مُكَاشَفَة

حفيظ بن عجب الدوسري

حفيظ بن عجب الدوسري

[email protected]

مِن بَحْرِكَ المُرِّ أو مِن نَهْرِكَ العذبِ

اشرَبْ.. و قِس رِيَّكَ المَحفُوفَ بِالعَطَبِ

يَا شَارِبَ المَاءِ لا تُغْرِيكَ شَهوتُه

كَمْ شَارِبٍ مَاتَ بَعْدَ الرِّي  بِالجَرَبِ

مَا أَنتَ إلّا حُرُوفٌ تَحْتَسِي لَهَبَاً

مِن الحَيَاةِ و مَنْ دَوَّامَةِ  الرَّهَبِ

سِرْ.. فِي حَيَاتِكَ لَا تَأْبَه بِمَن سَقَطُوا

عَلَى الطرِيقِ و مَنْ غَابُوا بِلا سَبَبِ

لَن يَذكُرَ النَّاسُ مَن خَانُوا كَرَامَتَهم

إلا بِمَا فَعَلُوا فِي سَالِفِ  الحِقَبِ

الحقُ يَصْدُقُ بالإيمَانِ مَن صَدَقُوا

فَاصدُقْ .. و حَاذِرْ مِن الإسفَافِ و الكَذِبِ

يَا عَاشِقَ الحرفِ مَا لِلحَرفِ مِن وَرَقٍ

فَاكتُبْ .. عَلى القلبِ مَا لِلصِدقِ مِن كُتُبِ

لا يَملِكُ القَلمُ المَأجُورُ مَنْطِقَه

و حِبْرُهُ بِيعَ بين القَافِ و الطَّربِ

أرى القَصِيدةَ تَبْكِي مِن تَجَمُدِها

و مِن حَمَاقَةِ أهلِ الشعرِ و الأدَبِ

فليتَ شِعري أَينَ الرُّوحُ مِن لُغَةٍ

غَابَت مَلَامِحُهَا عَنا و لَم تؤبِ

ليلُ المَهَانَةِ مَرْبوطٌ بِظُلمَتِهِ

فأَينَ مَن يُوقِدُ الظلمَاءَ بِالشُهُبِ