حيّ على الجهاد

د. أبو بكر الشامي

د. أبو بكر الشامي

لطالما أكّدنا في أكثر من مناسبة ، بأن الحل الوحيد لتخليص شعبنا العظيم في سورية ، وأمتنا العربية والإسلامية ، بل والإنسانية أيضاً ، من العصابة الأسدية الفاجرة ، وشبّيحتها الغادرة ، إنما يكون بالقوة المسلحّة وإعلان الجهاد المقدّس ...

إنّ المظاهرات السلميّة والحراك السلمي يمكن أن تنفع مع البشر العاديين ، والحكام الديمقراطيين الحضاريين ، الذين ينتمون إلى فصيلة البشر ، ويحترمون كرامة المواطن وإنسانيّة الإنسان ...

أما الكلاب المسعورة ، والصراصير المؤذية ، والحيوانات المفترسة ، فليس لها من علاج إلا السحق ...

والحديد بالحديد يُفلح ، والسيف ليس له إلا السيف ، ولا كرامة لمعتدٍ ظالمٍ أثيم ...

قال تعالى في كتابه الكريم : (( أُذِنَ للذين يُقَاتَلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير ، الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلا أن يقولوا ربُّنا الله

ولولا دفعُ اللهِ النّاسَ بعضَهم ببعضٍ لهُدّمت صوامعُ وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدُ يُذكرُ فيها اسمُ الله كثيراً ، ولينصرنَّ اللهُ من ينصرُه ، إنَّ الله لقويٌّ عزيز)) الحج 39

وقال تعالى في قرآنه العظيم أيضاً : (( ‏ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ، وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا  ))‏ النساء (148 - 149 )

وقال أيضاً : (( والذين استجابوا لربّهم ، وأقاموا الصلاة ، وأمرُهم شورى بينهم ، ومما رزقناهم ينفقون * والذين إذا أصابهم البغيُ هم ينتصرون * وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها ، فمن عفا وأصلح فأجرُه على الله إنه لا يحبّ الظالمين * ولَمَن انتصر بعد ظُلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون النّاس ويبغون في الأرض بغير الحقّ أولئك لهم عذابٌ أليم )) الشورى 37

من هنا نرى لزاماً على المجلس الوطني السوري أن يكثّف جهوده في المحافل الدولية ، ويضغط بكل ما يستطيع من قوّة على الجامعة العربية ، لتضغط بدورها بكل ما تستطيع من قوّة أيضاً على مجلس الأمن في مداولاته الحالية ، لاتخاذ قرار جريء وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي يتعرّض لها شعبنا فوراً ، وإسقاط العصابة الأسدية الظالمة ، وتحرير سورية من براثنها ، وعودتها إلى حضن العروبة والإسلام والإنسانية.

فإذا عجز عن ذلك ، فليس أمام شعبنا إلا خيار واحد فقط ، وهو خيار الدفاع عن النفس ، الذي أعلنته الجماهير الثائرة في جمعة ( الدفاع عن النفس ) . وهو خيار كفلته لشعبنا كل الشرائع والدساتير الأرضيّة والسماويّة ، والذي أراه يتحقق بالنقاط التالية :

أولاً : إطلاق تنسيقيات الثورة لعملية الجهاد المقدّس ، وإعلان التعبئة العامة ، والدعوة فوراً للالتحاق بالجيش السوريّ الحرّ لكل قادر على حمل السلاح  من أبناء الوطن ، وخاصة من الذين كانوا قد أدّوا خدمة العلم .

ثانياً : تكليف قيادات الجيش السوري الحرّ ، بالتعاون والتنسيق والتشاور مع كل مخلص وغيور وصاحب طاقة من أبناء الوطن والأمة لوضع خطة عسكرية كاملة لإسقاط النظام في أقرب فرصة وأقلّ خسائر ممكنة .

ثالثاً : تعبئة كل مقدّرات الشعب في الداخل لهذه المهمّة المقدّسة .

رابعاً : تعبئة كل طاقات المعارضة في الخارج ، وعلى رأسها المجلس الوطني السوري لدعم الجيش السوري الحرّ ، ومن تجحفل معه من أبناء الشعب ، بكل وسائل الدعم البشريّة ، والعسكرية ، والمادية ، والسياسية ، والإعلامية ، وغيرها ...

وكذلك دعم الشعب السوري العظيم بكل أشكال الدعم الممكنة لتمكينه من احتضان هذه الثورة المباركة ، والصمود حتى تحقيق أهدافها المقدّسة في الحريّة والتحرير .  

خامساً : تعبئة كل طاقات الأمة  من المحيط إلى الخليج ، ونخص أهلنا في دول مجلس التعاون الخليجي ، وإخواننا من أصحاب الثورات الناجزة ، لدعم الثورة السورية المباركة بكل أشكال الدعم الممكنة لسحق هذه العصابة الظالمة ، وسحق عملائها في المنطقة ، وتقليم أظافر أسيادها في قم وطهران ، وتخليص سورية والمنطقة والأمة من غدرها وشرّها وتآمرها إلى الأبد ...

وهنا نذكّر الأمة بواجب النصرة ، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال : ( مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثلِ الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى  ) .

وقال : ( المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان ، يشدُّ بعضُه بعضاً ).

كما نذكّر بخطورة خذلان الشعب السوري اليوم ، وهو يخوض أعظم ثورة في تاريخه منذ الفتوحات الإسلامية ...

فلقد ورد عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، قال : قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم : ( قال رَبُّكُمْ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْتَقِمَنَّ مِنَ الظَّالِمِ في عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، وَلأَنْتَقِمَنَّ مِمَّنْ رَأَى مَظْلُومًا فَقَدَرَ أَنْ يَنْصُرَهُ فلم يَفْعَلْ(

 وعن جابر وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما ، قالا: قال رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم : ( ما من امرئ يخذلُ مسلماً في موطن يُنتقصُ فيه من عرضُه ، ويُنتهك فيه من حُرمتُه ، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نُصرتَه ..

وما من امرئ ينصرُ مسلماً في موطن يُنتقصُ فيه من عرضه ، ويُنتهكُ فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يُحبُّ فيه نُصرتَه ).

 بسم الله الرحمن الرحيم (( إنّما يستجيبُ الذين يسمعون *

والموتى يبعثهمُ اللهُ ، ثم إليه يُرجعون )) الأنعام .

صدق الله العظيم .