انتفاضه لأجل الأسرى

ثامر سباعنه

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

إن قضية الأسرى هي من القضايا الوطنية العليا التي يجب أن يدعمها كل فلسطيني دون استثناء حتى تصبح قضية رأي عام على المستويات الفلسطينية و العربية والدولية، بل يجب أن يتفاعل معها كل مسلم في العالم بل كل مطالب بحقوق الإنسان  على هذه الكرة الأرضية.

أكثر من 6000 أسير فلسطيني وعربي يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني ،يعاني الأسرى من ظروف معيشية صعبة بالزنازين التي تتسم بالرطوبة والرائحة العفنة التي تبلغ مساحتها متر ونصف تقريبا، حيث الأرضيةرطبة، والغرفة خالية من الضوء، أو يسطع الضوء فيها في جميع الأوقات وذلك لمنع السجين من النوم، ويحرم السجناء من النوم لعدة أيام، ومن الحصول على وجبة غذاء كافية، والوصول للمرحاض وقت الحاجة، وتغيير ملابسهم.

 العشرات من الأسرى قضوا  أكثر من ربع قرن في الأسر ، بل منهم من وصل إلى 34 عاما في الأسر وهو الأسير نائل البرغوثي

إن الأسرى الآن ليسوا بحاجه إلى خطابات رنانة تنتهي بمجرد انتهاء الحفل أو وعود ضائعة في الهواء دون تنفيذ ، إنما هم  بحاجة إلى انتفاضة من أجلهم، انتفاضة تكون بمشاركة شعبية كبيرة وعالية، تتفاعل فيها كل الوسائل والأدوات  لتحريك قضية الأسرى على كافة المستويات والصعيد ، 

الأسرى بحاجة إلى انتفاضه إعلاميه يسخر فيها الإعلاميين وسائلهم وطاقاتهم للعمل على مساندة قضية الأسرى من خلال تقاريرهم التي تسلط الأضواء على معاناته وحقوقهم وهمجية الاحتلال،  كل بالطريقة المناسبة لوسيلته المحلية أو العربية أو الدولية ، ويجب تخصيص صفحة اسبوعيا على الأقل تخدم الأسرى وتنشر معاناتهم للعالم اجمع وبكل لغات العالم.

الأسرى بحاجة إلى انتفاضه اجتماعيه يتحرك فيها الشارع الفلسطيني من اجل نصرة عائلات الأسرى والتخفيف عنهم وتكفل أبنائهم، فمن العار ترك عائلات الأسرى وأبنائهم يعانون فقد المعيل الوحيد للأسرة الذي قدم نفسه رخيصة لأجل حرية وطنه.

الأسرى بحاجة إلى وقفة حقيقية من قبل القيادات الفلسطينية والفصائل والوزارات، ووضع ملف الأسرى في أولويات القيادات في كل اجتماع دولي أو نشاط سياسي ، بالاضافه إلى إدخال موضوع الأسرى في سجون الاحتلال وثقافة الأسر والاعتقال إلى المنهاج الدراسي الفلسطيني المدرس لأبناء فلسطين ، خاصة وبأنه يكاد لا يخلو بيت فلسطيني من أسير حالي أو سابق .

الأسرى بحاجة إلى وقفة وانتفاضه حقيقية من المؤسسات والجمعيات القانونية والانسانيه لإنصافهم ومتابعة حقوقهم وقضاياهم وطرحها عالميا وبكل الطرق القانونية ، ليتم معاملة الأسرى كأسرى حرب حسب القانون الدولي المعمول به.

 المطلوب أن يستغل كل مخلص كل  أداوته المتاحة بين يديه والطرق المتوفرة  من أجل خدمة قضية الأسرى ، ولكي لا يبقى الأسرى وحدهم في مواجهة المحتل، وحتى يشعروا بأن هناك من يقف إلى جوارهم ويؤازر موقفهم ويعزز صمودهم وصبرهم ويقوي عزائمهم. كل هذا يضع الفلسطينيين بكافة أطرهم وتنظيماتهم ومؤسساتهم أما استحقاق مهم وحساس يهم ويصيب كل فلسطيني  ألا وهو نصرة الأسرى وتبني قضيتهم عربيا وعالميا.