دعوة عملاء الجيب العميل لحق تقرير المصير
د. غالب الفريجات
ليس بغريب على من امتهن الخيانة منهجا واسلوبا في الحياة، ان يصدر عنه ما يسمى بحق تقرير المصير لجزء من الوطن، حيث ان ديدن هؤلاء ان يكون دائما في حلقة التبعية لاسياده، وان لا ينام الا في احضانهم، دون ان يرف له جفن، لانه فاقد للبصر والبصيرة.
ان تمارس عائلة اسلوب الخيانة، فكأنما هذه الخيانة قد استوطنت نفوس اهلها النتنة، وعلى مر تاريخ الوطن كانت دوما في خندق العداء الوطني، واتباع لكل من يستهدف الوطن والمجتمع بالقتل والتدمير، حتى الاحتلال، فلماذا يستغرب البعض دعوة هؤلاء الاحفاد الرخيصين، وهم من نسل اباء واجداد باعوا الذمة والضمير، وارتموا في الحضن الامبريالي والصهيوني، وخواتم حياتهم تؤكد على ذلك؟.
الخيانة فكر وسلوك، وهي ارذل مراحل السلوك الانساني، وعندما يصل الامر بأي انسان ان يجعل منها هدفا، فقد جرد نفسه من كل انواع الآدمية الانسانية، التي فطرها الله على الخير لا على الشر، وسيرة هؤلاء الذين يوصمون بها على الدوام، شاهدة على افعالهم الدنيئة المجردة من الاخلاق.
مثل هذه النفوس العميلة الخائنة لذاتها وشعبها ووطنها، لاتحتاج الى مناقشة، لانها باعت نفسها للشيطان، وانتزعت من هذه النفس كل مواطن الخير، خاصة وانها قد تربت على الخيانة، في بيت موصوم بالخيانة، وان تلونت حسب مقتضيات حاجاتها، وملاءمة الزمن الذي تتواجد فيه، فمثلها لا يفكر كثيرا بامتداد حياتها الزمني، لانها تعيش لحظة الخيانة لحظة بلحظة، حتى وهي تحاول مداراة الزمن غير الملائم، الذي لا يسمح لها ان تطل برأسها.
ما وفرته القيادة الوطنية في الجيب العميل يفوق كل وصف، وما قدمته من خدمات لهذه النفوس النتنة، علها تعيد لها شيئا من بقايا الحياء، والارتباط بمصلحة الوطن والمجتمع لا يرقى له مستوى، ولكن العرب قالت من شب على شيئ فقد شاب عليه، كما قالت ان ذنب الكلب يبقى اعوج على الدوام، فمن يستمرئ الخيانة لا يمكن له الا ان يعشق ممارستها كلما تحين الفرصة.
مثل هذه النفوس النتنة تظن واهمة، ان الاحتلال قد وفر لها فرصة الاستمراء في الخيانة، ونسيت ان تاريخ الشعوب لا يقاس بلحظة عابرة، فالاحتلال سيزول آجلا ام عاجلا، والوطن سيشرق وجهه من جديد، فاين ستداري هذه الوجوه الكالحة نفسها ساعة التحرير، ام انها مازالت تعيش في اوهامها، ان احدا سينسى دورها الخياني، وان احدا سيجرؤ على القول عفى الله عما سلف.
ساعة المحاسبة قادمة، فالاحتلال يحمل عصاه، ويهيؤ نفسه للهروب، فالى اين ستهرب هذه النفوس النتة؟، ان لم تبتلعها حاويات القمامة، فهل ستبتلعها نفوس الناس، الذين اصابتهم بالدونية والنذالة، لبيعهم بالثمن البخس لاعداء الوطن؟.