حتى لا تضيع دماؤكم ودموع ثكلاكم سدى
حتى لا تضيع دماؤكم ودموع ثكلاكم سدى
د. عبد الواحد حشاد
على ضوء نظرة قراء لكتاباتي ومن يحاضروني كنت دائما أُعتبر منهم طاقة علمية وصاحب نظرة إسراتيجية فذة إلى أن وقعت عيناي على تعليق عامل بسيط في إحدى فنادق الساحل التونسي على إحدى المقالات في الإنترتيت، فكشف لي هذا التعليق ،أنه علي أن أعلم أني لا أعلم شيئا .
أما تعليق هذا العامل فقد كشف به أن أهل الساحل يألمون مثلما يألم بقية التونسيين عمار مناطق" الذل" .
كشف هذا التعليق اللثام عن آخر كذبة لعصابة الحكم التي طالما إعتبرت السياحة مصدر خير على تونس .ولذلك وجب الجمود "والإستقرار" .والحقيقة هي كما ذكرني بها صاحب التعليق أن أموال السياحة يدفعها السائح الأجنبي في بلده الأروبي لتؤول إلى أرصدة عصابات الحكم على تونس في الغرب "من غادي الغادي " .وهذا يسهل تحويل "غسل" الأموال المسروقة بالعملة التونسية "بالدفيز" بصفة سهلة .
هذا التعليق عبر به هذا العامل البسيط في نزل عن مدى فطنة ويقظة التونسي اللذي
ن نراهما اليوم في أجمل حللهما في إنتفاضة عمت التراب التونسي . وخشيتي أن تستغل عفويتها وتلقائيتها في إيقافها من عناصر عصابة الحكم على تونس بوعود كاذبة ، ونحن نعلم أن المنافق إذا وعد أخلف ،وإذا حدث كذب ،وإذا أؤتمن على البلاد خانها هي التي أوجبت علي أن أخاطبكم بما يلي :
بما أن حركتكم التحررية هذه ـ يا أحرار تونس ـ عفوية يسهل على عصابة الحكم تشتيتها لتنقض لاحقا على من بقي ممن لم تمتد إليهم أيادي بعض عناصر البوليس و قلة من الجيش الذين نسوا أنهم في هذه الحالة مجرد كلاب حراسة قد يرمى إليها من سادتها بعظم ـ هذا في أحسن الأحوال ـ مكافأة على تكريس العبودية وحمايتها .
لذا ، ولكي لا تضيع دماءكم ودموع ثكلاكم سدى ، فكروا جهويا في فرض الرقابة على ممثلي عصابة الحكم !
فعصابة الحكم حرصت دائما أن لا يكون أي وجود لحزب سياسي قادرا على أن يغطي كامل البلاد حتى ما إن حصلت ثورة إنقاذ يكون جاهزا ، وهذا ما جعلها تنظر إلى إنتفاضتكم المجيدة بعين الإنتقاص ، ثقة منهم أنها متشرذمة ويكفي التعامل معها بوعود كاذبة، لا تجد التنفيذ ولا المراقبة منكم لاحقا بعد خنق صوت إنتفاضتكم.
فكروا في مرحلة أولى جهويا حتى يسهل عليكم إخضاع أعوان عصابة الحكم جهويا تحت تصرفكم ورقابتكم ، وذلك بتكوين "لجان شعبية " مسايرة مع تحركات إنتفاضتكم المجيدة .
أنتم الأعزاء ! لا توقفوا إنتفاضتكم ! عيشوا أعزاء ، أو موتوا وأنتم كرماء !. وإني والله أجلكم لما تقومون به ، وأغبطكم عما أنتم تصنعون . فهنيئا لكم !