النظام السوري والاستبداد الطائفي

م. هشام نجار

النظام السوري والاستبداد الطائفي

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء 

رغم كره معظم السوريين لكلمة الطائفيه بمفهومها الحديث والتي إتخذت تعريفاً جديداً لم تشمله كل القواميس العربيه ,حيث تضمنت معان أخرى لاتمت إطلاقاً لتعريف اليوم والذي أضحى تعريفاً بغيضاً مكروهاً,الا أني أرى أن إستنكارها لا يستوجب منا إهمال هذا المرض أسباباً وعلاجاً كونه مرض خبيث جاء إلى منطقتنا عبر فيروس إسمه فيروس أسد واحد  وأسد  إثنان ,وقد وصلت مضاعفات هذا المرض لمرحلة خطيره عندما تم تعزيزه بفيروس خميني واحد وخامينئ إثنان.

حاولت الإستهداء بالقواميس العربيه لأتعرف على جذور هذه الكلمه أو المرض , فإذا بها تأخذني إلى جواب منقوص لا يفي بما تدل عليه هذه الكلمه اليوم..إلا أن مقاله للدكتور عبد الله  السوري على صفحة أدباء الشام حول هذا الموضوع أعطى فيها تعريفاً للطائفيه الحديثه..وجدته مناسباً  لعرضه عليكم . يقول التعريف:  

  الطائفية : هو التعصب لطائفة معينة ( لجزء معين من الكل )، ومعنى التعصب هو محاباة هذا الجزء على حساب الكل، ومن هنا يكمن خطرها، فلو كانت الطائفية تعصباً للكل لا تسمى عندئذ طائفية، بل تسمى انتماء وطني، وقد يكون التعصب للكل محموداً في بعض الأحيان، كما في نشوء الانتماء الوطني أو القومي، والاعتزاز الوطني والقومي، ولا نلمس فيه خطراً لأنه تعصب للكل وليس للجزء .إنتهى

 وأحب أن أضيف لهذا التعريف بعضاً مما عاصرناه من تجربة الطائفيه فأقول :وإن نجاح الطائفيه لفترة زمنيه طويلة يحتاج لوجود غطاء مزيف سواءاً كان وطنيا أو قومياً يكون بمثابة قناع يُخفي المستور.

أعزائي القراء

أعتقد أن الكثير منا يتفق مع هذا التعريف, وتطبيقاته في سوريا لا تعد ولاتحصى .فطائفية الحكم السوري تتجلى بالمحافظه على قوة عسكريه تمسك  بها فعلاً عناصر طائفيه, وأربعة عشر جهازاً للمخابرات يمسك بها عناصر طائفيه,وإعلاماً وحيداً يتحكم  به عناصر طائفيه,وإقتصاداً فاسداً مشاركاً به فاسدين من طوائف أخرى بإدارة عناصر طائفيه , ومنح دراسيه في معظمها مخصصه لطائفة  معينه ... وقس على ذلك.

قصتان طائفيتان واختم بهما.

الأولى تتعلق بحادثة مدرسة المدفعيه في حلب عام  ١٩٨٠ والتي إستنكرناها جميعاً ,ولكن عندما نتكلم عن النتائج فعلينا ان نضع الأمور في نصابها.فقد كشفت هذه الحادثه على أن طلاب مدرسة المدفعيه وعددهم مائتي طالب ضابط  كان منهم مائه وستين طالب ضابط من الطائفه العلويه..فهل من يكشف عن هذا المرض الخبيث يعتبر طائفياً ام طبيباُ معالجاً؟ أليس من حول هذا الجيش الوطني إلى جيش طائفي هو الفيروس الأسدي وهو السبب لما عليه نحن اليوم؟

القصه الثانيه  حديثه جداً..وقد عرضت اليوم في وثيقه تكشف عن أسماء الطيارين الموكلين بقصف مدن وقرى سوريا من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها دون رحمة ولاشفقه وقد تم التعرف على هواتفهم ومكان إقامتهم وقواعدهم حيث شكل العلويون منهم  تسعون بالمائه. هذا لايعني ان كل الطيارين العلويين موثوق بهم  لدى الأسد  أو هم أعداء  للثوره السوريه. بل  أقصد ان ثمانين طياراً من الأقربين له تكفي لتدمير البلد

أعزائي القراء

السوريون لهم كل الحق أن يتكلموا عن هذا المرض.. وأن الثورة اليوم هي علاج لهذا المرض الخبيث وأمراض أخرى جرتها الطائفيه وراءها كالديكتاتويه.. والفساد.. والظلم..  والقهر.. والتهجير.. والقتل.. والتغييب.. والتعذيب.. والمحسوبيه..كل هذه الأمراض تولدت بصوره رئيسيه عن فيروس  إسمه أسد واحد  وأسد إثنان .وإن دواء هذه الأمراض الخبيثه هو اليوم بيد الثوار الذين يهتفون اليوم : واحد..واحد..واحد.. الشعب السوري واحد..

مع تحياتي..