‫استشهاد الأب فادي جميل الحداد راعي كنيسة قطنا للروم الأرثوذوكس
استشهاد الأب فادي جميل الحداد
راعي كنيسة قطنا للروم الأرثوذوكس
بعد مسيرة مشبعة بالإنسانية والتفاني تجسيداً لتعاليم السيد المسيح , شهيد المحبة والسلام في الإنسانية , يختتم الأب الشهيد فادي جميل الحداد حياته الأرضية سائراً في طريق جلجلة الصليب بكامل الضمير خلف السيد المسيح متمسكاً بدعوته " إحمل صليبك واتبعني ....
لقد كان وقع خبر استشهاد الأب فادي صاعقاً للروح الجام
حة نحو السلام والمحبة ضمن ظروف القتل والإجرام المتضخمة يومياً على امتداد ساحات البلاد , حيث أنه خرج لأداء واجب إنساني بفك أسر الدكتور شادي خوري بن قطنا مقابل فدية مادية طلبها خاطفوه المتواجدون في عرطوز جارة قطنا ... فتم احتجازه بعد امتلاكهم المبلغ ....
والملفت للانتباه أن الخاطفين قاموا بالتقصي وجمع المعلومات بأدق تفاصيلها عن الكاهن الأب فادي بطرقهم الأمنية و المخابراتية المعهودة وساعدهم في ذلك استغلالهم ما نشرته بعض الصفحات الثورية و النشطاء أبناء الرعية والمنطقة عن الأب فادي _ تلك المعلومات التي كان من المفترض أن تبقى سرية حتى لا تطال حياته بالخطر _ إن البيانات والمعلومات أعطت لخاطفيه صورة واضحة عن مواقفه الإنسانية في الثورة وأعماله الصافية في الإغاثة ومساعدة المنكوبين والمهجرين والمرضى , مما أتاح الفرصة للقتلة باتخاذ قرار القتل والتخلص من إنسان يحمل الضمير والوعي والرأفة ....
ومن ملابسات تلك الجريمة أنه تم تصفية الأب فادي بعد مغادرته لموقع الخاطفين واستلامهم للمبلغ حيث أطلقوا عليه الرصاص في أحد حواجز اللجان الشعبية التي هي ميليشا أجهزة القمع المحدثة والتابعة للنظام بكل تفاصيلها ..وألقوا جثمانه الطاهر في إحدى القرى القريبة لبلدة قطنا ..........
إن جريمة القتل هذه هي جريمة إعدام ميداني با متياز حيث أن مستوى اتخاز القرار فيها " أمني " ومرجعها " قانون الإرهاب " الفاضح والمخرب الذي يعتبر أي عمل إغاثي أو مساعدة حتى على صعيد الدواء والغذاء هو جريمة إرهابية حكمها الإعدام ...
لقد أثبتت الكثير من حالات الخطف وطلب الفدية المالية ارتباطها الوثيق بالأجهزة الأمنية والميليشات التابعة لها وهو ما شهده وادي النصارى من ممارسات مماثلة في الخطف والابتزاز التي كانت تنتهي بحلول عن طريق زعماء الشبيحة الذين يعملون بولاءات مطلقة لضباط أمنيين يقتسمون الغنائم وما ملكت أيمانهم في النهب والسلب وخلق الفوضى والرعب
إن فضح هذه الجريمة وما سبقها وما سيأتي بعدها من جرائم تؤكد على مستوى الوعي الشعبي الناهض لدى السوريين والذي يقابله الانحدار الأخلاقي والقيمي لأركان سلطة النهب والفساد والقتل التي تجرف في طريقها كل كتل التلوث لتصبح كتلة يجب حتمية استئصالها
المجد والرحمة للأب الشهيد فادي جميل الحداد
المجد والخلود لجميع الشهداء
والعار والذل للقتلة
عاشت ثورة الكرامة والحرية ............... ثورة الشعب السوري الواحد
=========================================
نبذة عن الأب فادي الحداد :
ولد الأب فادي جميل الحداد في مدينة قطنا بتاريخ 09/02/1969
من أبوين مسيحيين وغيورين هما جميل الحداد و وديعة العين
وتعلم في مدارس قطنا، الابتدائية في مدرسة الثورة والإعدادية والثانوية في ثانوية البعث للبنين.
التحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي
اللاهوتي في البلمند في لبنان
بعد حصوله على الشهادة الثانوية، حيث تخرج منه بدرجة جيدة عام 1994
وتزوج وتمت رسامته كشماس إنجيلي في الكاتدرائية المريمية، في مدينة دمشق، أثناء الاحتفال بعيد شفيع صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع ?زيم
وأثناء القداس تم وضع يد صاحب الغبطة عليه بتاريخ 14/07/1995
تمت رسامته كاهناً بوضع يد صاحب السيادة المطران الياس كفوري، الذي كان الوكيل البطريركي والآن هو ميتروبوليت صيدا وصور ومرجعيون وراشيا الوادي
وقد تسلم الخدمة في رعية قطنا، أثناء وضع حجر الأساس للكنيسة الجديدة، بواسطة صاحب الغبطة
إن الأب فادي الحداد هو من أبناء رعية قطنا حيث شارك في تأسيس مدارس الأحد الأرثوذكسية فيها مع الأبناء الورعين من الرعية وبمساعدة قدس الآباء الذين كانوا يأتون إلى قطنا ومنهم الأب نقولا بعلبكي والأب جورج بعلبكي
رحمك الله ابتي وفليكن ذكرك مؤبدا من الآن وإلى الدهر
وكما علمتنا أيها الأب القديس أن نغفر ونسامح كل من يؤلمنا تشبها بمعلمنا الرب يسوع المسيح
سامحكم الله وغفر لكم
فلنصلي من اجل اخينا الشهيد فادي حداد