توفيق عكاشة أين الدين ؟ وأين المواطنة ؟

أ.د/ جابر قميحة

توفيق عكاشة أين

الدين ؟ وأين المواطنة ؟

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

هناك على الأرض المصرية مخلوق بشري يدعي أنه إعلامي لا يشق له غبار اسمه توفيق عكاشة ، وهو المسئول الأول عن قناة الفراعين التي دأبت على نشر كل ما يسيء إلى الإسلام ، وينسف القيم الإنسانية بمغالطات ما أنزل الله بها من سلطان .

 فهو يعلن في تبجح وإسفاف أن ثلث القرآن إنجيل والثلث الثاني توراة ، والثلث الثالث قرآن . ونفصل قوله على النحو الأتي :

فهو يدعى أن القرآن الكريم لو ترجم ثلثه للغة السيريالية فإنه سيكون إنجيلا ، ولو ترجم الثلث الثاني للغة العبرية فإنه سيكون توراة ، والثلث الأخير هو القرآن الذي نعرفه ( حسب قوله ) .

وذكر أيضا أن اليهود لهم حق في فلسطين ، ولا حق للعرب إلا في المسجد الأقصى ، وأن الأراضي الفلسطينية المحتلة من حق اليهود ، ووافق على بيع الغاز المصري لإسرائيل .

وبعد ذلك يتحدث عكاشة عن ضرورة تمتع المواطنين بحرية الرأي ونسأله : أين الرأي ؟ وأين حريته ؟ يا عكاشة !! ؟؟؟ .

إن الدين في صورته الأولية يستلزم أن يكون المواطن ملتزما بكثير من القيم الربانية ، والأخلاق الإنسانية في مأكله ومشربه وتعامله مع الآخرين : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) " القلم .

وقال تعالى " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ........ " 159 آل عمران .

وكان النبي  صلى الله عليه وسلم  يقول عن نفسه :" إنما أنا رحمة مهداة " .

**********

أما المواطنة فتعني أن يكون الإنسان محبا لوطنه ، مخلصا له في كل شئونه ، وقد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  مخاطبا مكة عند الهجرة : والله إنك أحب بلاد الله إليّ ، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت .

وكان بلال  رضي الله عنه  في مرضه يتغزل في مكة بقوله :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة =

 بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة =

 وهل يبدون لي شامة وطفيل

**********

ومن ثم يدخل في باب الخيانة والغدر وسوء التقدير التفريط في حق الوطن ، أو شحن النفس بكراهيته ، وصدق بن الرومي إذ قال :

ولي وطن آليت أن لا أبيعه = وألا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمة = كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبب أوطان الرجال إليهمو = مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو = عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

وأخيرا نسأل يا عكاشة :هل في حياتك ما يمكن أن نسميه في معاجم اللغة دينا ومواطنة ؟؟ .