إلى متى سيظل بشار على سدة الحكم؟
إلى متى سيظل بشار على سدة الحكم؟
رضا سالم الصامت
في ظل تصاعد الاحتجاجات المطالبة بالتغيير في سورية، و تأزم الوضع في الداخل و في الخارج مع تصاعد الضغوط الدولية سواء أمريكياً أو أوروبياً و سط صمت عربي و برغم فرض عقوبات على بعض الشخصيات السورية والتي طالت الرئيس نفسه. يظل السؤال الذي يطرحنفسه : إلى متى سيظل بشار على سدة الحكم ؟ الشارع يرفضك و العالم كله يرفضك ! فقدت شرعيتك يا بشار لا تنفعك لا روسيا و لا غيرها ، أنصحك بالإستجابة لمطالب الشارع وبذلك تضمن بشكل أو بأخر رضى المجتمع الدولي. أسئلة مفتوحة لحين أن تأخذ الحكومة الخطوة المقبلة
أما عن الشارع السوري والذي ينقسم على ذاته كثيراً ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة ومنها: الخوف، الصدمة، انعدام الحوار الحقيقي البناء، الطائفية العرقية ، وأسباب أخرى كثيرة تختلف بمحتواها ولكن تتقاطع بنتائجها التي ستصل بسورية إلى التفكك والضعف
فمنذ أن بدأت الأحداث في أواخر فبراير 2011 كان هناك محاولات كثيرة و مختلفة لقولبتها و استغلالها سواء طائفياً أو عرقياً ولكن حركة الشارع بقيت مستمرة لتثبت بأن الثورة ثورة شباب هو بعيد عن أية إيديولوجية
في ذات الوقت صاربشار مشغولا بإدانة قرارات الإتحاد الأوروبي واعتبرها تدخلاً بسيادة سوريا ، و دعا على المستوى الداخلي إلى حوار وطني ودعا بأنه يتفهم مطالب شعبه و يحترمها واعدا اياهم بالاصلاح ، في حين أن الإعتقالات ظلت مستمرة والمدن محاصرة والإعلام غير مرحب به سوى الذي ينطق باسم الحكومة! . أما عن الحوار بين السوريين أنفسهم المثقفين أو غيرهم فقد اتخذ منحاً اخر بعيداً عن منحى الحكومة ولكن لا يقترب كثيراً من حركة الشارع ولا يمثلها ، حيث يسارع المتحاورون إلى التشكيك بوطنية بعضهم إذا ما اختلفت أرائهم أو إذا ما اختلفوا على بعض النقاط التفصيلية و لم تعد هناك اي ثقة فيما بينهم
ولم يكتفوا بذلك ، بل صارت كل مجموعة تسارع إلى إصدار بيان أو خطاب تقدس فيه أرائها و تهمش أراء الأخرين الذين لم يتفقوا معها وهلم جرا. حتى صرنا نرى في كل يوم تقريباً بيان أو خطاب جديد صادر عن نفس الدائرة ولكن بمحتوى أخر يعارض الذي قبله
وأغرب تلك البيانات هي من مجموعات يدعون بأنهم ليسوا طائفيين ومنفتحين على الأخرين ، ولكن بياناتهم تحمل في داخلها رسائل معينة تحرض على الطائفية . حيث كان أخرها ان شخصاً مع مجموعته يشجع على أن يستلم الحكم في سورية طائفة اخرى غير العلوية ! أليس في هذا اعترافاً بالطائفية و تغذيتها والعمل على زرعها؟
و مثلما هو معروف فان سورية غنية بالطوائف و الأقليات.فإذا ما تم تعزيز هذه الطوائف وتقوية الشعور الطائفي بين الناس، فإن على سورية السلام
الوضع شبه مهيأ الأن لبعض المجموعات التي تحاول استغلال الوضع لغرس ايديولوجيتها وأفكارها بين الناس ، ومن هنا ياتي دور المثقفين الذين يتوجب عليهم في هذه الظروف أن يتوحدوا للقضاء على أي حركات من شأنها أن توصل سورية إلى حرب أهلية أو إلى عهد العنصريةوعلى الرغم من الإدانة الدولية المتزايدة والعقوبات الغربية وتكثيف الضغوط الاقتصادية فإن حكم الأسد لا يظهر أي مؤشر يذكر على انهيار وشيك ، لكنمع استمرار العنف ، فان هذا الأسد سيخسر كل شيء حكمه و بلده و شعبه ، الا أن التدخل الأجنبي يبقى محتملايحذر محللون وبعض نشطاء المعارضة من أن استمرار القتل ربما يشجع الناس على حمل السلاح بأعداد كبيرة مما يدفع البلاد نحو الحرب الأهلية. و إن هناك بعض المنتمين للمعارضة الذين يرغبون في إنهاء النظام سريعًا .وهم من حذروهم دائمًا من تكرار النموذج الليبي وسيقولون الآن إن المثال الليبي نجح ويلجؤون للسلاحوعانت سوريا من الانقلابات المتكررة في الستينيات قبل أن يتولى حافظ الأسد السلطة عام 1970 ويتخلص من معارضيه.وينتمي بشار الأسد إلى الأقلية العلوية التي تمثل نحو عشرة في المائة من سكان سوريا، وأغلب المتظاهرين في الشوارع من السنةوقعت بعض جرائم القتل الطائفية في بعض المدن مثل حمص، لكن نشطاء يقولون إن مثل هذه الحوادث حتى الآن تمثل جزءًا بسيطًا من الاحتجاجاتوعلى الرغم من ورود أنباء عن حدوث انشقاقات في أوج موجة القمع العسكري فإن الجيش الحر يقف بالمرصاد حتى الآن إلى الجيش النظامي و الى الشبيحة و الشعب السوري هو من يدفع الثمن باهظالكن بعض النشطاء لا يرون احتمالاً يذكر في الإطاحة بالأسد عن طريق مظاهرات الشوارع ويرون أن الانقلاب العسكري هو أفضل الطرق للإطاحة به، وهم يتمنون أن المطالب الغربية بأن يتنحى الأسد وفرض عقوبات محددة تستهدف مسؤولين كبارًا ربما تشجع من يحيطون بالرئيس على الانشقاق أو القيام بانقلاب عليه.