مؤتمر الإنقاذ والقضية الكردية وأُفق الرؤيا الوطنية

مؤمن كويفاتيه

مؤتمر الإنقاذ والقضية الكردية

وأُفق الرؤيا الوطنية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

تابعت باهتمام بالغ ماجرى في مؤتمر الإنقاذ الوطني بتركيا من النتائج الطيبة ، وماجرى من البلبلة فيما يخص الشأن الكردي لأقول هنا : بأنه لم يكن من داعي لوصول الأمور إلى ماوصلت إليه لو تحلّى الجميع بضبط النفس ، وعرفنا مهام هذا المؤتمر الذي لايجوز له أن يُعطي مالا يملك من الالتزامات ، سوى مانعرفه بالالتزام الوطني المُتفق عليه من جميع القوى الشعبية ، وكان هناك محادثات قبل بدء الثورة بين جهات الوطن الواحد بكل أطيافه ، ومن بينهم أكراد بقصد الاندماج في الثورة ، وطرحوا مطالب مُحقّة وبما لايخرج عن الوحدة الوطنية ضمن الدولة السورية ، حيث لاقت الاستحسان القبول والتأييد ، وقد قيل بأن هذه المطالب حقوق ليس لأحد أن يتمنن عليهم فيها ،وفي لقاءات مع مجموعات كردية أخرى ، كانت جميع المطالب في هذا الحدود ، فما الذي طرأ ليكون المطلب أن تكون الجمهورية السورية بلا كلمة عربية ، وفي هذا الوقت بالذات ؟ والجواب : لأن سورية متنوعة الأعراق ، ومن حق الأكراد أن يقلقوا بعدما رأوه من سلطات البعث والحكم الأسدي المجرم ، ولكن المؤكد بان سورية مابعد الأسد لامكان للاستبداد فيها

لنعلن جميعاً بمن يوافقني الرأي من الأحزاب والهيئات والشخصيات ، بأنه ليس هناك مانع في إطار الدولة والحياة الديمقراطية أن يطرح المرء مايشاء ، وحرية التفكير والرؤى ، ولكن بالتأكيد ليس في هذا الوقت الهائج ، لنختلف ونحن في عباب البحر ، ونطلب من رجال الإنقاذ الذين جاءوا لدعم ثورة الشعب في هذا المؤتمر المُحدد مهامه بالدعم وليس لاتخاذ قرارات مصيرية ، لأنهم ليسوا الناطقين الرسميين باسم الشعب السوري ، وليس من صلاحياتهم اتخاذ قرارات مصيرية لايمكن أن يُقررها إلا الجمعية الوطنية المنتخبة من الشعب ديمقراطياً ، حول التسميةبالجمهورية العربية السورية ، أو من غير كلمة العربية ، وإن كان لامشاح في الألفاظ والكلمات ، ولكن المشكلة في التوقيت والمكان ، فاليمن عند توحدها كانت يمنان ، الأولى جمهورية اليمن الديمقراطية ، والثانية الجمهوريةالعربية اليمنية ، لتصير إلى الجمهورية اليمنية ، وفي الدستور تمّت التفصيلات المهمّة لإنتمائية الدولة وخصائصها ووحدتها ، وتوزيع الثروات بالتساوي ، دون ادعاء من طرف أنه يملك آبار النفط ، والآخر يملك البحر ، بلالأرض كل الأرض والمياه والجبال والثروات ملك للسوريين ، وبقوانين تضمن وحدة التراب السوري ، لا كما جاء عن البعض بأنها أرض كردستان ملحقة بسورية ، وهذا خطأ كبير ، بل هي أرض سورية تسكنها أغلبية كردية ، للشعب الكردي السوري كل حقوق المواطن السوري ، وحقوقه المشروعة في الاعتراف بوجوده القومي ولغته وما شابه

وفي الحقيقة ومن خلال تواصلي مع العديد من الفاعليات الوطنية ، الإسلامية وغير الإسلامية ، المُقرين بعمومهم بحقوق جميع الأقليات العرقية والدينية والدولة المدنية ، والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص ، حتى أكاد أقول بأنّ هذا مُجمع عليه وطنياً بلا مزاودات ، وأنا مسئول عن كلامي هذا ، لنتوصل من وراء ذلك بانه لاخوف على أي جهة أو انتماء في ظل الدولة السورية الديمقراطية ، وأنه لاداعي لافتعال الأزمات ، او التمترس عند بعض الكلمات نُعطي النظام الفرصة للنيل من الثورة المباركة وأهدافها المشروعة ، وعدم ذكرها أو التطرق اليها يكون فيه خير من مناقشتها في الوقت الحالي ، لأنه أمامنا عدو من نوع لم تعرف الطبيعة البشرية مثيلاً له في التوحش والإجرام وإراقة الدماء البريئة ، وأن من مهامنا اليوم كيفية الدفاع عن شعبنا العظيم الأعزّل ، ودعم صموده حتى إسقاط هذا النظام الأسدي الدنس ، فهؤلاء هم الذين جعلونا أكثر حرية في التفكير ، ولولاهم لما تزحزح النظام المجرم الكهنوتي قيد شعرة ، وإذاً علينا أن نؤجل المسائل الخلافية إلى مابعد إسقاط نظام العمالة المنحط ، والإيمان بالقبة الوطنية التي ستجمع الإرادات الشعبية لإعادة بناء الوطن السوري الحبيب ، وان نسعى إلى هذه الغاية الوطنية دون سواها عبر توحدنا والمزيد من العمل الثوري والتأجيج الشعبي لاسيما في المناطق الكردية ،والانتباه لهذه الكلمة " المناطق الكردية " أي ذات الأغلبية الكردية ، فنحن مع كل المطالب المشروعة ، لأتمنى علىالإخوة الكرد أن يُرونا بأسهم الذي عرفناه في انتفاضتهم 2004 ، وهي دعوة لكل المناطق السورية لترفع من لهيب الثورة حتى طرد آخر عميل خائن أسدي في التفكير الحقير ، المُستعلي على الشعب والوطن والمتأله

أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري : 

إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار

مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام

استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي

*مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله

، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّارالمجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة

وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماةبالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة عشر ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفوا وانتهكواالأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، والمطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير المدن ، ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس والمعدات العسكرية التي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، وكل هذا لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط النظام .. ولا للحوار مع القتلة.