زينبة سورية الحصينة وطلتها الأبية

مؤمن كويفاتيه

عنوان همجية النظام والتواطؤ العالمي

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

الأحد هبة الشعب السوري بأكمله للثورة من أجل أعراض سورية إكراماً لسيدة شهداء سورية الزهرة زينب الحصني ، والثلاثاء الوفاء للعظماء أمثال الشيخ الأسير في سجون ومعتقلات الإحتلال الأسدي البغيض ، والخميس عرس في اللاذقية الأبية ، صخرة العز والكرامة ، مع دعاءنا ليقظة حلب ، ودعوتنا لثوارها بقتل كل من يحاول القتل دفاعاً عن النفس ، كفتوة شرعية ، لتتنفس الحرية بخروج متظاهيريها ليعبروا عن لحمتهم وتضامنهم مع بقية المدن السورية ، لتكون الجمعة لحلب لاسواها ، ودمشق إن أرادت الإستنفار الكامل ، فلترونا الغضبة لله ، والثأر لأرواح الشهداء ، وكلنا فداء ثراك ياسوريتنا الحبيبة "

لم تُسعفني الذاكرة لأنتقي الكلمات ، بما يُعبر عن عمق المأساة ، بفجيعة شعبنا السوري العظيم بزينب الحصني سيدة شهداء سورية ، إلا والعين تزرف من شدة الألم ، والقلب كاد أن تتوقف دقّاته لهول ماتأثر من آثارالتمثيل والتعذيب على جسد الطاهرة بنت الشموخ والإباء زينب الحصني ، من قطع للرأس ، والأطراف ، والأرجل ، والأشكال والألوان من آثار التعذيب ، وهي صبية في الثامنة عشر من عمرها ، أصغر من ابنتي التي لازلت أنظر إليها كطفلة بحاجة الى الحنان والرعاية ، وعيناي لاتغفل عنها لحظة ، فكيف يمكنني ان اراها بهذا الشكل المفجع ، وزينب هي ابنتي كما هي سارة في ميزان واحد ، وأسرة الحصيني هم أهلنا بل هم تاج رؤوسنا ، لينتابني الشعور الأليم ، المُفعم بالحزن العميق ، وكان ابنتي في مكانها ، وأنا في موضع أهلها ، الذين نُكبوا بالعديد من الشهداء ، فلم اتمالك أعصابي من البكاء كطفل هاله مارأى ، لأتذكر في نفس اللحظة الحبيبة طل الملوحي ، أخت الخنساء ونسيبة بنت كعب وبنت الأزور ، والتي أعلنا منذ اعتقالها بأنه يوم الغضب الذي امتد حتى قيام ثورة الشعب السوري العظيم ـ لتبيض الأعين من الحزن فشعبنا كظيم ، لأتذكر قوله تعالى " "قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ" ، وكذلك طلتنا وحمزة الطفل ، والمُنشد القاشوش ، والمُبدع الفنان الفرزات ، وآلاف المفقودين ، وأضعاف اضعافهم من المأسورين في سجون الإحتلال الأسدية اللعينة ، عدا عن مقتل مايزيد عن العشرين ألف شهيد منذ قيام ثورة الشعب الأبي ، ونكبة أُمّة بهذا الطاعون السفاح ، الذي لايُشابهه شيء في قبحه ونتانته وإجرامه ، ولأجل ذلك كان قسم شعبنا العظيم ليحيا الموت ولا المذلة ، ولن تهدأ النفوس حتى إسقاط النظام ، وملاحقة كل كلب من أعضائه ومحاكمته مهما بلغت التضحيات

