الحروب الأربعة للرئيس مبارك
م. هشام نجار
أعزائي القراء
الإستراتيجيه العسكريه للولايات المتحده الأمريكيه منذ سقوط الإتحاد السوفيتي وحتى دخول القرن الواحد والعشرين كانت مصممه على إمكانية شن قواتها العسكريه لحربين في آن واحد وقدرتها على الإنتصار فيهما, الا ان واقع الإحتلال لكل من أفغانستان والعراق يحكي وضعاً مختلفاً تماماً عن إستراتيجية الأمس , بل أن كبار المحللين العسكريين الأمريكيين بدأوا يُصَرِّحون بذلك علانية مع إعتراف الإداره الأمريكيه بشكل مهذب بفشل هذه الإستراتيجيه, وبالرغم من فشل أقوى دوله عسكريه في العالم من تحقيق أي إنتصار في حربين متتاليتين وليستا متواقتتين,فإنه مازال هناك حاكماً في منطقتنا العربيه يزعم بقدرته على شن اربعة حروب والإنتصار بها مُعززاً بأزلام حزبه الذين رسموا له إستراتيجيه عسكريه مبتكره ومتفوقه على إستراتيجية الإنتصار بحربين أمريكيتين إلى إستراتيجية الإنتصار باربع حروب, هذا الحاكم الإستراتيجي هو السيد حسني مبارك ,أما المخططون الإستراتيجيون لهذه الحروب الأربعه فهم الساده أعضاء حزبه الموقرين,اما المنفذون فهم الساده جنرالات الأمن المركزي تساندهم قوات النخبه من وحدات البلطجه والتي أثبتت قدرتها مؤخراً على إقتحام مراكز إنتخابيه ومحاصرة صناديقها منعاً لعناصر المعارضه من تزوير النتائج الإنتخابيه!
الحرب الأولى هي ضد الشعب المصري وكان آخر جوله معه في معركة الإنتخابات بتاريخ ٢٨ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٠ حيث اعلن السيد الرئيس بعد حسم نتائج هذه الحرب لصالحه عن تقديم شكره للشعب المصري على الدعم اللامحدود والثقه التي أولاها هذا الشعب لرجاله المخلصين ,الا أنه عبّر عن أسفه وحزنه لعدم تحقيق المعارضه لأي نجاح يُذكر وقد عزا ذلك لعدم وجود برامج لها...! وقد راود السيد الرئيس فكرة التدخل لدى الشعب( لتليين قلبه على المعارضه) لإعطاء بعض الأصوات لها بغية دعمها,إلا أنه عدل عن الفكره في اللحظه الأخيره حتى لا يُتّهم سيادته بتزوير الإنتخابات.ومبروك لسيد الرئيس بإنتصاره بحربه الأولى والتي هي أم المعارك
الحرب الثانيه كانت أعزائي الكرام ضد الإرهابيين الفلسطينيين شنها سيادته بدعم من قوى "السلام الصهيونيه" وكان من نتائجها تدمير البيوت والمدارس والمستشفايات والمزارع وتسميم الآبار وحصد ارواح ما يزيد عن ثلاثة الآف إرهابي فلسطيني غزاوي نصفهم أطفال إرهابيون من فئة عشر سنوات وما دون,وحتى يكون الإنتصار مدوياً فقد بنى لمن تبقى منهم على قيد الحياة أسواراً جذورها في اعماق الأرض وقممها تناطح الجبال, ولما سُئلَ السيد الرئيس عن هذا الإنجاز المعجزه أجاب سيادته: إنه تحدٍ لسور الصين العظيم ومصدر دخل هام للشعب الفلسطيني من العمله الصعبه من السواح الذين سيقصدون هذا الصرح الهندسي الكبير للتمتع بعظمة تصميمه ,وقد أفاد مصدر رسمي بأنه سيتم تقديم إقتراح لليونسكو بإعتبار هذا السور مفخره إنسانيه ينبغي المحافظه عليها لإطلاع أجيالنا القادمه على منجزات حضارتنا ... ومبروك للسيد الرئيس بإنتصاره في حربه الثانيه .
