتنياهو) ارتكاب جرائمه دون حدود بحق شعبنا الفلسطينية؛ طبعا لا تخلو الزيارة من مواقف زوجة ( نتنياهو) سارة لفرض السيطرة على زوجة ( ترامب) ميلانا.

ويرى كاتب المقال أن زيارة العجوز ( ترامب) للكيان الصهيوني تأتي لإعطاء المزيد من الدعم والمساندة للصهاينة، وتجديد الوعود الأمريكية لهم بحماية أمن (إسرائيل) خاصة أن الكيان يعد ولاية رئيسية كبرى من الولايات الامريكية، ولن تتخلى أمريكا عن حماية الكيان والوقوف في وجه دول العالم جمعاء من أجل عيون اليهود الصهاينة.

وبعد زيارة الكيان سيتوجه الزعيم الأمريكي للقاء رئيس سلطة أوسلو محمود عباس في مقر المقاطعة، والفلسطينيون من فريق عباس ينتظرون بشوق كبير لهذه الزيارة التي يعتبرونها طوق النجاة لهم من الأزمات التي تمر بها السلطة هذه الأيام، لكنني أرى أن زيارة ( ترامب ) لن تعطي عباس شيئا وحتى المفاوضات التي يلهث ورائها عباس لن تتم إلا بشروط الكيان الصهيونية وبموافقة ( نتنياهو) نفسه من أجل اذلال الرئيس عباس وفريقه ولن تعطي هذه المفاوضات عباس شيئا .

إن زيارة العجوز ( ترامب ) لأرض فلسطين المحتلة هي اطمئنان على وجود الكيان الصهيوني وتقديم المزيد من الدعم والمساندة للكيان الصهيوني وتقديم فروض الولاء والطاعة من قبل ( ترامب ) للحاخامات اليهود .

إلى الملتقى ،،