لن نتكلم كثيراً عن عمق المآسي في المجتمع السوري ومستوى التضحيات الجسام ، فكثير من الأمور موثقة بما تدين الأسد وعصاباته القاتلة ، ولكن مايُحيرنا بالفعل صمت العالم ، المفترض أن يُلاحق تلك الطغمة والعصابات الأسدية بكل ماتعنيه الكلمة من معاني الحقوق والواجبات ، كأخطر مخلوقات على الإنسانية جمعاء ، مما يُملي عليهم إستخدام كل الوسائل للتخلص من تلك العصابات ، وليس عقوبات بالتقسيط كما يجري اليوم ، كأبر تخدير لم تعد تُجدي نفعا ، ولم تنطلي ألاعيبها على شعبنا الأبي ، والتي كان بالإمكان اصدارها دفعة واحدة ، للإنتقال الى الخطوة التالية ، كما جرى ذلك في ليبيا ، التي هبّ العالم لنجدتها ، من اجل نفطها وليس لكرامة إنسانها ، بينما سورية تمتلك الحضارة ، التي غضّوا الطرف عن ذبحها ، لأن حضارة القرن الواحد والعشرين همجية قاتلة ، لاتساوي الإنسانية فيها اي قيمة ، وسيكتب التاريخ يوما عما حصل ويحصل مقارنة بالوضع الليبي والسوري ، المُشابهين لبعضهما بما اُرتكب بهما من مجازر ، يُكشف اليوم النقاب عنها في ليبيا بعد تحررها ، لتدل على بشاعة حاكمها الذي كان يدعمه الغرب والشرق ، وما جرى ويجري في سورية أعظم ، ، وسنكشف عن تلك الجرائم بعد التحرر ، مما يستوجب هبّة العالم أجمع لنجدة الشعب السوري المذبوح من الوريد الى الوريد ، لنكشف عن المقابر الجماعية التي حصلت في الثمانينيات ، ومئة الف شهيد ، وتدمير المدن ، ونكبة شعب بأكمله ، تتكرر نفس الأحداث فيه ، على زمن السفاح العتل بشار إبن أبيه الجزار الملعون المدنس بماء النجاسات حافظ ، عليه من الله مايستحق هو وذريته ، من الخزي والعار ، وسوء المنقلب في أهله وماله وولده الى يوم الدين ، ولكن اليوم بهبة الشعب بأكمله ، بثورتع العظيمة الشاملة

ومع أن شعبنا العظيم يُدرك عظم التضحيات التي سيدفعها ، مع بدء الشرارة من العاصمة دمشق ، لتشتعل في درع وحصن سورية الأبي درعا ، وتنتقل الى معظم المدن والقرى السورية ، لتكون عاصمتها حمص ابن الوليد ، التي رفعت سيفه ، ولن تضعه في غُمده قبل أن تقطع رأس الأفعى بشار ، واذنابه الحقراء القتلة ، لنناشد حلب الشهباء ودمشق الفيحاء ، أن يهبا بكل ما أوتيا لنجدة أهلنا في أنحاء سورية ، وان يجمعوا الصفوف ، ويرتبوا أنفسهم من جديد ، ليستنهضوا الهمم ، ولاسيما الوجهاء والأعيان والمشايخ لقول كلمة الحق التي سيحاسبهم الله عليها ، إن لم يقولوها اليوم ، مع تقديرنا لما يمنعهم ، ولكنهم لايجوز أن يُعدموا الحيلة للتغلب على تلك العصابات ، وإن اضطروا للدفاع عن النفس ، وقتل كل من يحاول قتلهم ، لتربية جرزان آل الأسد ، لنراهم وقد عادوا الى جحورهم ، لكي تستطيع حلب ودمشق ان تتنفسا الصعداء ، وتاخذ الناس حريتها في التظاهر ، وخاصة أهل مدينتي حلب ، التي سطرت فيما سبق أعظم التضحيات ، ولا يجوز لها ان تتاخر عن الركب ، كما هبّت مدينة الفداء حماة ، من تحت الركام ، وجسر الشغور الأبية ، صاحبة المذابح الشهيرة ، ومن دير الزور التي انطلق عظمائها يُفجرون ثورتها ، وعلى رأسهم الشيخ نواف البشير ، واللاذقية الأبية ، التي جعلوا لها عيداً بتضحياتها ، ليكون الخميس لها مخصصاً إكراما لبطولتها ، وكل المدن السورية ترقص على وتر واحد هو الحرية ، ولا سواها عنه بديلا ، فاين انتم يا اهل حلب ، أرونا في هذه الأيام تلك الغضبة التي تُرضي الله ورسوله ، وتُغضب الطغاة القتلة ، فالله الله يا أهلي في حلب ، ويوم النصر قريب ، ولكن بكم يُعجله الله ، والله اكبر ، والنصر لشعبنا العظيم

أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري :

* إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار

* مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام

* استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي

*مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله

* ، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّار المجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة

* وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماة بالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة وعشرون ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفوا وانتهكوا الأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، المطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر وحرب إبادة على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير المدن ، وإطلاق القذائف الثقيلة باتجاه الأهالي الآمنين ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس ، وقلع الحناجر وقتل الأطفال ذبحاً بالسكاكين ، والمعدات العسكرية بما فيها الطائرات والسفن الحربية مؤخراً ، والتي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، ومحاصرة المدن والقرى وتجويعها ، ومنع الإمدادات الإنسانية لها ومنع الإسعاف، وقطع الكهرباء عن الخدّج ليموتوا من ظلم عصابات آل الأسد ، وكل هذا لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط آل الأسد وما سُمي بنظامهم المشؤوم ، وهو اليوم قد حقق الإنجاز الأعظم إذ وصل الى مرحلة النهاية من عمر النظام بإذن الله .. ولا للحوار مع القتلة.