ما الذي غير الثعلب إلى حمل
ما الذي غير الثعلب إلى حمل؟!
محمد فاروق الإمام
[email protected]
في خطوة دراماتيكية مثيرة تحول رأس الفساد وناهب ثروات الوطن
رامي مخلوف ابن خال السيد الرئيس من صقر من صقور العائلة الحاكمة الذي أعلن بالأمس
القريب أنه أحد أصحاب القرار في سورية، وأنه لا استقرار لإسرائيل إن لم تنعم سورية
بالاستقرار، وأنه سيقاتل حتى النهاية.. تحول هذا الصقر إلى حمامة وديعة تنشد المحبة
والسلام.. ومن ثعلب ماكر إلى حمل أنيس.
ففي خطوة تشبه الصعقة الكهربائية وبلا مقدمات أعلن السيد رامي
مخلوف ابن خال السيد الرئيس المستحوذ على اقتصاد الوطن في مؤتمر صحافي عقده يوم
الأربعاء الماضي 15 حزيران الحالي (أن جميع المشاريع التابعة ملكيتها له سيتم
توجيهها لكي تكون مشاريع خدمية إنمائية. وأنه لا يسمح بأن يكون عبئاً على سورية ولا
على شعبها ولا على رئيسها).
وعن أسهمه الحصرية في (سيريا تل) قال مخلوف: (سنقوم بتخصيص
أرباحها سنوياً لأعمال خيرية وإنسانية وتنموية
تغطي كافة الشرائح المحتاجة في سورية من درعا إلى
القامشلي)، معلناً (بأنه شخصياً لن يدخل في أي مشاريع جديدة يكون لها مكاسب شخصية
وسيتفرغ للعمل الخيري والتنموي الإنساني).
لا نريد مناقشة هذا التحول السريع بتوجهات ابن خال الرئيس رامي
مخلوف وارتدائه ثوب العفة والطهارة والنسك فجأة لأن هذا لا تخفى أسبابه على القاصي
والداني، وقد سبقه إلى فعل ذلك فرعون عندما وجد نفسه وقد أطبق الماء عليه وأدركه
الغرق، قال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) وجاء
الرد سريعا من الله لهذا المدلس الكاذب (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين).. من
ينصف أو يعوض يا رامي مخلوف الذين ذبحتهم والذين استعبدتهم وأذللتهم والذين نهشت
لحومهم وأفقرتهم ونهبت جيوبهم وسرقت أموالهم على مدى عشر سنوات أو يزيد!!
استفتى أحد من أثرى من الأموال الربوية أحد المفتين العدول، وقد
انتابته فجأة صحوة الضمير والخوف من يوم الحساب، ماذا أفعل بالمليارات التي جمعتها
من الربا والمال الحرام؟
أجابه الشيخ: لك رأس مالك فقط الذي بدأت به.
أما رامي مخلوف فعليه الكثير من الاستحقاقات إضافة إلى ما نهب
وسرق وجمع من ربا، فهو شريك بقتل ما يزيد على 1300 مواطن، وقتل 300 عنصر من الجيش
والأمن، وجرح ما يزيد على 3000 من المواطنين الأبرياء، وتشريد عشرات الألوف من
بيوتهم وقراهم وبلداتهم ومدنهم، إضافة إلى ترويع السكان الآمنين في المدن التي تم
حصارها واقتحامها وقطع الماء والكهرباء والاتصالات عنها.
رامي مخلوف لا يمكنه بلعبته الرخيصة والمكشوفة أن يحوز على صكوك
الغفران ويفلت من المحاسبة والعقاب، وهذا ما ينتظره جزاء فعاله الشنيعة بحق سورية
والثروة السورية والمواطنين السوريين، ولن يرضى الشعب السوري بأقل من سوقه إلى قفص
العدالة أمام محراب محكمة الشعب التي لا يظلم فيها أحد ولا يفلت من عقابها أحد!!