أكابوس هذا أم حقيقة ؟

عبير الطنطاوي

عبير الطنطاوي

منذ ما يزيد عن السنة والنصف والثورة السورية ـ ثورة الحرية والكرامة ـ قائمة على رجليها .. والنظام الظالم يقتل وينهب ويهتك الأعراض ويعذب الأولاد والعالم إما شاجب أو متفلسف أو حانق أو .. أو .. وكلهم في النهاية متفرج .. حتى نحن أصحاب الجرح والقهر .. يامن أهلنا في وسط الضرب والحرب مع الأسف جالسون في بيوتنا نحسب عدد القتلى كما يسمونهم على القنوات الإخبارية بحسرة وألم لا تتعدى اللحظات ثم نقوم لنزاول حياتنا كما أن شيئاً لم يكن .. حتى بت أشعر بازدواجية الشخصية مع الأسف لدينا .. فنحن نتكلم عن الجيش الحر ويجب دعمه ويا ما أحلاها من شعارات نطلقها وواحدنا لا يستغني عن دينار قد يصرفه في ملهاة فيدعه في مرضاة الله عز وجل ـ نتكلم عن اللاجئين ونبكي عليهم بينما لا يكلف أحدنا نفسه فيتعظ مما حصل لأهلنا الغوالي في هذا الزمن الصعب فيحسن من أخلاقه مع من حوله ويعمل خيراً في دينه ودنياه ويصلح من نفسه عل وعسى ربنا يرفع عنا وعن أهلنا البلاء والاضطهاد والذل والانكسار ..

أنظر إلى الأخبار فأستهجن ما يحصل لأهلنا مع الأسف الآن الشعب السوري أصبح منكوباً بيته مهدم يلهث باحثاً عن لقمة العيش ؟ آلآن الشعب السوري لاجئاً في مخيمات والأمراض تأكل جسده وتنهك صحته .. آلآن بنات الشعب السوري رخيصات يمكن لأي مستوى من البشر أن يتزوج منهن ثم قد يعطف عليها فيبقيها أو قد لا تروق له ولأهله فيرميها فهي رخيصة لم تكلفه شيئاً .. أشعر أني في حلم بل كابوس أرجو من الله أن أصحو منه وأرى شعبي وأهل بلدي أعزة كراماً كما كانوا ولا يزالوا .. ولا أريد أن أدعو بالمذلة لمن شمت بهذا الشعب المجروح أو اشتفى منه ..

أنظر إلى أهل بلدي وهم يفرقون بين الحلبي والحموي والحمصي والدرعاوي فيفضل هذه الفئة عن تلك متناسياً أن جرحنا كمسلمين وسوريين وعرب واحد واحد ..

أردت أن أظهر فرحاً بعيد ولكن الكلم كان أكبر فأخفى الفرح ومظاهر الفرح والعيد ..

يا شعبي المجروح عد صفاً واحداً عسى أن يجعل الله لك مخرجا ويرزقك النصر من حيث لا تدري ولا تحتسب ..