عمائم العز الشامية 933

محمد الفاتح

الشيخ الشهيد محمد بشير المراد مفتي حماة - طيب الله ثراه -

أرسل الهالك (حافظ الأسد) إلى العلامة الفقيه محمد  بشير بن أحمد المراد الحموي برسالة مع محافظ حماه محمد ديب رحال طالبا من الشيخ أن يساير الوضع قليلا ويغض الطرف عن بعض الأمور ، لم يسمح الشيخ له بإكمال حديثه بل انتفض قائلا :

أتريد أن تساومني على ديني ؟ وظيفتكم هذه تحت نعلي ..... والله إنني مستعد أن أتركَ هذه الوظيفة وأنزلَ إلى السوق وأبيعَ البرتقال ولا أساوم على ديني ... فما كان من المحافظ إلا أن أسرع إلى الاعتذار من الشيخ وهو يحلف بالله أنه ما أراد الإساءة إليه.

وفي بداية حكم حافظ الأسد ١٩٧٠م زار مدينة حماة وطلب من الشيخ شخصيا ان يخطب هو الجمعة وحاول معه عبيد حافظ الأسد ماذا يقول أمام الرئيس .. فما خطب الشيخ الا ما اختاره هو بنفسه.... وكانت خطبةً موفقةً بتوفيق إلهي عجيب خالية من المديح الكاذب والنفاق والتملق ، تشع فيها روح الحماسة والتشجيع ، ابتدأها بقوله تعالى :

( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير ...) ومن جملة ما قاله مذكراً به الهالك :

واعلم  أنك ستقف بين يدي الله وحيداً لا خدم ولا حشم ولا جند ولا سلطان.... ويرفع الشيخ صوته ... لمن الملك اليوم ؟؟؟ ... ثم يرد على نفسه بنفس الهمة .......  لله الواحد القهار ..... وكان صداها طيباً في أرجاء سورية كلها ولله الحمد والمنة.

وفي عام،، 1982م طلب منه النظام على لسان احد الضباط  الخروج على التليفزيون من أجل تكفير التيار الاسلامي السني في حماه ومنهم جماعة الإخوان المسلمين وتحميلهم سبب مجزرة حماه التي راح ضحيتها اكثر من 40 الف مسلم سني.... كما طلب منه النظام تبرير قتل هذا العدد وسجن اضعافه وهدم المدينة ... فرفض بكل شموخ ورد عليه قائلا :

لم يبق من العمر ما يستحق البقاء ، فالذي ذهب أكثر بكثير مما بقي.......

وعند كلمة ( بقى....) لم يتركه الضابط يكمل الجملة فاطلق عليه الرصاص فسقط على الارض شهيدا بإذن الله ... ثم امر الضابط الدبابة ان تمر على جسده فما بقى له أثر ولا يعلم له قبر ..... رحمه الله رحمة واسعة.

ارسلوها لعلماء الأمة الأموات ربما يستيقظون من نوم الأموات.

كتبه : محمد الفاتح .

المصدر : رابطة العلماء السوريين.

****************************************

الدكتور مصطفى السباعي - طيب الله ثراه -

الدكتور مصطفى السباعي شخصية لا يتعداها الزمن ، منذ صباه كان يواجه الاستعمار الفرنسي والانكليزي ويتنقل بين سجونهم في مصر وسوريا ولبنان ويحشد المجاهدين بالدعوة والمقاومة لمنع احتلال فلسطين ، بينما كان جد بشارأسد وعشيرته يبعثون برقيات الاستجداء للحكومة الفرنسية ليبقى جيشها في سوريا !؟

للاستزادة في التعرف على هذه الشخصية الفذة فهذه الكتب تتحدث عن جهاده وعلمه :

١- مصطفى السباعي الداعية المجاهد والفقيه المجدد للدكتور عدنان محمد زرزور

٢- الدكتور مصطفى السباعي قائد جيل ورائد أمة لحسني أدهم جرار

٣-مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد لعبد الله محمود الطنطاوي

٤- ذكرياتي مع السباعي لمحمد محمود الحسناوي

٥- مصطفى السباعي رجل فكر للدكتور عبد العزيز الحاج مصطفى

٦ - مصطفى السباعي صفحات من جهاد متواصل لمحمد بسام الأسطواني

٧- منهج السباعي في تربية الأبناء ليحيى بشير حاج يحيى ( مقالات متعددة في صفحة الكاتب )

****************************************

مفتي حمص الشيخ طيب الأتاسي - طيّب الله ثراه -

في بداية السبعينيات أرادت الحكومة السورية ترميم مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه في مدينة حمص وكان ذلك بتمويل وزارة الدفاع وإشراف وزارة الأوقاف، وفي عام 1976 تم افتتاح المسجد بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع وكذلك حضور وزير الأوقاف..

وفي ختام الحفل طلبوا من الشيخ طيب كلمةً يشكر فيها حافظ الأسد ويدعو له ويثني على جهوده..!

رفض الشيخ طلبهم وقال لوزير الأوقاف أنا لا أفعل هذا مهما كلفني ذلك.. قال له الوزير: من غير الممكن أنك تتكلم كلمة ختام الحفل ولا تدعو للرئيس..

أجابه الشيخ: أنا بصفتي مفتي توجب عليّ هذا الأمر، أما الآن فأعتزل مهمتي الرسمية وصرتُ كأي شخص من الحضور، وليس لك عليّ شيء!

انتهى الحفل ولم يلطخ الشيخ طيب لسانه بالثناء على الظالمين، متوكلًا على ربه ومستعينًا به.. وسجلت له حمص هذا الموقف العظيم.

رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.

وسوم: العدد 933