وطنا رأيت

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

وليلة معصوبة

منخوبة..

لا تستقرّ على هوى..

كدوحة مقلوبة

موجوعة..

لا ترتجي وعدا ولا موعدا..

تئنّ صمتا كاذبا..

تمدّ غصنا داعيا..

ترنو إلى نجم تراءى بالعلا..

مسترخيا..

مستـلقيا..

مترنّما..

وحدي أنا..

وحدي هنا..

بلا شراع تنفخ الرّياح فيه ومرحّبه..

أمضي مع النّسيم في معارج  من الندى..

مرفرفا..

مغرّدا..

مستبشرا بنور فجر قد بدا..

في ليلة..

في غفوة..

وطنا رأيت يبتغي علما..

أصابته الرّياح فتمزّقا..

وطنا ينادي من أنا؟..

يمشي رضيعا باكيا..

متباكيا..

متهالكا..

كليلة معصوبة..

مثقوبة..

متهاوية..

وطنا يذوب في الثرى..

يدوس في وحل الطريق غاويا..

متصدّعا..

متصابيا..

أثقاله وراءه  يجرّها..

في سكّة لا نور فيها خاوية...

لا شمعة تراقص الحوا لك ..

ولا ضياء في المدى..