الحرب الثالثه أعزائي القراء كانت معركه بحريه جرت على شواطئ قاعدة شرم الشيخ البحريه, فقد صرّح ناطق رسمي في وحدات الأمن المركزي بأنه تم رصد تشكيل معادٍ من تنظيم القرش الإرهابي مزوداً بأحزمه ناسفه يتقدمهم قائدهم المدعو بإسمه الكودي" أبو زعنفه مكسوره" وهو من أصحاب السوابق ومسجل على قوائم الإنتربول كأرهابي خطر بالتسلل إلى شواطئ قاعدة شرم الشيخ وقام بالإشتباك مع حامية القاعده , وبإقترابه من شواطئ القاعده فتحت قواتنا الضاربه النار على التنظيم المعادي بينما كانت قوات النخبه من اطقم البلطجه البحريه تجوب الشواطئ بزوارقها الحربيه لسد منافذ الهرب . وبالرغم من كل هذه الإحتياطات فلقد أدى هذا الهجوم الغادر إلى مقتل وإصابة خمسة سائحين وفقدان بلطجي واحد مازالت قواتنا تبحث عنه, وقد تمكنت قواتنا المظفره من القبض على قائد التنظيم الإرهابي وتشتيت باقي عناصره بين قتيل وهارب بجلده إلى أعالي البحار, وقد إعترف السيد ابو زعنفه مكسوره اثناء محاكمه سريعه وعادله حضرها محاموا الدفاع ورجال الصحافه العالميه وممثلون عن حقوق الحيوان الذين أشادوا بنزاهة المحكمه ,إعترف بتمويله ودفعه من قبل المعارضه للتشويش على الإنتخابات النزيهه لمجلس الشعب وإحداث أزمه سياسيه مع حكومات الدول السائحه على شواطئنا,هذا وقد صدر الحكم بإعدام هذا المجرم ليكون عبرة لكل إرهابي العالم ونفذ الحكم به فوراً بعد السماح له بكتابة وصيته حسب الأصول الديموقراطيه
أعزائي القراء
فور إعدام المجرم فقد افردت الصحف الحكوميه تصريحاً لناطق بإسم مجلس الشعب الجديد إتهم فيه عناصر من المعارضه المصريه بتمويل جماعات مرتزقه من وحدات القرش للقيام بهذا الهجوم الغادر لصرف أنظار الشعب المصري عن النجاح الساحق الذي حققه أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب, ومبروك ثالثه للسيد الرئيس على هذا الإنتصار البحري الكبير .
أما الحرب الرابعه فلم أكن اعلم بها لولا اني قرأت مقاله لأستاذنا الفاضل فهمي هويدي حفظه الله عنوانها "على أبواب عام التماسيح" لفت فيها النظر إلى حرب قادمه دينكوشوتيه قال فيها "...هل هناك علاقة بين فضيحة الانتخابات التى تمت فى مصر وبين إعلان وزارة البيئة عن أن العام القادم سيكون عام التماسيح فى بحيرة ناصر؟ ــ وهل يكون ظهور أسماك القرش فى شرم الشيخ فور إعلان نتائج الانتخابات بمثابة تمهيد للغزو المنتظر من جانب التماسيح؟
وختم مقالته بالقول:
إلا أننى وجدت أن حالة الاحتقان التى تمر بها مصر لا تسمح لنا بالتفاؤل باحتمالات العام الجديد. بل إنها تدعونا بشدة إلى التحذير من تداعيات ما جرى على الساحة السياسية وخشية ظهور التماسيح، ليس فى بحيرة ناصر وحدها، وإنما فى بر مصر كلها".
أعزائي القراء
هذه هي حروب النظام المصري وحتى تبدأ حرب التماسيح في العام القادم وتنتهي بإنتصار قوات البلطجه كالعاده لتبدأ بعدها حرب القرود
. فعلى قوى المعارضه المصريه توحيد جهودها والإنتقال الى سياسة الفعل المتفقه بدلاً عن سياسة رد الفعل المتفرقه عندها وبمشيئة الله يمكن القضاء على ذئاب النظام قبل ان يبدأ هذا النظام بالتفكير بإشغال شعبه بحروب جديده
مع تحياتي
من مقالات ساخره في السياسه
