تطور حركة الشعوب غير الفارسية ومستقبل إيران

محمود أحمد الأحوازي

تطور حركة الشعوب غير الفارسية

ومستقبل إيران

محمود أحمد الأحوازي

[email protected]

قبل منتصف ليلة الأربعاء 7.9.2011،  وصلنا خبر مستعجل عن انفجار كبير في مصفاة نفط عبادان وبعدها بقليل وضمن بحثنا عن الخبر في الإعلام الإيراني، شاهدنا تصريح لنائب رئيس اللجنة البرلمانية للطاقة وهو يصرح بالخبر ويطالب بإعلان الأسباب وهذا جاء والأحواز تشهد حملة اعتقالات على قدم وساق بسبب مظاهرات أيام العيد والتي عود شعبنا النظام عليها سنويا بعد أربعة أشهر من جولة اخرى من المواجهات في انتفاضة نيسان الماضي.

الى جانب الأحواز وبموازاة نضال شعبنا، أذربيجان تشهد هذه الأيام مظاهرات صاخبة في اكبر عواصم محافظاتها ومقاطعاتها حيث شارك عشرات الآلاف في مظاهرات في تبريز ومثلهم في ارومية وسقط أكثر من 6 شهداء حتي الآن خلال أسبوع في أذربيجان ومازالت المواجهات مستمرة وتم اعتقال العشرات في كل مدينة وهم رافعين لافتات المظاهرات كلها تكتب باللغة الأذربيجانية تطالب بخلاص أذربيجان الجنوبية من الإحتلال الإيراني، كما والبازار في طهران، وهو الذي يشكل الأذربيجانيين عمدة تجاره، اغفل أبوابه منذ أسبوع ومازال.

كردستان إيران هي الأخرى شهدت خلال الأسبوع السادس على التوالي قصف قراها ومهجريها عبر الحدود مع العراق ومدنها تشهد اعتصامات ومعظم محلاتها التجارية مغلقة اعتراضا على ما يجري لذويهم الهاربين الى كردستان العراق بواسطة المدفعية الإيرانية وفي المعارك خلال عملية واحدة الأسبوع الماضي قتل جنرال ومعه 7 من قادة الحرس في هجوم واحد لحزب حياة كردستان بعد بدء ما ما يسمى بالحرس الثوري الحملة الجديدة على كردستان بعد انتهاء شهر رمضان، يضاف لهذا العدد أكثر من 15 من الحرس قتلوا قبل توقف العمليات في شهر رمضان.

وليس الحال أفضل في بلوشستان على بحر العرب وبالقرب من مضيق باب السلام(هرمز) حيث ان رجالها مثل مرتفعات جبال تفتان هناك يوميا يصبون حممهم على رؤوس قوى الإحتلال الإيراني و الشعب البلوشي سطر في السنوات الخمسة الأخيرة ملاحم بطولية في ثورة عارمة مسلحة وشعبية ضد النظام اضطره من خلالها على تحمل خسائر كبيرة في أعلى درجات قيادات حرسه وقياداته السياسية والإدارية في بلوشستان واليوم لا يتجرأ اصغر مسئولي النظام ان يتجول في مدن بلوشستان دون عدد كبير من المحافظين، كما و اضطروا النظام على إعلان اعلي درجات الاستعدادات العسكرية بشكل دائم في بلوشستان والمواجهات العسكرية مع قوى شر النظام نقرأ عنها يوميا، بل وتضاعفت عدة مرات خلال العامين الماضيين.

أنشطة القوميات وتنظيماتها التحررية هذه تجاوزت النضال الوطني في الفترة الأخيرة وتحولت تنظيمات القوميات لكتل نضالية موحدة في مناطق مختلفة للقوميات بعد تشكيل اتحاد القوميات غير الفارسية أخيرا الذي لجبهتنا الفخر بتنظيم اجتماعين له في لندن بتاريخي 20 من يناير و31 يوليو الماضيين، حيث تم الاتفاق على إستراتيجية نضالية مشتركة في مناطق القوميات تشارك يها 7 تنظيمات للقوميات في هذه المرحلة، كما ولنا الفخر اننا نجحنا مع معظم القوى الوطنية الأحوازية الأخرى من اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتوحيد معظم القوى الأحوازية الوطنية المناضلة تحت خيمة أحوازية واحدة موحدة ستجتمع في مؤتمرها الأول خلال الأسابيع القادمة، رافعة من مستوى المواجهة مع العدو المحتل وسترفع من حجم النضال ومن مكانة الثورة الأحوازية وهذا ما كنا نعمل من اجله منذ زمن بعيد وقد تحقق والحمد لله بجهود كل الخيرين من الأحوازيين تنظيمات ومستقلين،

التوافقات الأخيرة لتوحيد نضال القوى الأحوازية  لتعمل موحدة ضد النظام ، و دخول القوميات غير الفارسية في اتحاد مشترك للعمل على الساحتين الخارجية والداخلية لطرد الإحتلال، لا شك سيعطي دفعه قوية لتحدي الشعوب للاحتلال وسيخلق أرضية مناسبة للعمل الشعبي والسياسي أيضا في هذه المرحلة في كافة مناطق الشعوب نظرا الى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وغلاء المعيشة والبطالة الواسعة والاعتراضات العمالية في كثير من المصانع والمراكز العمالية وهذا ما سيكلف النظام حرب استنزاف سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة مستقبلا، خاصة إذا تمكن الأحوازيين من توجيه نضالهم بشكل مؤثر، واسع و مكثف، لحرمان إيران من النفط والغاز الأحوازي ومن المياه الأحوازية والأراضي الزراعية، بقوة نضالهم الذي بدأت آثار قوته تظهر أخيرا.  

ان النضال الداخلي للشعوب وان كان بحاجة لموقف دولي وإقليمي مساند له وهذا لم يحصل حتى الآن، لكن علاقة المجتمع الدولي غير الودية مع إيران بسبب سياسته النووية وأهدافه السياسية الشريرة، وتدخلات إيران في الدول العربية المجاورة وتوسعه فيها، ستساعد كثيرا في تغيير كفة المواجهة بين القوميات وبين النظام المحتل وستمنح القوميات عموما والأحوازيين خصوصا ميادين كثيرة للعمل والمناورة في الفترة القادمة، وهذه الأوضاع وهذه العلاقة المتشنجة لإيران بدول المنطقة وبالمجتمع الدولي لا شك ستعطي ثمارها للثورة الأحوازية ولثورات الشعوب في السمتقبل ولو إعلاميا فقط،.

بهذه الحسابات البسيطة والواضحة التي لا تحتاج لفكر عبقري لفهمها، لابد لنا ان نستنتج ان الثورة الأحوازية أصبحت في موقع مساعد كثيرا لكسب انتصارات على العدو وهذا ما علينا نحن الأحوازيين ان نعمل من اجله جميعا موحدين ولا نفوت هذه الفرصة باختلافاتنا وبعنترياتنا  التي أفقدتنا الكثير حتى الآن.