الشيخ رائد صلاح والربيع العربي

أدباء الشام

مقابلة مع (عين نيوز) عام 2011 :

في مقابلة مع (عين نيوز) عام 2011 توقع الشيخ صلاح في حديثه أن ثورات الشارع العربي التي بدأت في تونس ثم انتقلت الى مصر ثم انتقلت إلى عالمنا العربي ستنتهي في نهاية الأمر في القدس والمسجد الأقصى بإذن الله تعالى، مبينا أن يقينه في هذا التفاؤل ينبع من أمر أساس وهو أن هذه الثورات تمثل اليقظة التي طالما حلمنا أن نراها على صعيد الشعوب العربية وتمثل إصرار الشعوب العربية من جديد على امتلاك إرادتها وحاضرها ومستقبلها والانتصار لقضاياها الكبرى والتي يقف في مقدمتها قضية كل المسلمين والعرب وهي قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلان، ومن هنا لأن الشعوب العربية بدأت في هذا المسار وستصل إن شاء الله تعالى.

ورداً على نظرية شائعة تؤكد بأن الثورات العربية مبرمجة على البوصلة الأمريكية، قال:

“حقيقة أنا أتألم جداً من هذا القول لأننا أمة كانت عنواناً للخير وليس غريباً عليها أن تصنع الخير من جديد رغم أننا عشنا في مرحلة كبوة إلا أنها لم تكن كبوة أبدية، فكل الشعوب قد تتعرض لكبوات ومنها من يبقى في كبوته إلى الأبد ومنها من ينهض ونحن الأمة التي تنهض دوماً بعد كل كبوة تمر بها ولذلك ليس كبيراً علينا أن نصحو وأن نعود من جديد لصناعة أمجادنا حاضراً كما كان تاريخنا ولسنا بحاجة إلى أي توجيه أمريكي فنحن أمة بلغت سن الرشد منذ قرون بفضل الله تعالى”.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول عام 2012 قال :

في تصوري أن الثورات التي اندلعت في عدد من الدول العربية ستحدُّ من تغوُّل المشروع الصهيوني ومخططاته المتوحشة التي كاد ينفذها تجاه فلسطينيي 48، مثل الترحيل المرحلي، حيث كان هناك حديث عن بداية تفريغ المدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة) من الفلسطينيين الموجودين فيها، ولكن الربيع العربي أثبت أنه قادر على الدفاع عن فلسطينيي الداخل، وقادر أيضًا على فرض تطبيق حق العودة في المستقبل؛ وهو ما يعني عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأرض التي أخرجوا منها مع بداية نكبة فلسطين عام 48...

الربيع العربي عزز من صمود أهلنا في الداخل الفلسطيني عبر رفع معنوياتهم والتأكيد لهم على أن حالات الشلل المحزنة والمؤلمة التي كانت تسيطر على العالم العربي قد انتهت، وأصبح هناك قيادات واعدة وشعوب متحررة بدأت تتحدث عن نصرة فلسطينيي 48.

كما أن الربيع العربي سيفتح باباً للتواصل بين العالم العربي وفلسطينيي الداخل بدعم أقوى، ويمكن القول إجمالاً أن هذه الثورات العربية (الربيع العربي) نقلت فلسطينيي 48 من مجتمع منسي إلى مجتمع سيوضع على الخريطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى... هذه الثورات العربية أسهمت في الحد من تنفيذ مخططات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى؛ حيث أدى رد الفعل القوي من الشباب العربي والأزهر الشريف بالقاهرة على إعلان إسرائيل في عام 2011 عن نيتها في تدمير جسر المغاربة بالكامل - إلى تراجع إسرائيل عن هذا الأمر وتجميد تنفيذ تلك الجريمة.

وقال الشيخ في أحد اللقاءات الذي نشره موقع مدينة القدس عام 2013:

" يبدو أن الاحتلال يحاول أن يسابق الزمن وبدأ يلاحظ أن الربيع العربي قد أخذ في إحداث تغيير جذري على صعيد العالمين العربي والإسلامي ، وأنه بدأ يدرك أن هذا الربيع سيفرض معادلة جديدة تقول إن إرادة الشعوب والحكام والعلماء ستتحد كلها من أجل نصرة الأقصى المبارك ، وعندها سيكون الاحتلال الإسرائيلي بمثابة القزم أمام هذا الواقع الجديد القادم القريب إن شاء الله" .

وقال الشيخ رائد صلاح في حوار مع “الجزيرة مباشر مصر” 2014 :

إن دهس حرائر مصر في ميدان رابعة العدوية بمدرعات الجيش المصري شجّع الصهاينة على جرائمهم ضد المسجد الأقصى وضد حرائر فلسطين، لدرجة أنّ الاحتلال صار يضرب حرائر فلسطين بالأحذية. وأضاف -بمناسبة اقتحام المتطرفين اليهود المسجد الأقصى في حراسة جنود الصهاينة-:

إنّ الأذى الذي وقع ضد أهلنا في دوائر الربيع العربي بكل مواقعها أعطت جرعة من الإرهاب للإسرائيليين فوق إرهابهم ، وأعطتهم جرعة من الدموية فوق دمويتهم... مع ذلك، فنحن لسنا يائسين، ونحن على يقين أنه لن يصح إلا الصحيح ، مشيراً إلى أن الربيع العربي تعثر للتآمر عليه، وسيتجاوز هذه العثرة إن شاء الله، معوّلاً على الأمة الإسلامية بشعوبها وعلمائها.

