ألم يحن الوقت بعد؟
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
لاأحد يهتم فيك مالم تكن قوياً , ولا أحد يعتبرك موجوداً إن لم تكن لأقدامك وقع وآثار على هذه الأرض , ولا يعني الأثر آثار قدميك على رمل , وإنما فعلك هو الأثر .
المعارضة السورية بجميع أشكالها وتوجهاتها وأشخاصها , لم يكن لها أثر يذكر على الساحة الداخلية والدولية إلا بعد الثورة السورية المباركة .
على الساحة السورية لن يتحرك العالم لدعم الثورة إلا عندما يجد العالم قوة في هذه الثورة , لايهم العالم سيل الدماء المسفوكة بغير حق , ولا يهتم العالم للإبادة البشرية إلا في النادر مايذكر , عندما تكون هناك قوة وحيدة , إتجاه ضعفاء لاحول لهم ولا قوة , ولكن عندما تخرج من أبدان هؤلاء الضعفاء قوة تهدد الأقوى عندها يتسارع العالم حتى يكون له ذكر عند القوة الجديدة الناشئة .
الشهر التاسع بدأ ونحن بين قتل وتهجير وأسر وتعذيب وتدمير , وضمير العالم ساكت سكوت القبور , إلا في صوت أشباح تنطلق من هنا وهناك عندما تمر على مساكنهم ليلاً , فيتخيل إليك أن كل حركة مهما كانت هو صوت يخرج من قبر ما
زوبعة من الهواء تمر من هنا , وصراخ يسكت فجأة مكتفياً بأصوات مبحوحة تخرس فجأة .
إن عمليات الجيش الحر الأبي خلال اليومين الماضيين , وخصوصاً عندما وصلت ضرباته لأهم مرتكزات المجرم في سوريا مخابرات القوى الجوية , وما حصل قبلها في ريف دمشق ودرعا , وإدلب وحماة , وحمص الأبية , فباب عمرو اليوم ظهر ذلك البطل الذي لايقهر , ومعه كل أحياء حمص وريفها .حماهم الله وهم منتصرون بعون الله تعالى
وهنا وليس لنا هنا في هذا المكان إلا أن نقول لكل قوى المعارضة في الخارج , كفاكم السير وراء أوهام , وجلوس على مقابر الموتى , بصلاة ودعاء او بدونها , ودموع تذرفونها , فالدموع لاتنفع , والاستعطاف هو ذل , ولكن عندما تتجهون لتقوية من جعلكم ممثليهم , عندها ستجدون العالم يستطعطفكم , والعالم كله سيترجاكم ويريد تلبية طلباتكم .
وهذا لن يتم إلا أن تتجهوا جميعاً لدعم القوة العسكرية في الداخل , ادعموا الجيش الحر , أرسلوا له الدعم المادي والعسكري , واللوجستي , هناك الكثير من الدول مستعدة على تلبية طلبات كل مايحتاجه الثوار من سلاح في الداخل .
لن نجد بديلاً للخلاص من هؤلاء المجرمين إلا عن طريق جيشنا الحر والثوار المتطوعين تحت ألويته , وكلما قوي هذا الجيش كلما اختل التوازن بين الفريقين وكان لصالح الثورة , أعداؤنا يتعهادون علناً على إبادتنا , فكفاكم حلماً بالتغيير , واحلموا فقط بالنصر واسعوا وابذلوا كل جهد ممكن للدعم .
فإن لم تفعلوا فليس لكم وجود في المستقبل كما كان في الماضي .
وعلى الثورة أن تحدد مسارها من الآن في كل من يقف بقوة مع طلباتها , فهو ينتمي إليها وكل من يعارض طلباتها فهو والمجرمون في خندق واحد .
فمتى يأتي الوقت يامعارضة الداخل والخارج لتقفوا وقفة رجل واحد في دعم الجيش الحر في سورية الحبيبة ؟
أم لم يحن الوقت بعد فواجبي.....!!!!!