إنَّه الإسلام

شريف قاسم

النٌّورُ أقبلَ، والشَّبابُ الصِّيدُ، و الفجرُ المنير

وتدفقت أفواجُ دعوتِنا على الدَّربِ الأثير

والليلُ يرحلُ، والطغاةُ، وليس يرهبُنا المغير

فجهادُنا للهِ، للإسلامِ، للأملِ الكبير

*   *   *

المسلمُ المقدامُ لا يخشى الطريقَ المدلهمَّه

كلا. ولا يرضى الهوانَ، وإن طغت أعتى مُلِمَّه

ويعيشُ يحملُ رايةً تسعى بها للخيرِ أمَّه

سيزولُ ليلُ الظالمين، وتنطوي ظلماتُ غُمَّه

*  *  *

الحقٌّ يبقى، لا  اليهودُ له ولا النَّصارى

ومجامعُ الإلحادِ والإفسادِ قد حملت شنارا

وبقيَّةُ الأذنابِ قد فقدوا مكانًا و اعتبارا

والحقٌّ بالدِّينِ الحنيفِ بعصرِنا اللهفانِ دارا

*   *   *

الثَّأرُ يهدرُ بالبطولةِ بين أفئدةِ الرجال

نادى وأنذرَ مَن تبقَّى من طواغيتِ الضَّلال

فالشعبُ قادتهُ  العقيدةُ، إنها دينُ النِّضال

وبظلها شعبي امتطى عزمًا، وبالإسلامِ جال

*   *   *

لم يبقَ قلبٌ قد وعى، إلاَّ وقد خبرَ الطغاة

ورأى أفاعيلَ العتاةِ، وهولَ أيَّامِ  الجناة

قد ملَّ عارَ الوهنِ والشَّكوى، وقد مقتَ السٌّبات

وأراهُ ينهضُ بالمصاحفِ والسٌّيوفِ إلى النَّجاة

*   *   *

ورموهُ بالخذلانِ مكسورَ  الجناحِ إلى عَناه

وكبا جوادُ إبائه، واليومَ هبَّ إلى علاه

فَلتَكسر القضبانَ مطرقةُ الفداءِ، فألفُ آه

لاتنفعُ الشَّاكين والباكين في ليلِ الحياه

*   *   *

الموجُ!! موجُ البعثِ!! بعثِ الدَّعوةِ الغرَّاءِ زمجرْ

والعالَمُ المتخبطُ الأعمى بنارِ  الظلمِ يُسجر

يا أُمَّةَ القرآنِ قد ضاقَ الفضا، ولقد تكدَّر

هبِّي فإنَّ فلاحَه بيدِ الهدى، واللهُ أكبر

*   *   *

المسلمُ الإنسانُ يدعو للسعادةِ والرخاء

ويرومُ للناسِ المآثرَ مقبلين على الهناء

بأُخوَّةٍ, لم تنصرم فيها المودةُ لا تُساء

لاالحقدُ ديدنُها، ولا هذا التَّناحرُ والشَّقاء

*   *   *

المسلمُ الإنسانُ، نعمَ المسلمُ الفيَّاضُ جودُه

يفدي بمهجتِه الشَّريعةَ ليس من شرٍّ, يقودُه

المسلمُ الإنسانُ وجهٌ للعلى هلَّت عهودُه

للبِرِّ... أقبلَ لن يكبِّلَه الظلامُ ولا جنودُه

*   *   *

الصَّبرُ أورقَ بالخلاصِ، وأثمرَ الحقلُ البديع

وتبلَّجَ الفجرُ النَّديٌّ على المغاني بالربيع

قد آنَ أن يرثَ الوفاءُ مآثرَ الشَّرعِ الرفيع

ونرى غيابَ تسلٌّطِ العميانِ عن زهوِ الربوع