موقف الشيخ "رائد صلاح" من الثورة السورية؟

في مقال نشرت السبيل مقتطفات منه عام 2012 دعا رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 الشيخ رائد صلاح إلى نصرة ودعم الثورة السورية بكل السبل المتاحة. وقال : 'ليعلم كل واحد منا أنه يوم يدعم الثورة السورية فإنه يدعم القضية الفلسطينية لأن الثورة السورية بات لسان حالها يقول: (اليوم في دمشق وغدًا في القدس)، وليعلم كل واحد منا أنه يوم يدعم الشعب السوري فإنه يدعم الشعب الفلسطيني'. وعدَّ أن حرية سوريا هي المقدمة الضرورية لحرية فلسطين، وحرية الشعب السوري هي الضمان الضروري لحرية الشعب الفلسطيني. وأعرب عن اعتقاده بان الثورات ستطهر الحاضر الإسلامي والعربي من كل ما تراكم فيه من مخلفات الظلم والظالمين..

وفي تصريح لصحيفة الشرق السعودية 2013 ، دافع رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الشيخ رائد صلاح عن موقف حركة حماس من الأزمة السورية. وعدَّ أن الحركة انحازت بوضوح إلى السوريين لتحافظ على مصداقيتها. وقال إن "حماس حاولت أن تنصح بشار الأسد بداية كي يدرك حجم الظلم الواقع على شعبه ويستمع لمطالبه، لكن الأسد ضرب بهذه النصائح عرض الحائط حتى حدثت الثورة". ورأى أن حماس دخلت في امتحان صعب بسبب هذا الموقف، ومع ذلك تحملت كي تحافظ على مصداقيتها وارتباطها بالشعب السوري.

وقال على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" 2016:

"من داخل معتكفي في سجن رامون الصحراوي - الملاصق لسجن نفحة أعلن براءة القدس المباركة من (فيلق القدس) الإيراني العسكري الذي لا يزال يذبح أهلنا في سوريا بعامة وحلب بخاصة". وأضاف: "أؤكد باسم القدس المباركة أن اسمها أسمى من أن يستغله المجرمون لشرعنة جرائمهم مثل مجرمي فيلق القدس".

وعبر الشيخ صلاح عن رفضه القاطع لاستغلال الفيلق الإيراني اسم مدينة القدس المحتلة، مؤكداً أن "مدينة القدس بريئة من كل من يشارك في المذابح والقتل الذي يجري على الأراضي السورية".

وكان الشيخ صلاح ندد في مطلع الشهر الجاري بالجرائم التي ترتكبها إيران في سوريا والدول العربية، ومشاركتها نظام بشار الأسد في مجازر حلب وغيرها، وقال في بيان له:

"سقط القناع للمرة المليون عن إيران وأذرعها في سوريا والعراق ولبنان واليمن وسائر المنطقة، وفي مقدمتهم الجزار بشار".

وفي شهر 2-2021 قام الشيخ رائد بتحويل القيمة المادية للجائزة التي حصل عليها من مؤسسة وقف محمد عاكف إينان التركية لصالح اللاجئين السوريين.

مقتطفات من خطاب الشيخ رائد صلاح في مناصرة الثورة السورية ، وقد نشره موقع زمان الوصل في 22-8-2012

(إلى كل شهيد في سورية، إلى صبر كل سجين، إلى دمعة كل أرملة، إلى صرخة كل يتيم، إلى جهود كل ثائر في شوارع سورية، نؤكد لكم جميعاً أننا معكم في طريق الحرية والكرامة والاستقلال؛ لأننا على يقين بإذن الله رب العالمين: أن حرية سورية تعني حرية فلسطين، أن حرية دمشق تعني حرية القدس الشريف، وأن حرية الجامع الأموي تعني حرية المسجد الأقصى، وأن حرية كنائس سورية تعني حرية كنيسة القيامة؛ لذلك نحن على يقين يا شعب سورية أن زحوفكم التي خرجت في دمشق والتي خرجت في حمص والتي خرجت في حماة وفي درعا وفي حلب وفي اللاذقية إن كل هذه الزحوف ستبقى تزحف وستبقى تصرخ حتى تصل إلى القدس الشريف إن شاء الله تعالى.

نعم نحن على يقين من هذه المعادلة الجادة التي ستتحقق بإذن الله تعالى ومن هنا نقول: صبرا يا أهلنا في سورية إن السلاح الذي يقتلكم الآن هو السلاح الذي قتل الكثير من شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان!

