أيها السوريون ما حكَّ جسمكم مثل ظفركم

محمد هيثم عياش

محمد هيثم عياش

[email protected]

نجم عن وضع روسيا والصين حق قرار النقض / الفيتو/ ضد قرار مجلس الامن الدولي إدانة نظام الطاغوت المجرم في سوريا الذي يراسه الطاغية بشار اسد  خلال اجتماعه الذي عقده ليلة الثلاثاء/ الاربعاء من 4 و 5 تشرين أول/اكتوبر الحالي خيبة أمل وغضب من الكثير من دول العالم ولا سيما الشعب السوري الذي يُجاهد النظام المجرم لاسقاطه من نيل أجل الحرية والكرامة .

وقد كان رفض روسيا والصين التصويت على قرار مجلس الامن  متوقعا  ونحن المسلمون لا نتوقع من أعداءنا خيرا ، فروسيا تقاتل المسلمين في الشيشان والقوقاز التي افتتحها الصحابة في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهم اجمعين وتبذل جميع جهودها لاذلالهم والصين تمارس التنكيل والقتل واغتصاب المسلمين في تركستان الشرقية المعروفة بمقاطعة / كسيانغ / وتشريدهم من مدنهم وقراهم وخاصة من مدينة كشجر عاصمة تركستان الشرقية التي افتتحها قتيبة بن مسلم الباهلي زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك رحمهم الله تعالى ، فهل تتوقعون ايها السوريون نصرة هؤلاء الظلمة لكم على نظام الظلم في سوريا ؟ وهل تعتقدون ان جميع الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وفي مقدمتهم امريكا ستؤيد قرارا يصدر عن مجلس الامن بمنع الحظر الجوي فوق سوريا على غرار القرار الذي اتخذه بشأن ليبيا ؟ اذ كنتم تعتقدون ذلك فانكم تجهلون اللعبة الدولية في بلادنا ، فجميع الدول الاعضاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية والمانيا التي سعت لاصدار قرار يدين نظام الطاغوت  لن يصوتوا على مثل هذا القرار لأن مصلحة  حماية الكيان الصهيوني تعتبر من اولويات اهتمامهم ومن يعتقد ان واشنطن بيدها الحل لانقاذ الشعب السوري كما قال لي احد اخواننا الذين يعيشون في امريكا بان واشنطن وحدها التي تستطيع انقاذ الشعب السوري وهي التي ضغطت على عاهل السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود / حفظه الله / بسحب سفيره من دمشق غضبا ونصرة للشعب السوري فهو يخطئ فلماذا لم تسحب واشنطن سفيرها من دمشق ؟ ان من يعتقد بان امريكا بيدها الحل مثل الذي يفتخر بأير حماره . ان دول الغرب ترى ببقاء بشار اسد ليستمر بشرب دماء شعبنا ضرورة ملحة من اجل حماية الكيان الصهيوني .

ايها السوريون ما حك جسمكم مثل ظفركم ان انتفاضتكم المباركة ستسفر عن انتصارات جليلة وهامة فما عليكم الا الاستمرار بها واللجوء الى السلاح للدفاع عن انفسكم ضرورة ملحة  اذ ان آخر الدواء الكي ولا تعيروا لمن يقول لكم الاستمرار بسلمية الانتفاضة لأنه لا يعيش في سوريا صحيح ان النظام السوري يريد منكم اللجوء الى السلاح لانهاء الضغوط الدولية وتثبيت كذباته التي يدعي فيها بأن الاسلاميين وراء الانتفاضة ويريدون قيام دولة اسلامية ، ولكن ثقوا بأنه لا أحد يثق بادعاءات هذا النظام فهو مثل معمر القذافي الذي لا يزال يثير الدعايات وينشر الاكاذيب والنظام السوري يجب عليه ان يسقط كما أسقط اخواننا في ليبيا القذافي الصنم وكما استطاعوا اقتحام باب العزيزية الذي ظن القذافي بان الباب مانعه عليكم اقتحام وكر اسد .

هل تريدون العيش بكرامة ؟ فحكوا جسمكم بظفركم وليس بظفر غيركم ولا سيما أظفار اقطاب المجلس الوطني السوري الذي ولد بعد حَمْل عسير فبالرغم  من ترحيب الكثير من دول العالم بذلك المجلس الا انه لا اعتراف به دوليا فقد أكد لي مستشار شئون السياسة الدولية بدائرة المستشارية الالمانية كريستوف هويسغين مساء يوم الخميس من 6 تشرين أول/اكتوبر الحالي وعلى هامش ندوة حول فلسطين  عقدت بالعاصمة برلين ان قيام هذا المجلس جيد للغاية بالرغم من مرض الانانية الذي يعاني منه اعضاؤه الا انه لا اعتراف به .