نفسي أن اقبل جبين كل رجل حر ليبي
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
لقد صبرتم صبر الجبال , وتمسكتم بعزيمة الرجال الأحرار واتكلتم على الله , سالت دماء طاهرة زكية , في مقابل تخلصكم من طاغ فاجر ظالم لم يماثله في ظلمه إلا حافظ الأسد وابنه الوريث اللاشرعي كما كان أبوه , وسقط الطاغي على أيديكم زليلاً مهاناً في حفرة من جهنم أعدها لنفسه قبل ان يغادر لجهنم الحقيقية باذن الله تعالى , سقطت يامن كنت تعتبر نفسك ملك الملوك ووصفت شعبك بالجرزان وتبين أخيراً أن الجرز الوحيد هو أنت ومن معك ياقذافي
وأرجو من الله تعالى أن تثبتوا على الحق ياشعبنا الليبي الحر , فقد أثبتم أنكم شعب وثوار أحرار عيونكم ممتلأة أصالة وعزة نفس فلم نشاهد سلب ولا اعدامات ولا انتقامات
ومقارنة بسيطة بينكم وبين جيش الأسد في سورية والذين لم يتركوا جريمة إلا وارتكبوها ولا محل ولا صيدلية ولا بيت دخلوه إلا ونهبوه , فهؤلاء عندنا جيش احتلال وأنتم جيش تحرير .
وهذا طاغ ثالث قد سقط كما سقط اثنان من قبله , ولم يبق إلا طاغي سورية وطاغي اليمن , فلعلهم يشعرون أن ثورة الشعب هي منتصرة لامحالة فيكفيكم سفك دماء وارحلوا قبل أن تقعوا في نفس حفرة القذافي وتقتلون فيها كالجرازين .
هي بشرى سارة من الله تعالى للشعب السوري واليمني واللذان يتعرضان لأبشع جرائم التاريخ من قبل حاكميهم , كما تم القضاء على الطاغية معمر فمصيركما قادم أيها الطغاة , وعلى يد أحرار شعبنا الحر الأبي المؤمن بمصير الطغاة لوعد من الله تعالى .
ومنذ أن صحيت من نومي اليوم وأنا مستغرب وفي نفسي مسحة إيمانية لاتوصف , عندما سمعت أحدهم يقرأ أمامي الآية الكريمة من صورة يوسف عليه السلام :
(نحنُ نقص عليك أحسن َالقًصَص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) صدق الله العظيم.
فصحوت عليها وعندي شعور لايوصف , شعور رقة وحلاوة إيمان وأمل , ولم يمض بعدها وقت طويل حتى سمعنا خبر مقتل القذافي
فهنيئاً للشعب الليبي على خلاصهم منه , ورحم الله شهداؤهم وشهداؤنا , وشفا جرحانا جميعاَ, وأن يتمم نصره على الجميع من المظلومين والمقهورين في كل منطقة من العالم.
ولذلك علينا في سورية وعلى ثوارها الأحرار , بالاصرار والعزيمة والصبر , سيكون حتما نهاية ذلك هو النصر الأكيد , وعندها يفرح المظلومين والمقهورين وكل من تأذى من هذا الظالم الفاجر لخلف أجرم منه .