جرائم ارتكبت وما زالت ترتكب

د.عبد الغني حمدو

جرائم ارتكبت وما زالت ترتكب

وما زال المجرمون بعيدون عن قبضة العدالة

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قتل شخص في غابة جريمة لا تغتفر       وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر

كانت تلك نظرة الاستعمار البريطاني للشعب المصري , فبريطانيا دولة استعمارية , تنظر للشعوب الواقعة تحت الاحتلال بأنها شعوب همجية ,فوجودها وعدم وجودها سواء

وفي فلسطين عندما بدأ اليهود بالهجرة إليها , كانت الجريمة في بدايتها وشارك فيها بعض الفلسطينيين ببيع البيوت والعقارات لليهود في فلسطين , حتى أصبحت هذه الحالة شعبية تنطلق على لسان الكثيرين من الشعب العربي مفادها (الفلسطينيون هم السبب فقد باعوا فلسطين لليهود ) بغض النظر عن جزئية التأثير وهامشية القول في التعبير عن الحالة العامة للنكبة الفلسطينية

في مصر على مستوى العامة فقط لو سألت مصري عن بلدهم لقال :

 لقد باعوها ولم يبق لنا شيء منها , بعد كامب ديفد وزمن الرئيس الحالي

في العراق الحالة ذاتها حفنة  ممن يدعون أنهم من العراق باعوا العراق , وباعوا أهله ولم يكتفوا بالبيع وإنما مع القتل والتشريد والتهجير المستمر , باسم التحرير تحرير العراق من الاستبداد , ليحل محله مئات الفصائل والدول المستبدة

في لبنان حدثت الحرب الأهلية دخلت القوات السورية , وأصبحت تمارس فيها شتى أنواع الجرائم , حتى وصلت لمرحلة تقول فيها لإيران لقد وجدت لكي ضالتك في لبنان فكان حزب الله وأمل

لم يكتف النظام السوري بتمهيد الطريق والدعم لولاية الفقيه في لبنان , وإنما جعل الوطن السوري كله تحت سيطرة ولاية الفقيه

التغلغل الإيراني في سورية , وقيام الحرس الثوري الفارسي بالتجسس على أركان النظام , لكي يحمي بشار الأسد من المعارضين للسيطرة الفارسية على مقاليد الأمور هناك , ومن أركان النظام

فكما العراق قد أصبحت ولاية فارسية , مع أننا نمتلك بعض الأمل  في عودة العراق لأهلها الأصليين , بوجود المقاومة العراقية البطلة فيها , وكذلك في لبنان بوجود معارضين وبقوة لولاية الفقيه

بينما في سورية ويا للأسف الشديد , لا يوجد مقاومة للفرسنة ولا للتشيع ولا لولاية الفقيه , والكل صامت على الجرائم المرتكبة والتي ترتكب وستترتكب في المستقبل

ففي قلب العاصمة السورية الأموية , أماكن معزولة تخص طهران وقم وحدها ,ومرجعيات شيعية فارسية السيستاني والخامنئي وغيرهم

وحتى القبور لم تسلم من التدخل الإيراني في سورية , عندما أزالوا جميع القبور الإسلامية في مقبرة , أويس القرني في الرقة ممن قتلوا في معركة صفين , وتركوا قبرين فقط لمن يدعون أنه لسلمان الفارسي والقرني , وأقاموا هناك حسينية ويتبعها منشآت شيعية أكاديمية فارسية , وانتشرت حسينياتهم ومعاهدهم وجامعاتهم في كل المحافظات السورية ,بالإضافة إلى السيطرة الاقتصادية والسياسية والأمنية والدينية

والسؤال هنا  لكل القوميين العرب أولا وحزب البعث السوري ثانيا , وكل من يدعي المقاومة , والذين يسيرون بركب النظام والتحية والإجلال

ما لذي تبقى من سورية , بعد فرض اللغة الفارسية في الجامعات السورية والمذهب الفارسي , والأراضي الموهوبة لإيران وبدون مقابل ؟

وأتوجه للشعب السوري , كنتم تتهمون الفلسطينيين بأنهم باعوا أرضهم للصهاينة  , وسالت منكم دماء كثيرة بالدفاع عن فلسطين

وأنتم الآن تبيعون أرضكم وأنفسكم للفرس , فمن سيدافع عنكم إذا لم تعوا حقيقة التفريس في بلدكم , وتكونون المنقذ قبل أن يسبق السيف العذل

فالنظام همه الحكم فباع الجولان في القرن الماضي , وتبعه ببيع لواء اسكندرون , والآن باع الأرض والشعب لطهران 

وندائي لكل حر شريف في سورية والوطن العربي , قفوا مع الشعب السوري وانتصروا له لعله يستطيع إنقاذ قلب الوطن العربي وعاصمة الأمويين

وأتوجه برجاء خاص للإخوان المسلمين السوريين , تعرفون هذه الحقائق وتعرفون تغطية النظام على الدور الإيراني فيها وأنه  يسلمها لهم قطعة فقطعة بدون أن يحاسبه لا ضميره ولا انتماءه ولا شعبه

وأنتم تمثلون كتلة كبيرة وذات قيمة لها وزنها, فكونوا نواة الجمع وتعاونوا مع الجميع ممن يرون حقائق النظام ويودون تغييره , فهو ينفذ مخططاته بكل أريحية وأنتم ملتزمون بقرار لست أدري متى يكون نهايته ,ولكن الذي يمكن أن أقوله إن بيع سورية للفرس جريمة مسئول عنها ليس النظام وحده , وإنما المسئولية تقع على كل فرد في المجتمع السوري

فلا سبيل للخلاص من هذه الجريمة إلا بجمع شمل الجميع تحت راية الخلاص من الاستعمار الجديد

وهو أخطر من أي استعمار آخر

فإلى متى سيبقى السكوت

أم نكتف بالسكوت عند قرار مجلس الأمن بتقسيم فلسطين 1947 وتقسيم العراق وهاهي السودان ويتبعها سورية بنظام لا يعي  حقيقة انتمائه  إلا انتماؤه للحكم على حساب الأرض والعرض والوطن

إن كل من يسكت على هذه الجريمة  فهو مشارك فيها , وكل من يهادن النظام على تصرفه الأرعن هذا فهو بين جناحيه.