من أخبار سيدنا الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان

أدباء الشام

من أخبار سيدنا الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن النعمان الكوفي مولدا و البابلي أصلآ والعراقي موطنا والبغدادي مرقدا  رضي الله عنه ورحمه الله تعالى ونور الله ضريحه ومرقده ورفع الله درجاته ومقامه*

كان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه من التابعين، قد أدرك عدداً من الصحابة وقد روى عن سيدنا أنس رضي الله عنه وغيره.

قال فيه يحيى بن معين: هو ثقة ما سمعت أحداً يضعفه، هذا شعبة بن الحجاج يكتب إليه أن يحدث بأمره.

وكان شعبة حسن الرأي في أبي حنيفة.

وقال ابن المديني: ثقة لا بأس به.

وقال أبو داود السجستاني: إنَّ أبا حنيفة كان إماماً.

وقال سفيان بن عيينة: أول من أقعدني للحديث أبو حنيفة، قدمتُ الكوفة، فقال أبو حنيفة: إن هذا أعلم الناس بحديث عمرو بن دينار، فاجتمعوا عليَّ، فحدثتهم.

وقال حماد بن زيد: ما عرفنا كنية عمرو بن دينار إلا بأبي حنيفة، كنا في المسجد الحرام وأبو حنيفة مع عمرو بن دينار، فقلنا له: يا أبا حنيفة، كَلِّمْهُ يحدثنا، فقال: يا أبا محمد حَدِّثْهُمْ، ولم يقل: يا عمرو.

وقال يزيد بن هارون: أدركتُ ألفَ رجلٍ، وكتبت عن أكثرهم، ما رأيت فيهم أفقه، ولا أورع، ولا أعلم، من خمسة، أوَّلُهُم أبو حنيفة.

وقال فيه الإمام مالك لما سأله الشافعي هل رأيتَ أبا حنيفة؟ قال: رأيتُ رجلاً لو كَلَّمَكَ في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته.

وقال أبو يوسف: كان الإمام أبو حنيفة يختم القرآن كل ليلة في ركعة.

وعن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة رحمه الله صلى العشاء والفجر بوضوء واحد أربعين سنة.

وقال حماد بن أبي حنيفة: كان أبي جميلاً  تعلوه سُمْرَةٌ، حَسَنَ الهيئة، كثير التعطر، هيوباً، لا يتكلم إلا جواباً، ولا يخوض فيما لا يعنيه.

وقال عبد الله بن المبارك: ما رأيتُ رجلاً أَوْقَرَ في مجلسه، ولا أحسن سَمْتاً وحِلْماً من أبي حنيفة.

وقال ابن المبارك أيضاً: أبو حنيفة أفقه الناس.

وعن الإمام أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة رَبْعَةً، مِنْ أَحْسَنِ الناسِ صورةً، وأَبْلَغِهِم نُطْقاًً، وَأَعْذَبِهِم نَغْمَةً، وَأَبْيَنِهِم عَمَّا فِي نَفْسِهِ.

رضي الله عنه وأرضاه ، وحشرنا معه بفضله تعالى ومَنٍّهِ وكرمه ..

وسوم: العدد 933