عاصمة الثورة حمص الأبية وشقيقاتها في أفق الآخرين
عاصمة الثورة حمص الأبية
وشقيقاتها في أفق الآخرين
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
لو تتبعنا مطالب الثوار في الداخل , من المعارضة والعالم العربي والأجنبي لوجدنا مطالب الثوار انحصر في طلبات ثلاثة :
في الدعم الخارجي السياسي بتشكيل مجلس يمثل الثورة أولاً , وطلب الحماية الدولية ثانياً , وأخيراً دعم الجيش الحر والذي على عاتقه ستقع مسئولية تحرير البلاد .
فالطلب الأول تحقق منذ اكثر من شهر في الإعلان عن مجلس وطني , ولكن المجلس في بيان تشكيله , لم يشر فيه إلى البندين الآخرين , وأصر على رفض أي تدخل خارجي , وأي تحول لتسليح ودعم الثورة في جناحها العسكري والممثل بالجيش الحر ,
ثم كانت تصريحات وبيانات الهيئات والمنظمات والكثير من المسميات والتي تعتبر معارضة للنظام , ترفض هذين البندين , فالجامعة العربية رفضت ذلك والأحزاب الموجودة في الداخل رفضت ذلك , والنظام الشيء المرعب له هو التدخل الخارجي .
عاصمة الثورة السورية تتعرض لهجوم متواصل منذ بدايات انظلاق الثورة , وكانت ذروة الاجرام في حقها خلال الأيام الماضية ,بعد موافقة دمشق على المبادرة وما زالت مستمرة حتى الآن .
الثورة السورية عندها قوة جبارة طهرت آثارها على الأرض وخصوصاً في الأشهر القلية الماضيين , هذه القوة هي قوة الأبطال والذين تخلوا عن دعم المجرمين ووقوفهم بجانب شعبهم الحر الأبي ,هم ضباط وجنود الجيش الحر .
هذا الجيش الصاعد يحتاج لدعم , وحتى يكون له مصدراً داعماً , لابد من أن تعترف فيه قوى المعارضة في الداخل والخارج , وبعد الاعتراف فيه يمكن أن يدعم داخلياً وخارجياً , فعلى مستوى الداخل يجب دعمه في أن ينضم إليه مجموعات من المقاتلين والذين يجدون عندهم الامكانية لذلك , وفي نفس الوقت المظاهرات السلمية فهي تصب في دعم الجيش , من خلال تشتت قوى النظام بين المظاهرات وتركيزها فقط على داخل المدن , وتبقى الأرياف والبادية والصحراء بعيدة عن المراقبة وسيطرة العصابات الاجرامية , فكل الثورات تنطلق من الريف لتشمل تحرير المدن وليس العكس , ففي المدن االمظاهرات السلمية كالحاصل الآن .
لكن المعارضة ليس من السهل أن تتفق على الاعتراف بالجيش الحر , وهنا لابد من التفكير جلياً والعمل على أسلوب جديد يجبر القوى الخارجية على الوقوف بجدية في دعم الثوار مادياً وعسكرياً ولوجستياً وجوياً .
وبما أن معظم فصائل المعارضة من مجالس وهيئات وتسميات متعددة منقسمة فيما بينها على التدخل الخارجي من عدمه , فهي حجة يتمسك فيها المجتمع الدولي وعلى الأخص روسيا والصين , وللخروج من هذه الحالة وعلى قيادات الجيش الحر تنفيذه فوراً وبدون ابطاء هو:
تشكيل مجلس عسكري , هذا المجلس هو الذي يمثل الثورة الحقيقية
وبعد تشكيل المجلس يمكنه الطلب والتفاوض مع دول منفردة أو مجتمعة , أو مع المجتمع الدولي لمساعدته في حماية المدنيين المسالمين , وتوجد دول كثيرة مستعدة لدعم هذا المجلس بكل مايحتاجه والفائدة من هذا :
1- صار معلوماً للجميع أن النظام لن يسقط ,لابالضغوط الدولية ولا بالعقوبات الاقتصادية , وبالتالي اسقاط النظام لن يكون إلا عن طريق الجيش الحر بقيادة المجلس العسكري ,
2- المؤيدين للجيش الحر وعمله والذين يؤمنون بدعم الجيش الحر بكل أشكاله , لن يجدوا وقتها في أن دعمهم سيضيع في جيوب النصابين والمتاجرين , وإنما ستذهب مباشرة للمجلس العسكري
3- يستطيع عندها المجلس العسكري تحديد المناطق الجغرافية المهمة لتحركاته والمساعدة من الدول الصديقة في تأمين الحماية الجوية والأرضية والتي من خلالها يتم الانطلاق لتحرير البلاد
4- تذوب كل أنواع واختلافات المعارضة الداخلية والخارجية عندها ,وسوف يتسابق الجميع لدعم الجيش الحر وستهرول لاهثة مسرعة للحاق فيه , لعلها تحصل على مكانة ما بعد التحرير
5- طالما المجلس العسكري هو الممثل الحقيقي للثورة , فعندها ستكون طلباته مستجابة من قبل الدول والتي عندها الرغبة في اسقاط النظام .
6- لذلك لايمكن تقديم أي حماية دولية مالم تكن على الأرض قوة موجودة ولها كيان عسكري مهمته تحرير البلاد والعباد
والخلاصة : فحمص عاصمة الثورة والثورة ماضية لتحقيق أهدافها بعون الله تعالى , ومشعل الثورة في درعا الأبية وحوران لن تنطفيء شعلتها, وحماة القوية وستبقى قوية , مع امتداد العنفوان لدير الزور ومحافظة ادلب وريف دمشق , وأذرع خيرة متعددة من أبطال اللاذقية وبانياس وريف حلب وعامودا , هي التي ستدعم الجيش الحر ويدعمها , والنصر قادم لامحالة , ولكن علينا التفكير في تقصير المدة , ولن يكون ذلك إلا كما هو موضح أعلاه , فألف تحية لأبطال جيشنا الحر , ورجاءاً ومع تقبيل جبينكم الوضاء سارعوا في ذلك حتى ننتصر , فالحق معنا والله هو الحق ولن يضيع حق وراءه مطالب .