وتابع يقول:

وآن الأوان أن ينكسر هذا السلاح؛ لأنه ليس سلاحاً لتحرير الجولان وليس سلاحاً لتحرير فلسطين بل هو سلاح لقتل الإرادة في نفس الإنسان العربي، في نفس الإنسان المسلم، في نفس الإنسان الفلسطيني الذي يسعى لصناعة فجر كريم للأمة المسلمة وللعالم العربي وللشعب الفلسطيني؛

فليُكْسَر هذا السلاح الذي وُجّه ولا يزال يُوجَّه إلى صدور الأم في سورية التي هي أمي، والأخت في سورية التي هي أختي، والطفل الذي في سورية الذي هو ابني... ليكسر هذا السلاح .. وآن الأوان آن الأوان أن يتردد صوت الكرامة وصوت الحرية على امتداد الأمة الإسلامية والعالم العربي

ثم أقول:

نحن حتى هذه اللحظات نقولها بلا تردد:

لقد سقط الضمير العالمي في امتحان سورية،

لقد سقط الضمير المسلم في امتحان سورية،

لقد سقط الضمير العربي في امتحان سورية،

لقد سقط هذا الضمير في امتحان مجزرة (الحولة)، وفي امتحان مجزرة حمص ومجزرة حماة والقائمة طويلة من المجازر في سورية، إن أخشى ما أخشاه -واسمعوني جيداً- إن أخشى ما أخشاه أن قوى الاستكبار في الغرب والشرق قد قرأت الخارطة وتعمل بخبث لئيم وفق قراءتها اللئيمة للخارطة؛

أرامل سورية تناديكم،

أيتام سورية ينادونكم

سجناء سورية،

جرحى سورية،

لاجئو سورية

ينادونكم،

إني اقترح عليكم أن يكون هناك زحف لثورة مليونية من الأمة المسلمة والعالم العربي من شبابها من فتياتها زحف ثورة مليونية تسير على حدود سورية لتسعى إلى اختراق سورية أمام هذا الخبث وأمام هذا الصمت المبيت من قوى الاستعمار العالمي على ما يجري في سورية.

نحن نريد سورية قوية

نريد سورية موحدة

من ينكر أن قوة سورية بقوة شعبها أولاً

الذي يتآمر على الشعب السوري يتآمر على قوة سورية،

من ينكر أن سورية الموحدة بوحدة بشعبها أولاً،

من يتآمر على الشعب السوري يتآمر على وحدة سورية؛

لذلك والله أقولها:

لو أن خليفة المسلمين ارتكب ما ارتكبه النظام السوري الآن لوقفنا في وجه الخليفة ولقلنا له: ارفع سيفك عن الشعب السوري.

ولذلك نقولها من هنا:

أيها النظام السوري:

لقد فقدت شرعيتك؛

لم تعد تمثل سورية

ولم تعد تمثل أي فكر قومي

لم تعد تمثل أي فكر ثوري في مسيرة الأمة المسلمة والعالم العربي

آن الأوان لك أن ترحل

آن الأوان للشعب السوري أن يصنع اليوم حاضره ومستقبله

آن الأوان للشعب السوري أن يختار قيادته الشرعية من ضمير الشعب السوري

من ضمير الأمهات

من ضمير البنات

من ضمير الأطفال

من ضمير السجناء

من ضمير الجرحى

من ضمير الثورة كل الثورة السورية

هذا المطلوب اليوم..

الثورة السورية هي امتداد للانتفاضة الفلسطينية

الثورة السورية في دمشق وفي سائر المدن السورية هي امتداد للانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وكل المواقع ..

هناك في سورية ثورة ضد ظلم يمارس عليهم الآن،

والانتفاضة الفلسطينية ضد احتلال وضد ظلم الاحتلال؛

لذلك الموقف واحد،

النصر واحد،

الحرية واحدة،

الاستقلال واحد؛

هناك احتلال وهنا احتلال!

هناك ظلم وهنا ظلم!

هناك حق كامل بحرية شعب اسمه الشعب السوري إلى جانب حق كامل بحرية شعب اسمه الشعب الفلسطيني!

هناك حق كامل بقيام دولة سورية مستقلة وهنا حق كامل بقيام دولة فلسطينية مستقلة!

يوم التقت جهود دمشق مع جهود القاهرة تحررت القدس من الاحتلال الصليبي!

يوم التقت جهود دمشق مع جهود القاهرة تحررت القدس من الاحتلال التتري! ..

واليوم في عام ألفين واثني عشر،

رغم كل من يعاند،

رغم كل من يعرقل،

رغم كل من يتآمر،

رغم كل حاقد وحاسد،

أقولها:

اليوم اليوم اليوم قريباً بإذن الله ستلتقي جهود دمشق مع جهود القاهرة لتتحرر القدس من الاحتلال الإسرائيلي إن شاء الله تعالى ..

نحن هنا في (طمرة) نعتبر مسيرتنا جزءاً مكملاً لمسيرة (درعا) حتى مسيرة (الحولة) في كل أنحاء سورية.. حتى تعلن كل الدنيا، وعن قريب سيكون ذلك إن شاء الله، انتصار الصمود السوري على ممارسات الاحتلال البعثي السوري في سورية.

وسوم: العدد 924